الفصل12🌹( فيوم،)

122 19 0
                                    

أنهى آسر قراءة الرسالة وقد امتلأ قلبه بالتفاؤل والتشوق لمعرفة المزيد. شعر بدفء الأمل يتسلل إليه بعد الألم الذي قرأه في قصص الفتيات السابقات. قلب الصفحة مرة أخرى، ووجد في منتصفها اسم الفتاة التاسعة: "فيوم".

بدأ يقرأ قصتها، مملوءًا بالفضول، متسائلًا: هل ستختلف قصتها عن باقي الفتيات؟ وهل هذه المرة سيجد حبًا وحنانًا بدلاً من الألم الذي اعتاد قراءته؟
......................................
في تلك اللحظة التي سادها التوتر في منزل الفيوم، كانت الوردة الغاضبة تزهر في ثورة لم تكن لأحد أن يتوقعها. صوت الصياح الذي تردد بين جدران البيت، أشبه بنغمات عاصفة هادرة، يكاد يُسمع على بعد أميال. كانت تنشب مشاجرة حامية بين الأخوين، وكأنهما في معركة لا تُعرف نهايتها.

الوردة، بشعرها المتطاير وعينيها المليئتين بالغضب، وقفت في مواجهة أخيها رؤوف. كانت قد كسرت أشياءه، كما اعتادت أن تفعل، إلا أنه هذه المرة لم يكن على استعداد للسماح لها بالمرور دون عقاب. تلك الحيلة القديمة التي اعتادت أن تفلت بها من غضبه لن تنفعها اليوم. فقد كان يدرك أن لا أحد في المنزل ليمنعه من الانتقام.

بخطى ثقيلة وبطيئة، تسلل رؤوف نحو غرفة أخته، تمامًا كما تتسلل السلحفاة نحو فريستها. كان يعلم أنها منهمكة في دراستها، جالسة أمام مكتبها، وظهرها نحوه. كان يتقدم بخطى محسوبة، وعيناه تترصدان حركة القلم في يدها. لم يكن يرغب إلا في كسره، ليذوقها من نفس الكأس الذي شرب منه قبل دقائق.

لكن، كما لو أن حواسها كانت مشدودة إلى أقصى درجات اليقظة، أحست بحضوره قبل أن يصل إليها. قفزت من مكانها بسرعة، متجنبة يده التي حاولت انتزاع القلم منها. صوتها، المشوب بالخوف والغضب، اخترق الهواء كالصاعقة:
"سيب الأوضة وأخرج بره يا رؤوف!"

توقف للحظة، لكن غضبه كان أكبر من أن يثنيه صراخها. بصوت حازم ممتلئ بالتحدي، اقترب منها خطوة أخرى:
"والله ما يحصل، مش قبل ما أخد القلم وكسره، زي ما كسرتي قلمي!"

تصاعدت أنفاسها، وكأنها في سباق مع الوقت، تنظر حولها بحثًا عن ملاذ. نادت بأعلى صوتها، وهي تتمنى أن يكون هناك أحد ليسمعها، لتنقذها من هذا الوحش الذي انفلت من عقاله:
"يا بابا، يا ماما، الحقوني!"

لكن ابتسامته الساخرة، التي رسمت على جانب فمه، كانت كافية لتعلم أن محاولاتها لن تنجح. اقترب منها أكثر، وعيناه تلتمعان بنشوة الانتصار:
"نادي براحتك، هما مش هنا، راحوا عند خالتك."

حاولت دفعه بعيدًا بيدها، تضربه في صدره، لكنها لم تكن بقوته. صرخت في وجهه، محذرة:
"اه سيب ايدي، والله هعضك، اه، يا سليم، ياعلي، الحقوني!"

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن