الفصل 11🌹(منوفي،بور سعيد،إسماعلية)

119 20 0
                                    

كانت الفرحة تملأ قلب آسر وهو يتنقل بين صفحات المذكرة، يعيش مع كل كلمة وكأنها نبضات قلبه. كان يشعر وكأن هذه القصص تربطه بعالم جديد مليء بالمشاعر والتجارب التي لم يعشها من قبل. وجد في قصص هؤلاء الفتيات الخمسة، سيناوي، دقهلية، إسكندراني، ودمياط،سوهاج، جزءًا من نفسه. تمنّى لو أنه يستطيع أن يكون له أصدقاء مثلهم، يشاركونه الحياة ويتحملون معه الصعاب. شوقه لمعرفة كيف تعرفوا على أمه، وكيف اجتمعت حياتهم معًا، كان يتزايد مع كل صفحة يقلبها. تساءل هل سيظهر باقي الفتيات خلال أيام الجامعة، أم أن لكل واحدة منهن قصة قادتها إلى القاهرة بشكل منفصل؟

قلب الصفحة التالية بحماس، عينيه تبحثان عن إجابة لسؤاله، لكن ما رآه زاد من فضوله ودهشته. في منتصف الصفحة، ظهرت كلمة جديدة لم يكن يتوقعها: "منوفي."

توقف للحظة، يتأمل الاسم الجديد. شعور بالدهشة امتزج بحماس لمتابعة القصة. من هي "منوفي"؟ هل ستكون قصتها مشابهة للقصص التي قرأها سابقًا أم أنها ستحمل شيئًا مختلفًا؟ كان آسر متشوقًا لمعرفة ما حدث لهذه الفتاة السادسة وكيف ستتداخل قصتها مع الآخرين.

فتح الصفحة التالية ببطء، مستعدًا ليغوص في حياة جديدة مليئة بالتحديات والأسرار.
................   .....................

في محافظة المنوفية، كانت وردة تجلس في غرفتها وحيدة، تحيطها جدران صامتة تعكس ما بداخلها من حزن. كانت تمسك بكتاب في يدها، لكن عيناها لم تلتقطا الحروف، فقد كان قلبها منشغلاً بأفكار وألم لم تفلح الكلمات في تهدئته. الهواء الثقيل من حولها زاد من إحساسها بالوحدة، بينما تسللت أشعة الشمس الخافتة عبر النافذة وكأنها ترثي حالها، تضيف لمسة حزن إضافية للمشهد. رفعت وردة عينيها عن الكتاب ونظرت بعيدًا، غارقة في ذكريات وأحلام بعيدة كانت تطاردها. جلست على فراشها، وهي مازالت تحمل كتابها بين يديها وتحاول أن تذاكر. كان الهدوء يحيط بها، لكن الحزن الذي يعتمر قلبها كان أثقل من أن تتجاهله. فجأة، كسر صوت محمد، أخوها الأكبر، هذا الصمت المطبق. دخل غرفتها بابتسامة دافئة، تحمل في طياتها كل معاني الحنان والحب الذي يكنّه لها. يعرف محمد جيدًا كيف تتعامل والدتهما معها، ولم يكن بوسعه إلا أن يزيد من حبه واهتمامه بها ليعوّض عن ذلك الجفاء.

"بتعملي إيه يا حبيبتي؟"
سألها وهو يجلس بجوارها، واضعًا يده على شعرها القصير برقة بالغة.

أجابته ياسمين بابتسامة رقيقة تشبه وجهها الملائكي:
"بذاكر، بكرة آخر امتحان، وأنا عاوزه أتفوق وأجيب مجموع كبير علشان أدخل ثانوي."

نظر إليها محمد بعينين مليئتين بالفخر والاعتزاز، ثم سألها بنبرة مشجعة:
"وعاوزه تدخلي قسم إيه بقى، يا أمورة؟"

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن