الفصل14🌹(بنات جاسر)

135 17 0
                                    

قام القائد جاسر من مكانه وتوجه نحو فريقه الذي كان مجتمعًا لتناول وجبة العشاء. كان الجو هادئًا نوعًا ما، لكنه شعر بثقل الحزن والغضب داخله، وكأنهما يتصارعان في قلبه. كان الحنين لشيء ما مفقودًا يزداد مع كل لحظة، وكأنه يحاول استيعاب كل ما يمر به.

جلس بينهم، يتبادل بعض الأحاديث البسيطة مع فريقه، ولكن عقله كان في مكان آخر. كان الجميع منهمكين في تناول الطعام والاستعداد لورديتهم الليلية، بينما هو شارد في أفكاره. لم يرد أن يفتح هاتفه؛ كان يشعر أن العالم بأسره يمكن أن ينتظر، فلا شيء يستطيع أن يخفف من ثقل أفكاره في تلك اللحظة.

بينما كان يتحدث مع فريقه، كان يحاول استجماع قوته ليتعامل مع كل ما يحدث حوله. لكنه في الوقت نفسه، كان يلتفت إلى حزنه الداخلي، الذي لم يكن يجرؤ على التعبير عنه بشكل كامل أمامهم.

مرت الساعات ببطء، حتى جاء وقت الورديه. وقف جاسر مستعدًا كما اعتاد دائمًا، وأخذ نفسًا عميقًا ليطرد أي تشتت عن عقله. رغم كل ما كان يشعر به من غضب وحنين، كان يعرف أن عليه التركيز الآن. دفع مشاعره إلى الخلف، وارتدى وجه الجندي الذي يعرف كيف يقود فريقه نحو النجاح مهما كانت التحديات.
..............   .....................
في مستشفى خاصة يمتلكها رجل الأعمال عصران، كان الدكتور مراد صقر يجلس في مكتبه والغضب يتأجج بداخله. أمسك هاتفه واتصل بعيسى، الذي أجابه بعد تأخير طويل نظراً لانشغاله في اجتماع طارئ. بعد برهة طويلة، رد عليه عيسى بضيق قائلاً: "في إيه يا دكتور؟"

قصّ عليه مراد ما حدث في الجامعة وما فعلته ثلاث فتيات، وكيف أن زين الجناوي كان جزءًا من الحدث. حين سمع عيسى اسم "زين"، سأله بتوتر: "زين مين؟ قصدك زين الجناوي؟"

أجابه مراد: "أيوه، واحد شايف نفسه على الفاضي."

عيسى، بخوف وغضب، رد: "لا، بقولك إيه، اهدي شوية. زين ده مش سهل، ده ضابط في الجيش وعيونه مفتحة قوي الأيام دي على رجالنا. خلي بالك، اللعب عليه خطر، ممكن نغرق كلنا."

مراد بإصرار: "طيب، عاوزك تعرف لي كل حاجة عن البنات دول. لازم آخد حقي منهم."

عيسى وافقه وقال: "لو على البنات سهل، اعتبر الموضوع منتهي."

أغلق عيسى الهاتف وتوجه للخارج، حيث كان يجتمع مع فريقه المكون من زين الجناوي، وصديقه أحمد ابن خالة عيسى، وعماد، ووائل، والقائد جاسر. جلس عيسى معهم وهو يحاول أن يبدو طبيعياً، رغم نظرات جاسر الغامضة وملامح زين الغاضبة، التي لم يعرف سببها حتى الآن. بعد مكالمة مراد، شعر عيسى بشيء غير مريح لكنه لم يحدد بعد ما أثار غضب زين.

أما مراد، فقد خرج من مكتبه ليباشر عمله، متجهاً إلى غرفة تحتوي على جثمان والدة إسماعيلية، التي لم تدفن بعد. كان الدكتور عبد العزيز واقفاً بجوار الجثمان، وأخرج إذن الدفن. أخذ عبد العزيز إسماعيلية وأختها وسافر بهما إلى محافظة الإسماعيلية لدفن والدتهما هناك.

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن