قصر الدوق إيفانشتاين

711 95 94
                                        


الـفَـصْـلِ الـثَّـانِـيَ مِـنْ:
تَـصَـرّفِـي كَـأُنْـثَـى نَـبِـيـلَـة
قَـصْـرِ الـدَّوْقِ إِيـفَـانِـشْـتَـايْـنْ

لُطفًا عَلِقوا بينَ الفَقراتِ
لأنهُ يَهمُني مَعرِفةُ رَداتِ فِعلِكُم

    طاوِلةُ البوكر، حيْثُ جميعُ الجالِسين يَظهِرون عكس ما يَظمِرون، بل لا يُظهِرون شيْءٌ مِن الأساسِ، وَفي أحيانًا أُخرى يُربِّكوك بِأبتِسامِةً زائِغةً وَأعيُن مُتلصّصِةٍ وَرمقاتٍ خاطِفةٍ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

    طاوِلةُ البوكر، حيْثُ جميعُ الجالِسين يَظهِرون عكس ما يَظمِرون، بل لا يُظهِرون شيْءٌ مِن الأساسِ، وَفي أحيانًا أُخرى يُربِّكوك بِأبتِسامِةً زائِغةً وَأعيُن مُتلصّصِةٍ وَرمقاتٍ خاطِفةٍ.. ذِئابٌ، كان هوَ الوَصفُ الأمثلُ لوْ أُبعِدت هذِهِ الأقنعةُ -المصبوغةُ بِأبتِسامةٍ بِلاستيكيّةٍ- عن وُجوهِهِم.

    – «كاثِرين، أنّي أشعُرُ بِالِاختِناق».
    رغم أنّ فُستاني كان بِلا رقبةٍ وَقِلادتي تَدلّت وَلا تُطوِّقُ جيِّدي إلّا أنّني اختنقتُ وَأزدردت بِصعوبةٍ.
    – «معشرُ أبِليْس يُحيطُنا فأيْن المُتنفّسُ يا عزيزتي».
    ردُّ كاثِريْن المُتوَتِّرِ وَهيَ تروحُ أمام وَجهِها بِكفِّها دفعني لِلِابتِسامِ طوْعًا.
    عُيون تريسي الحاذِقةُ التقطتني وَأفترستني وَلكِنّها لم تصِبني في مقتلٍ، أنّى لِلشّاةِ أن تصرع لبوَةً!
    ابتسمت وَرفعت لها حاجِبي.

    ارتشفت مِن كأسِها رشفتًا ثُمّ قالت: «طبيعيٌ شعورُكُنّ بِالحرِّ والاختِناقِ، فأنا ما أستطعتُ أن أتنفّس وَقد جالستِنا جيفةً مِن قعرِ الرّذيلة».

    نظرتُ بِطرفي إلى ليانا -فتاةٌ خجولةٌ وَمُنعزِلةٌ أنجبت مِن امرأةٍ مِن الطّبقةِ المُتوَسِّطةِ ما أدّى إلى نبذِها رغم أنّها مُعترفٌ بِها وَقال البعضُ أنّ الكونت تزوّج مِنها لِأنّها حملت مِنه- وَقد امتقع وَجهُها وَأنزَلت رأسُها تقضِمُ شفتيْها فأعتلى وَجه تريسي أبتِسامةً مُنتصِرةً وَمُتشفّيَةٌ،
    لطالما استمتعت بِأبرازِ نفسِها وَنفشِ ريشِها رغم كوْنِها مُجرّد ابنة بارون خسِر ثروَتهُ فلجأ لِلّقبِ أُسرة زوْجتِهِ ليُعينوهُ بِأسمِ أحفادِهِم الأربعةِ مِنهُ.

    أخذت رشفةً مِن كأسِ الماءِ أماميّ وَقُلت بِصوْتٍ جهوَريٍّ لا أخشى فيهِ مِن أسماعِ كُلِّ من جلس على الطّاوِلةِ وَكُلِّ من أبتسمَ في سِرِّهِ أوْ علانيهِ على سُخريَةِ المُتبجِّحةِ الشّقراءِ مِن الدّجاجةِ الحمراءِ المُرتجِفِه: «ليديّ تريسي ديليّان أيلوكتيْن رولوود، الجيفة لا تأتي إلّا مِن الأفواهِ، فلوْ نطق المرءُ خيْرًا أطلِق ريحًا كالزّهرِ وَلوْ نطق سوء بثّ سُما وَصدرت عنهُ رائِحةٌ أنتن مِن الفطائِسِ وَأنّي لأتطرّفُ عن أغلاقِ شهيّتي بِهذِهِ المُصطلحاتِ وَلكِنّي لا أُحبِّذُ الصّمت أمام من سأل الرّدّ..
    المرءُ لا يُأخذُ بِما شاع عنهُ قبل أن نشهد بِأنفُسِنا وَإلاّ لظننّا أنّ أبن المُقامِرِ سيَرِثُ صِفة أباهُ فيَغدوَ مِثلهُ وَأخسّ وَلكِنّ من يَدري.. في النِّهايَةِ نحنُ بِشرٌ نخطأُ وَنصيبُ وَليْسَ لأحدِنا على الأخرِ حقٌّ بأن يُصحّح لِغيْرِهِ لأنّهُ لا يَخلوا مِن الثُّقوبِ.. المُشوُّهُ الّذي يَتوَشّحُ وَيُخفي قُبحهُ لا يُمكِنُهُ أن يَهجوَ من كشف عن حدبةِ ظهرِهِ فعلى الأقلِّ هوَ قد تصالح مع نفسِهِ عكس من أخفى رَدائَتِهِ وَظهر بِقِناعِ ذهبيٍّ».

تصرفي كأنثى نبيلةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن