CHAPTER 09 : قانون روسيا

355 45 31
                                    


" عيونه سود من كثر الجمال
و عيوني سود بكثرة السهر "

__________________

لحظة صامتة تكلمت فيها المشاعر ... كانت تعذب بحب زوجها و داميان مقيد في حبها ... أما الطرف الثاني من العلاقة ... الطرف الغامض ... من يعشق العذاب ... يقف بعيدا و عيناه تلتهم تفاصيل زوجته و هي بحضن رجل اخر ......
احساس غريب اجتاح اعماقه....لم يكن غيرة او حب مفاجئ ،فهو انسان معلق بعشق زوجته السابقة حد الهيام ... لكن كان غضبا ، حتى لو لم يحبها تضل زوجته ، و لا يحق لغيره الخلوة بها ..

بخطا ثابتة توجه ناحيتهم ...

كانت تحس بوجوده ... ميزت رائحته بالرغم من كونها في حضن داميان ... في حضن رجل اخر ، و مسكه يحتلها الا انها تميز مسكا تنتمي اليه حتى النهايه ..

مسحت دموعها .. ثم انسحبت بهدوء و عادت بخطا تكاد تسمع الى الخلف ... تراقبه في صمت و هو يقترب من ابن عمه ... الذي بدوره لا يفهم شيء مما يحدث حاليا ... كسكير تلقى جرعة كافية من المشروب ...التزم الصمت فقط ...

يرمق إلياس المقترب منه ... امال راسه قليلا ينتظر ردود فعل زعيمه الدامية .. و الذي لم يتاخر بتكوين لكمة اصابت وجه داميان الوسيم بقوة حتى احس بزحزحة فكه السفلي ... كانت لكمة قوية كافية لتبطحه ارضا دون عناء من إلياس ..

لن يتعارك معه .. لا سيم انه من انتهك ممتلكات زعيمه و اخوه الاكبر ... هم ابناء العم لكنهم تحت اسم دم واحد اخوة .. تحت سقف عشيرة آل اثمس .. نحن اخوة بالدم و اعداء في حروب الحب ...

حرب آل اثمس بدات .. و السبب في اندلاعها انثى ...

عروق يده البارزة توحي عن غضبه المكتوم ... اعينه الرمادية باتت حمراء بفعل العصبية ... لكماته المتتالية و المثالية لا توحي ان كتفه مصاب ... عكس وجه داميان الذي يكاد ان يصبح مشوها ...

من ناحيتها ... كانت تنظر لما تسببت به في صمت و لا تستطيع ايقافه ... هائج كامواج بحر شرس مثل أمواج البحر الاسود ... حيث تلقى تعليمه و نجح في تدريبات الموت كما يلقب عليها .. لن تكون زعيما لعشيرة تحكم اوروبا الا اذا كنت بحرا هائج ... و هي السفينة بلا شراع فوقه في ليلة عاصفة .. تحارب أمواجه حتى لا تغرق ... كما تدعي ان لا تجد يابسة ...

دماء داميان تزين وجهه ... اختلاط دمع مع دم مزيج مثالي .. لا يحس بالالم ، فلقد درب على استحمال ما اقوى من الضرب ... لكن كون إلياس صائب يستفزه ... تحرك و اخيرا بعد مدة من السكون وقف بصعوبة فتراجع للخلف مستسلما ... لم يكن خوفا بل رغبة في انهاء ما بدأه ..

" تعالي مع لتين ... لا مكان لي ولك في هذا القصر .. انك في جحيمك ..."

اردف كلامه بثقة تامة ... ثقة لا مثيل لها .. تهز الجبال و تجعل منها حواجز لحرب قادمة .. و الاهم ان الثقة في الحب لا يجدر الوثوق بها، فهي بالتاكيد خيانة عظمى ...

صراع موسكو حيث تعيش القصص. اكتشف الآن