ابتسمت وَعادت تحضُنُني قائِلةً: «مُباركٌ، مُبارك»، ثُمّ أبعدتني عنها وَأردفت بِحِماسٍ: «يَجِبُ أن نبدأ بِحياكةِ الثّيابِ لِأجلِهِ. اخبِريني، أي شهر الليدي؟» – «الثّانيَ كما قال الطّبيب». همّهِمت كاثِرين وَقالت: «ليْس كافٍ، يَجِبُ أن نذهب لِلسّوقِ فوْر ان نعود وَنتبضّع ما نحتاجُه». أبتسمت لِحِماسِها ثُمّ قاطعتها قائِلة: «ماذا جرى بيْنك وَبيْن ألبرتو؟».
وَسريعًا تحوّل وَجهِها لِللّوْنِ الأحمرِ وَبدأت تتلعثمُ. – «ماذا! لا، لا شيْء». – «مُنذُ متى تقولين لا شيْء وَلا تُخبِريني بِالتّفاصيلِ!! هذِهِ خيانةٌ يا كاث!».
نظرت لي بِأبِتِسامة ثُمّ سارت بي إلى السّريرِ وَجلسنا، انتظرتُها حتّى بدأت الحديث وَفعلت بعد لحظةٍ مِن الصّمتِ. – «لقد طلبني لِلزّواج»، قالت بنبرةٍ خفيضةٍ، وَقد رأيتُ كيف كانت خائِفةً، مُرتبِكةً، وَسعيدة.
– «لِهذا السّببِ اجلِستيني، لِكيْ لا انهار واقِفةٌ!»، قُلت بِعُيونٍ مُتسعة. – «لِماذا؟ هل هذا سيِّءٌ؟!»، قالت بِقلقٍ وأنا دلكتُ صدغي بِغيْرِ تصديقٍ. – «لا يا عزيزتي، بل مُتسرِّعٌ! انتِما لم تتعرّفا على بعضِكُما بعدُ وَلم تتحدّثا مِن قبلُ كثيرًا، فكيْف يُقدمُ على هذِهِ الخُطوَةِ؟».
– «بل نحنُ تقابِلنا كثيرًا مِن قبلُ، وانا اعرِف شخصيَتهُ جيِّدًا وَهوَ يَعرِفُني»، قالت بِأندِفاعٍ وَصوْتِها كان عالي نسبيًّا.
نظرتُ لكاثِرين غيْر مُستوعِبةٍ وَقُلت: «ما الّذي تقولينه؟ متى حدث كُلُّ ذلِك؟». وَكمن استوْعب وَندِم على ما قال هيَ اندفعت سريعًا واستقامت، راقِبتُها وَهيَ تتحرّكُ جيْئتًا وَذهابًا وَتقضِمُ ابهامها.