نظرتُ بِطرفي إلى ليانا -فتاةٌ خجولةٌ وَمُنعزِلةٌ أنجبت مِن امرأةٍ مِن الطّبقةِ المُتوَسِّطةِ ما أدّى إلى نبذِها رغم أنّها مُعترفٌ بِها وَقال البعضُ أنّ الكونت تزوّج مِنها لِأنّها حملت مِنه- وَقد امتقع وَجهُها وَأنزَلت رأسُها تقضِمُ شفتيْها فأعتلى وَجه تريسي أبتِسامةً مُنتصِرةً وَمُتشفّيَةٌ، لطالما استمتعت بِأبرازِ نفسِها وَنفشِ ريشِها رغم كوْنِها مُجرّد ابنة بارون خسِر ثروَتهُ فلجأ لِلّقبِ أُسرة زوْجتِهِ ليُعينوهُ بِأسمِ أحفادِهِم الأربعةِ مِنهُ.
أخذت رشفةً مِن كأسِ الماءِ أماميّ وَقُلت بِصوْتٍ جهوَريٍّ لا أخشى فيهِ مِن أسماعِ كُلِّ من جلس على الطّاوِلةِ وَكُلِّ من أبتسمَ في سِرِّهِ أوْ علانيهِ على سُخريَةِ المُتبجِّحةِ الشّقراءِ مِن الدّجاجةِ الحمراءِ المُرتجِفِه: «ليديّ تريسي ديليّان أيلوكتيْن رولوود، الجيفة لا تأتي إلّا مِن الأفواهِ، فلوْ نطق المرءُ خيْرًا أطلِق ريحًا كالزّهرِ وَلوْ نطق سوء بثّ سُما وَصدرت عنهُ رائِحةٌ أنتن مِن الفطائِسِ وَأنّي لأتطرّفُ عن أغلاقِ شهيّتي بِهذِهِ المُصطلحاتِ وَلكِنّي لا أُحبِّذُ الصّمت أمام من سأل الرّدّ.. المرءُ لا يُأخذُ بِما شاع عنهُ قبل أن نشهد بِأنفُسِنا وَإلاّ لظننّا أنّ أبن المُقامِرِ سيَرِثُ صِفة أباهُ فيَغدوَ مِثلهُ وَأخسّ وَلكِنّ من يَدري.. في النِّهايَةِ نحنُ بِشرٌ نخطأُ وَنصيبُ وَليْسَ لأحدِنا على الأخرِ حقٌّ بأن يُصحّح لِغيْرِهِ لأنّهُ لا يَخلوا مِن الثُّقوبِ.. المُشوُّهُ الّذي يَتوَشّحُ وَيُخفي قُبحهُ لا يُمكِنُهُ أن يَهجوَ من كشف عن حدبةِ ظهرِهِ فعلى الأقلِّ هوَ قد تصالح مع نفسِهِ عكس من أخفى رَدائَتِهِ وَظهر بِقِناعِ ذهبيٍّ».