الفصل18🌹 (معاناة الجاسر)

115 8 0
                                    

ظل عيسى يراقب الفتيات في كل إجازة، حتى تمكن أخيرًا من اكتشاف أنهن على صلة بجاسر. فرح بشدة بهذه المعلومة، ولم يتأخر في إخبار عصران ومراد. شعر عصران بالارتياح، لكنه قرر التحدث مع إبراهيم ليعرف كيف يتصرف في هذا الوضع. فجاء رد إبراهام ببرود ودهاء، قائلاً:
"الفتيات دول طُعم جاسر. اللي يظن إنه هيوقعنا بيهم، هيكون نهايته على إيدينا، لكن الوقت لسه مجاش لاستخدامهم. لازم نستنى اللحظة المناسبة."

أما عيسى، فكان يستغل كل فرصة ليزيد من سيطرته على سمر، ومعه والدته التي مارست ضغوطًا على ابنها أحمد حتى ينصاع. بعد صراع طويل بين أحمد وأمه، أذعن أحمد أخيرًا تحت وطأة ضغط العائلة. زواج عيسى وسمر تمّ وسط غضب مكبوت من أحمد، الذي لم يكن بيده حيلة في مواجهة إرادة والدته وأخته.

ومع أن الزواج تم، ظل أحمد يغلي داخليًا، يشعر بالخيانة والضعف، فيما كان عيسى يعتقد أنه حقق نصرًا كبيرًا. لكنه لم يكن يدرك أن النار التي أشعلها قد تتفاقم لاحقًا، وأن غضب أحمد قد يتحول إلى عاصفة لا يمكن السيطرة عليها.
            ...................

ومع مرور الأيام، كان زين كلما نزل إجازة يذهب إلى الكورنيش، على أمل أن يلتقي بالفتاة التي أسرته بنظرة واحدة. كان يتجول بين المارة، ينظر إلى الوجوه بلهفة، يبحث عن تلك العينين التي لم تفارق خياله. لكن الحظ لم يكن حليفه، ولم يتمكن من رؤيتها مرة أخرى. كان يشعر بخيبة أمل تتسلل إلى قلبه، لكنه لم يفقد الأمل.

في إحدى المرات، قرر زين زيارة المستشفى لإجراء بعض الفحوصات الروتينية. كان الدكتور عبد العزيز هو المشرف عليهم، وطلب من بعض طالبات كلية الطب أن يأتين للمساعدة في الإجراءات. وبينهن، كانت فتاة الكورنيش. عندما وقعت عيناه عليها، شعر وكأن العالم توقف للحظة. قلبه بدأ ينبض بسرعة، وشعر بحرارة تسري في عروقه. كانت تتحرك برشاقة، وملامحها تعكس الجدية والاهتمام بعملها.

حاول زين أن يتماسك، لكنه لم يستطع إبعاد نظره عنها. كان يراقبها من بعيد، يخشى أن يقترب فيكشف عن مشاعره. في كل مرة تنظر فيها حولها، كان يخفض عينيه بسرعة، متظاهرًا بالانشغال. ومع ذلك، كان يشعر بسعادة غامرة لمجرد وجودها في المكان نفسه.

منذ ذلك اليوم، أصبح زين يذهب إلى المستشفى كلما نزل إجازة، متحججًا بإجراء فحوصات أو زيارة أصدقاء. كان يكتفي برؤيتها من بعيد، ويعود محملاً بمشاعر مختلطة بين الفرح والشوق. كانت تلك اللحظات البسيطة تمنحه دفعة من الأمل والتفاؤل وسط ضغوط الحياة والعمل.

لكن سرعان ما تغيرت الأمور. جاءته أخبار قوية عن "إبراهام"، الإرهابي الذي كان يسعى للقبض عليه منذ سنوات. بدأت المعلومات تتدفق، وكلها تشير إلى أن القبض عليه أصبح قريبًا جدًا. شعر زين بأن هذه هي الفرصة التي ينتظرها منذ وقت طويل، وأن عليه أن يركز كل جهوده على هذه المهمة.

🎉 لقد انتهيت من قراءة أنياب الورد🌹الروايه الاولى من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم Gasmin khater 🎉
 أنياب الورد🌹الروايه الاولى  من سلسلة روايات (ورد الياسمين)/بقلم  Gasmin khaterحيث تعيش القصص. اكتشف الآن