ربــيــ؏ النــســيــان

121 22 3
                                    


❀❀❀

كان صــبــاحــاً مــشــرقًا مــليــئًا بــرائحــة الأزهـــار

_________

إن الربيع حل بشكل جميل هذا العام، ذلك ما أخبرني به أبي على مائدة الإفطار؛ حائط الغرف مليء بالكثير من الصور لمرأة في عقدها الأربعين وبجانبها شابة في مقتبل العمر.

- أبــي مــن هــمــا؟
كانت سبابتي تشير نحو الصور
جلس أمامي والحزن ينبع من عينيه

- إنــهـــا والدتــكـِ  وأخــتــكِ الصــغــرى.

- حــقــاً!، أيــن هـــمــا؟

تحاشى سؤالي بسؤاله:
- هـــل أعــجــبــكِ الإفــطــار؟

- أجــل كــثــيــراً ســلمــت يــداكــ

نظرت إلى طريقته في الأكل و إلى تعابيره الهادئة و السكون الذي ينبعث من هالته

- أبــي مــن أكــون ؟

رفع رأسه نحوي وعلى شفتيه ابتسامة
-أنــتِ آســا.

- أجــل أعــلم اســمــي ولكــنــنــي لا أتــذكــر غــيــره!، أخــبــرنــي عــنــي، كــم عــمــري؟، مــا هـــوايــاتــي؟، مــن صــديــقــاتــي؟، كــيــف هـــي حــيــاتــي بــشــكــل عــام؟، ذاكــرتــي تــخــونــنــي يــا أبــي.

- اســمــتــكـ  أمــكِ آســا تــيــمــنًا بــالصــبــاح الجــمــيــل فـلـقــد ولدتِ فــي يــومٍ رائع، عــمــرك ســبــعــة وعــشــرون عــامــاً، تــحــبــيــن القــراءة كــثــيــراً لديــكِ الكــثــيــر مــن الكــتــب فــي غــرفــتــكِ، لديــكـِ  صــديــقــة واحــدة تــدعــى "أيــمــي"، أنــتِ فــتــاةٌ مــشــرقــة و ســعــيــدة، انــســانــة رائعــة بــقــلبٍ طــيــب؛ فــتــاةٌ ذكــيــة مــحــبــة للحــيــاة؛ بــســمــتــكـِ تــضــيــء أحــزان مــن حــولكــ .

-شعرت في رغبة بالبكاء للحظة، فمنعت نفسي من ذلك،
كم هو مؤلم أن لا تتذكر نفسك و من أحببت- .

- إذن لمــاذا لا أتــذكــر كــل ذلك يــا أبــي ؟

لم يتحمل سؤالي فانهمرت دموعه على تجاعيده الساكنة!، لم أستطع أن أحرك ساكنًا، لم أستطع أن ؤاسيه، تركت له الوقت كي يبكي على راحته ولم أتدخل و أطلب منه التوقف، فلدي شعور أن الدموع جزءٌ من الراحة،

البكاء يريح قلوبنا من حملها الثقيل، أعلم أن مصدر الدموع الحقيقي هو القلب بالتأكيد والقلب لا يبكي إلا إذا تألم كثيراً و ضاق به الآمر، أدرك أن مامر به أبي شيءٌ صعب رغم عدم قدرتي على تذكره.

- آســفــة لجــعــلكـ  حــزيــناً، آســفــة لإحــيــاء مــاضٍ آليــم، أنــا آســفــة أبــي لأنــنــي لا أســتــطــيــ؏ مــشــاركــتــكـ الآلم .

انهيت حديثي واتجهت صوبه، مسحت على كتفه وطمأنته فهذا أقل ما أستطيع أن أقدمه لشخص هو الوحيد الذي أعلم أنه يتألم عني ولأجلي و يهتم لآمري.

صعدت قاصدةً تلك الغرفة التي تملؤها ذكريات لا أتذكرها، هناك ثقب في قلبي يتسع أكثر حين أرى كل ذلك ولا أستطيع أن أربطه بأي شيء من ذاكرتي.

أخذت هذا الشيء المعدني الزهري -يبدو بأنني أحب هذا اللون!؛- تفقدت الرسائل عن غير قصد و كان بريدها مليئا برسائل تعود إلى خمسة سنوات!، يبدو بأن هذا الشخص لديه نفسٌ طويل وصبرٌ قوي!، وكانت كلها من المُرسِل نفسه "أكيمي"!

خرجت من الغرفة وأخبرت أبي بأنني سأتجول في المكان - بما أن الربيع قد أسدل ستائره -  لعلي ارتاح قليلاً اعترض في بادئ الأمر فأخبرته أن لا يقلق فلدي هذا الهاتف ولو تأخرت عليه فليتصل بي.

______________

❀❀❀

آرائكــم تــســعــدنــي😊🧡

أنــامــلكــم المــضــيئــة هـــي كــل مــايــحــتــاجــه كي يــضــيــء بــتــألق✨❤️

زهايمر ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن