اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
في خِلالِ ساعةٍ تمّ تقديمُ الغداءِ لنا وَكان غداءً يَليقُ بِكُلِّ من حضر، هذا اقِلِ ما يُقالُ عنهُ وَقد كان لذيذًا بِحقٍّ، احتوَى على خِضارٍ طازجةٍ تمّ قطفُها مِن البساتينِ الّتي مررنا عليْها، كاثِرين لم تُحِبّ تناوُلُ تِلك الخُضارِ وَتخلّصت مِنها إلى طبقي وَأنا لم أُمانِع، مُنذُ طُفولتِنا وَهيَ تفعلُ ذلِك وَذات يَوْمٍ سأُخبِرُكُم بِسبب كرهها لِلخُضّارِ.
في أثناءِ الغداءِ تبادل الدّوْقِ إيفانِشتاين الحديثُ حول مواضيعَ سياسيَةٍ بحتةٍ مع الدّوْقِ هارڤِن رُفقةِ أبيٍّ وَباقي الرِّجالِ، لقد تمنّيْت أن أكون قريبةً مِنهُم واشارِكهُم في تِلك الأحاديثِ، وَلكِنّ هذا بِالتّأكيدِ شيْءٌ غيْرُ مسموحٍ، على الرّغمِ مِن أنّنا تحكِّمُنا ملكةٌ إلّا أنّهُ لا يَزالُ المُجتمعُ يَنظُرُ لِلمرأةِ بِنظرةٍ دونيّةٍ وَيَظُنّون بِأنّها لا ترتقي إلى مُستوَى الرِّجالِ، لا يَعلمون بِأنّ النِّساء قادِراتٌ على فِعلِ الكثيرِ، رُبّما لا يَمتزنَّ بِالقوّةِ الجسديّةِ الّتي يَمتازُ بِها الرِّجالُ وَلكِنّهُنّ لديْهِنّ عُقولٌ مُتّقدةٌ والقُدرةُ على القيامِ بِأعمالٍ مُتعدِّدةٍ في ذاتِ الوَقتِ..
لقد جربتُ هذا في والِدي، ابي غيرُ قادِرٍ على أن يُركِّز في أكثر مِن شيءٍ في آنٍ واحِدٍ، فأذكُر أنّني في كُلِّ مرّةٍ أُحدِّثُهُ بيْنما يَقومُ بِتدوينِ بعضِ المهامِّ أو إنهاءِ بعضِ الِاوُراقِ فهوَ يَترُكُها مِن يَديْهِ لانّهُ غيْرُ قادِرٍ على ان يُنصِت لي وَيُتابِعُ عملُهُ.. بيْنما امّي كانت تُدقِّقُ الأعمال الّتي يَقومُ بِها في ذاتِ الوَقتِ تتحدّثُ معي وَأيْضًا تصدُرُ الأوامِرُ لِلخدمِ، بيْنما أبي لم يَكُن قادِرًا على فِعلِ مِثلِ هذا الأمرِ وَمِن هُنا أصبح لديَّ هذا الرّأيِ..
اعلم بانِني لا أستطيعُ التّعميم وَلكِن اصبحت لديّ نظرةً بِأنّ المرأة قادِرةٌ على تسييرِ الامورِ اُكثُر مِمّا يَظُنُّ الرّجُلُ، قادِرةً على فِعلِ أشياء كثيرةٍ وَبِمهارِةٍ عاليَه.
أبي يَثِقُ بِأُمّي كثيرًا وَيُؤمِنُ بِأنّها الخيارُ الأمثلُ لِتوَلّي المسؤوليّاتِ الّتي تتطلّبُ تركيز عالي وَنظرةٌ بعيدةٌ، مثلًا كبعضِ الأعمالِ التِّجاريّةِ فهوَ دائِمًا ما يَأخُذُ رأيَها قبل الخوْضِ في أيْ صفقةِ، وَيَثِقُ بي ايضًا لِأنّ أُمّي قد روَتني مِن معرِفتِها وَخاصّةً أنّها تنحدِرُ مِن أسرةٍ تِجاريّةٍ وَسياسيّةٍ وَأُبي لم يُقصُر أيضًا في الجانِبِ السّياسيِّ، وَلطالما كُنّا نتناقشُ في مواضيعَ مُتعدِّدةٍ وَيُخبِرُني بِأشياء تدورُ خلف السِّتّارِ وَمُخطّطاتٍ وَدسائِسُ تحدُثُ في القصرِ وَوَثِق بِأنّي قادِرةٌ على أن أكون ملكةً تحكُمُ بِحِنكةٍ لوْ أتتني الفُرصةُ، وَلكِنّهُ دائِمًا يُردِّدُ عِبارة المُجتمِعِ لن يَتقبّل ذلِك بيْنما امّي كانت تردّدُ تصرُّفي كأُنثى نبيلةٍ، الِانثى النّبيلةُ لا تفعلُ ذلِك، الاُنثى النّبيلة يَجِبُ أن تُطيع ما يُقالُ لها! هل هذا يَعني بِأنّني يَجِبُ ان اعيش بِلا أرادّة! أن أعيش مِن دونِ أن اكون قادِرةٌ على إتِّخاذِ القرارِ! أن أعيش لِأجلِ تحقيقِ رغباتِ غيري! هذِهِ هيَ الحياةُ الّتي يَجِبُ أن أعيشها!!
