بدأ آسر يقلب في صفحات المذكرة، مصممًا على اكتشاف باقي قصة أمه وما حدث بعد وفاة جدته وسيناوي ودقهلية. كان الفضول يملأه لمعرفة من تكون الفتاة الثالثة. وبعد عدد من الصفحات البيضاء التي زادت من توتره، توقف فجأة عندما وجد صفحة في منتصفها كلمة واحدة مكتوبة بخط بارز: "إسكندراني."
تساءل في داخله بحيرة:
"هل هي محافظة؟ أم اسم فتاة؟" لم يشأ أن يطيل التفكير في ذلك، فقرّر مواصلة القراءة. قلب الصفحة ليبدأ في عيش قصة جديدة، قصة فتاة حزينة عاشت في ظلال القسوة والظلم.بينما كان يقرأ، شعر بشيء يتغير داخله. كان يعتقد أن الحزن والظلم من نصيبه هو وأمه فقط، وأن الكراهية تسكن في قلوب الجدات مثل جدته فقط. لم يكن يعلم أن العالم مليء بالأسى والمعاناة بطرق شتى. هناك آباء يكرهون أبناءهم بشدة، كما هناك من يعشقونهم بلا حدود. كانت تلك هي الحياة، مليئة بالتناقضات.
بدأ يقرأ قصة "إسكندراني"، وكلما توغل في كلماتها، ازداد الألم في قلبه. القصة كانت مليئة بالحزن والظلم، خاصة من والد الفتاة وأشقائها. كانوا قساة القلوب، يرفضون أن يعطوها أي شيء من الحب أو الحنان، يتركونها تتعذب تحت وطأة القسوة واللامبالاة.
أحس آسر بمرارة هذه الفتاة وكأن آلامها كانت تنعكس في قلبه. القسوة التي عاشتها أشعلت في داخله مشاعر لم يعهدها من قبل. تساءل في نفسه:
"هل هناك فعلاً أهل بهذا القدر من القسوة؟ هل يمكن للأب أن يكون بهذه القسوة تجاه ابنته؟"في تلك اللحظة، أدرك آسر أن العالم ليس مجرد قصص حزنه هو فقط، بل هو مليء بقصص أخرى من الظلم والمعاناة.
................ ...............في مدينة الإسكندرية الساحرة، كانت رياح البحر تعزف ألحانًا تتناغم مع هدير الأمواج. شعرت ياسمين بالنسيم يلامس روحها وهي تسير على الكورنيش، شعرها القصير يرقص مع نسمات الهواء، وكأنها في عالم بعيد عن واقعها. كانت تعشق البحر، وكأن الأمواج تهمس لها بحكايات قديمة، فتتربع بيديها أمام صدرها، متأملة الأفق البعيد الذي يغمرها بالطمأنينة. مرت الساعات دون أن تشعر، الشمس غابت وأضاء القمر سماء المدينة. ترددت قليلاً قبل أن تقرر العودة إلى المنزل، لكن تلك الخطوات الثقيلة نحو باب المنزل كانت تنذرها بأن شيئًا سيئًا ينتظرها.
كلما صعدت درجة، شعرت بأن ثقل العالم يزداد على كتفيها. تمنّت لو أن السلم لا ينتهي، أن تبقى عالقة بين الحلم والواقع، حيث لا ألم ولا خوف. لكنها وجدت نفسها أمام الباب، قلبها ينبض بقوة بين ضلوعها. وقفت للحظات، تتردد، تكاد تشعر بأن هناك شيئًا سيئًا سيحدث. لكن في النهاية حسمت أمرها ودخلت.
داخل المنزل كان الظلام يغمر كل شيء. تقدمَت ببطء نحو المفتاح، وما أن أشعلت الأنوار حتى خرجت شهقة حادة من صدرها. كانوا هناك، إخوتها، جالسون بوجوه يكسوها الغضب والنار تشتعل في أعينهم. مراد، الأكبر بينهم، اندفع نحوها وأمسك شعرها بقوة، يصرخ عليها بأقسى الكلمات، كأنها لم تعد أختهم، بل عدوة غادرة. دفعها إلى الأرض أمام الآخرين، وكأنها لا تستحق حتى الاحترام.
أنت تقرأ
أنياب الورد🌹الروايه الاولى من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم Gasmin khater
غموض / إثارةلما القدر يجمع بين الاخوه يربطهم رابط الصداقة بتكون اجمل القدر 12بنت كل بنت من محافظة مختلفه اتولدوا فى نفس اليوم وكمان نفس اسم القدر جمعهم ليعيشوا مع بعض المراهقة والشباب يا ترى الصداقه دى هتكلم لاخر العمر ولا القدر هيفرق بنهم دا اللى ه...