حين قرأ آسر كلمات والدته المكتوبة بعناية في منتصف الصفحة، بدا وكأن الزمن توقف لبرهة. الكلمات كانت تتحدث إليه كأنها روحها تطل عليه من بين السطور، وصدى صوتها يملأ الغرفة:
"أنا عرفتك على تسع فتيات. 'دقهلية،سيناوي،إسكندراني،
دمياط''سوهاج'' منوفي" بور سعيد"فيوم"إسماعلية" دلوقتي هيجي يوم اللقاء وزاي اتعرفوا على بعض، وفين البنات التلاته. من فين، وازاي يتعرفوا على بعض، دا هتعرفه بالتفصيل. وازاي أنا اتقابلت بيهم وكانوا سند ليا بعد أمي وأبويا، وازاي أنا خسرتهم بغبائي."لم يكن يعلم كيف يشعر؛ هل يحزن لفقدانه لها أم يفرح لتلك الكلمات التي تُعيد إليها بعض الحياة؟ لكن ما إن انتهى من قراءة الجملة، حتى بدأت دموعه تنساب على وجهه بهدوء، كأنها تذرف بدلاً من قلبه المثقل. الدموع لم تكن مجرد تعبير عن الحزن، بل كانت مزيجًا من المشاعر المعقدة، أمل وحنين، وفرحة مشوبة بالألم.
قلب الصفحة بعناية مرتجفة، وكأنها تحوي سرًا عظيمًا ينتظر الإفصاح عنه، فوجد أربع كلمات فقط، مكتوبة في المنتصف، بطريقة تترك أثرًا غامضًا في عقله:
"أول يوم في الجامعة."
العبارة كانت تحمل في طياتها ذكريات غير معروفة، وإشارات إلى شيء مجهول بالنسبة له، لكن شيئًا ما بداخله أخبره أن هذا اليوم قد يحمل بداية قصة لم تُروَ بعد.
....................... ..............
وصل زين إلى القاهرة، وودّع أحمد أمام بيته، ناظراً إليه بابتسامة خفيفة، ثم واصل طريقه نحو سوهاج. كان التعب واضحًا على ملامحه، ولكن العمل جعله يعتاد على هذا الإرهاق المتواصل. عندما بلغ القصر منتصف الليل، كان الظلام يسود الأرجاء، والهدوء العميق يلف المكان. زين ترجل من السيارة ببطء، شعر بثقل خطواته، وكأن جسده يطالب بالراحة. دخل إلى جناحه وألقى بجسده المتعب على السرير، غارقًا في النوم بسرعة.عند بزوغ الفجر، طرق خفيف على الباب تبعه دخول سوهاج، أخته الصغيرة التي كانت ترتدي ثيابها استعدادًا ليومها الأول في الجامعة. صوتها المرح كان يحمل نفحة من البراءة والطموح، وهي توقظه بلطف: "فيه ايه يا وردتي؟ هامِلنّي تعبان، بدي أنام شويه كمان."
ابتسم زين بتعب وهو يحاول فتح عينيه المرهقتين:
"إيه يا خيتي، همليني هببابه. مش قادر دلوقت."ردّت عليه سوهاج بابتسامة مزاحمة التوتر:
"قوم يا أخوي، هنتأخر على الجامعة! نسيت وعدك ليّا إياك؟"اعتدل زين في فراشه، محاولاً طرد النعاس، ثم قال بصوت مثقل بالتعب:
"لا يا وردتي، منسيتش. طيب يلا جهزي خلجاتك، وأنا هقوم أسبح وأغير خلاتي وأحصلك. وبعدين، قدامنا وقت كتير، الجامعة مش زي المدرسة تفتح سبع الصبح!"
أنت تقرأ
أنياب الورد🌹الروايه الاولى من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم Gasmin khater
Mystery / Thrillerلما القدر يجمع بين الاخوه يربطهم رابط الصداقة بتكون اجمل القدر 12بنت كل بنت من محافظة مختلفه اتولدوا فى نفس اليوم وكمان نفس اسم القدر جمعهم ليعيشوا مع بعض المراهقة والشباب يا ترى الصداقه دى هتكلم لاخر العمر ولا القدر هيفرق بنهم دا اللى ه...