الفصل18🌹 (زين ومعاناة الجاسر)

120 8 0
                                    

وبسرعة البرق، جاء الامتحان النهائي للفرقة الأولى. وفي أحد الأيام، بينما كانت الفتيات عائدات من الجامعة، رأت منوفي فتاة سمينة تجلس على الرصيف، وبجوارها أربع فتيات وثلاثة شبان يضحكون عليها ويتنمرون. تأثرت الفتيات بالموقف وتدخلن، ونشب بينهم جدال كبير انتهى بإصابة أحد الشبان وفرار الآخرين.

وفي لحظات، اجتمع الناس وحضرت الشرطة، التي أخذت الجميع إلى القسم. دمياط، بقلبها الكبير، اقتربت من الفتاة المتألمة وضمتها، وتعرفت عليها، وإذ بها سمسم. أشار لهم العسكري بالهدوء والجلوس جانبًا حتى ينتهي الضباط من التحقيق في الداخل.

في غرفة الضابط، حيث الجدران تشهد على توتر الأنفاس والنظرات الحادة، كانت هناك فتاة تُدعى بحري، تأتي كل يوم تطالب بحق والدها، تريد إعادة فتح التحقيق. الضابط، الذي يُشاع عنه الرشوة، كان يغلي غضبًا من تثرثرتها ومجيئها المتكرر، وهي تتحلى بروح المحامية الشجاعة. أمر العسكري باقتيادها للخارج، ورغم صيحاتها القوية، لم يبالِ العسكري بصوتها المتوسل.

عاد العسكري مرة أخرى إلى الضابط ليخبره بالفتيات اللاتي ضربن الشاب. وعندما سمع الضابط صياح بحري، خرج من مكتبه، كاد أن يضربها، لكن الفتيات وقفن أمامها كسور منيعة. فأمر برميهن جميعًا في الحجز.

في الحجز، جلسن الفتيات بجانب بعضهن، يضحكن تارة ويحزنن تارة أخرى. بور سعيد تحدثت بنبرة ملؤها الأسف: "معلش يا بنات، النحس عارف أصحابه، وأنا عمري نحس بسبب اسمي. وما شاء الله، كلنا شبه بعض، بيقولوا التوائم بيعانوا زي بعض. أنا النهاردة اتأكدت."

ضحكاتهن كانت تخرج للخارج، حيث جاء الضابط الذي هددهن بقضية لن يخرجن منها.

اسكندراني تحدثت بتكبر:
"ولا تقدر، أنا إشارة واحدة أحبسك. أنت عارف أنا مين ولا بنت مين؟"

الضابط بسخرية:
"لا ما أعرفش، عرفيني."

اسكندراني بتكبر:
"أنا ياسمين توفيق حسن الإسكندراني."

الضابط بغضب:
"نعم، أنتِ أخت رامز؟"

اسكندراني بغير فهم سبب غضبه وذكر اسم اخيها:
"أيوه، كويس إنك عارفهم، وفرت عليا كتير."

سمسم فيوم. تكلمت ببكاء:
"أنا عاوزة أخويا سليم."

الضابط بنفاذ صبر وضيق: "ومين ده يا أختي هو كمان؟"

سمسم بصوت مرتجف:
"وكيل نيابة القاهرة سليم هاشم بدر الدين."

الضابط، الذي كان يكره أخو اسكندراني بشدة وتسبب في نقله للصعيد، لم يستطع التعامل مع سليم. أمر بإخراجهن جميعًا بعدما تشبكت سمسم بيد بحري وأعلنت أنها معهن أيضًا. وعندما أخذ بياناتهن، تفاجأ بأن سوهاج هي ابنة المقدم الأحمد متولي.

 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن