الـفَـصْــلُ الأَوَّلُ مِــنْ:
تَـصَـرَّفِـي كَــأُنْـثَى نَـبِـيـلَـة
إيـلـيـــانـورا إلـيــوت«أنتفي حواجِبك، سرّحي شعرك، ضيقي المِشدّ، سيري كالجُندُبِ على الماءِ، لا تنقِري الأرض كحِصانٍ، لا تركبي الحِصانُ بِأقدامٍ مفتوحة وَثيابٍ ذُكوريّةٍ، لا تصيدي، أرسُمي وَلكِن لا تطّلعي أحدٌ، لا تُشارِكي كِتاباتِك، الأُنثى لا تعزِفُ لِجُمهورٍ غيْرِ جُدرانِها، نامي مُبكّرًا، أستيْقِظي باكِرًا، لا تضحكي بِصوْتٍ عال، لا تتحدّثي، لا تُلاطِفي الخدمِ، تجمّدي، لا تتنفّسي، راقِبي بِصمتٍ، تحدثي عِندما يُؤذِّنُ لك، لا تُناقِشي في وُجودِ الكِبارِ، لا تشترِكي فيِ مُناقشاتٍ سياسيّةٍ، لا تُبدي رأيَك، تصرفي كأُنثى، أنتِ لستِ رَجلٌ..»
– مُعقدي العصرِ الفكتوريّ
والّذين أرجوا أن لا يَكونون موْجودين في حياتِك عزيزي القارِئ..«إنّ لِفُرشاتي القُدرةِ على أن تُحيي الألوانَ على الوَرق»، خططت بِريشتي على وَرقةِ مُذكراتي الصّفراءِ، ثُمّ توَقّفتُ لِبُرهةٍ عِندما حلقتِ الحمامة مِن نافِذتي المفتوحةِ واندفعت نسمةُ هواءٍ عليلٍ إلى الدّاخِلِ فراحت تُحرّك السّتائِرُ البيْضاء وَخصّل شعريَ الأبنوسيِّ.
تشرّب ثغري بِبَسمةٍ ثُمّ بدأت سطرٌ جديدٌ.
«لِلرّسمِ أجواءٌ خاصّةً لديّ وَلهُ قُدسيّةٌ -عِندي على الأقل- إنّهُ يَجري في داخِلي مجرى دمي.. لا يُمكِنُني أن أعيش مِن دونِ أن أستنشِق رائِحة الألوانِ بِشكلِ يَوْمي..»
توَقّفت عن الكِتابةِ وَأطلقت تنهيدةً عِندما جائِني صوْت صِراخِ والِدي مِن الخارِجِ، هززت رأسي بِأمتِعاضٍ وَحملتُ ريشتي واستقمتُ أمام لوْحتي اطّالِعُها.. يوجدُ فيها الكثيرُ مِن النّقصِ..
أنت تقرأ
تصرفي كأنثى نبيلة
Romance- العيْشُ في عالميّ يَتطلّبُ الكثيرُ مِن التّجاهُلِ والتّغاضي وَأضعافًا مُضاعفةً مِن الصّبرِ وَمعِدةً قويّةً لِكيْ لا تستفرِغ قرفَ العُقولِ الّتي تُعاشِرُها والأوْساط الّتي تتنفّسُ فيها.. - هل يَسعُ الشّخصُ أن يَمتلِئ بِالبشاعةِ أثر مُخالطتِها؟! أن...