11- فِي إِنْتِظَارِ العَاصِفَة

1K 60 5
                                    

أيُّ حِجاب يَلفت الإنتباه ليس هو المُراد ، حتَّي لو كان نِقاب .

الشيخ/مُحمَّد خيري .💚

___________________

"في حي مصر القديمة" 

11- فِي إِنْتِظَارِ العَاصِفَة ✓

شهد غانم

ساد الصمت في المكان بعد حديث "علي" واعترافه بـ الخطأ الذي ارتكبه و توضيحه لكل شيئ حدث وكيف تم ذلك الأمر وخُطِّط له

مسح عمر وجهه بـ غضب وهو يجبر عقله على التفكير فـ يجب أن يفعل شيئا ما، لا يستطيع الجلوس هكذا و مراقبة كل ما يحدث بـ هدوء، فـ زواج علي و فاطمة ليس حلًّا أبدا بل هو خطأ فادح، لأنه إذا تم فـ لن يكون "علي" سعيدًا به أبداً كما أن فاطمة لن ترتاح بل سـ تزداد نفسيتها سوء وهي ترى الشاب الذي دمّر حياتها أصبح و بكل بساطة زوجها

هي لا تقدر على النظر في وجهه ولا رؤيته حتى ولو من على بعد كبير فـ كيف إن رأته كل يوم أمامها بل و اضطرت للتعامل معه لأنه أصبح "زوجها".. إن تخيّل الأمر قد يجعلها تصرخ بـ عنف رافضة شيئا كـ هذا فـ كيف عندما يحدث في الواقع

خرج من شروده على صوت عمه علاء والد "علي" الذي رمق ابنه بـ صدمة و حسرة كبيرة لما قاله للتوّ وهو يشعر بـ شيئ مؤلم ينتشر في قلبه بـسرعة وقد خذله ابنه للمرة الأولى في حياته

- انت ازاي جالك قلب تعمل كدا؟؟!! حتي لو مكانتش فاطمة موجوده وقتها و الفضيحه دي جات في البنت المقصودة.. كنت هتسكت عادي ومش هتفرق معاك.. مهما كانت البنت مش كويسه مينفعش تعمل حاجة زي دي و تفضحها بالشكل دا، هو أنا ربيتك و كبرتك و علمتك عشان تأذي بنات الناس  بالشكل دا كدا؟!!

تحدث علي محاولا الدفاع عن نفسه وهو يدرك مقدار المصيبة التي وقع بها بسبب ذلك الخطأ الفادح

- بابا أنا مكانش قصدي أعمل في فاطمة كدا.. صدقني هي الوحيدة اللي كانت واضحة في الكاميرات و البنت التانية كانت واخده حذرها جدا و مظهرش طيفها حتى عشان كدا الموضوع كله جه في فاطمة، وبعدين محدش قدر يوصل للبنت دي بعد ما سافرت.. كأنها فص ملح و داب.. بابا صدقني أنا مكنش قصدي إن كل دا يحصل، أنا...

قاطعه والده صارخًا  في وجهه بـ غضب جام

- انت  لو مفكر كلامك دا هيخلينا نعذرك تبقا غلطان، انت كدا بتأكدلي إني فعلا معرفتش أربّي وإني غلطت لما سبتك تاخد حريتك زيادة عن اللزوم

نظر له أخاه سليمان يحذره بـ عينه من اكمال حديثه و تحدث هو محاولا إدراك الأمر و إنهاء كل هذا

- إحنا بتعذر عن اللي علي عمله و بإذن الله كتب كتاب بنتك فاطمة على ابننا هيكون اخر الأسبوع

- و عمر

نطق بها علاء بـ هدوء وهو يتنفس بـ عمق محاولا تهدئة نفسه حتى لا يدخل في نوبة غضب، رأي نظرات الجميع المُستفسرة عن مقصد حديثه و نظرات عمر المُلتهفة لما سوف يقوله فـ تحدث موضّحا

في حي مصر القديمة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن