"ما الذي تريده من إبنتي؟"
قالت تحدق في عينيه بحقد.
"أنا؟..لا أريد شيئ"
قال يضحك بإستهزاء بينما الأخرى تكاد تفقد وعيها بسبب التوتر والخوف الذي أصابها وإنعكس علا ملامحها.
"إذن لماذا تتقرب منها؟"
قالت وهي تخبئ يديها التي ترتجف وراء ظهرها.
"أرى أنه أصبحت لديك عائلة جيروشي..لديك منزل وزوج وإبنة لطيفة..يبدو أنك تعيشين في سلام..سلام لا تستحقينه أبدا"
قال يضغط علا أسنانه ويحاول كبح غضبه.
"أرجوك..لقد..إسمعني.."
قالت ودموعها بللت وجنتيها.
"أنا أسمعك..أكملي كلامك"
قال يحدق في عينيها بإستحقار،ثم نزلت علا ركبتيها تضع يديها علا الأرض دون ان تنظر له.
"ارجوك.. جونغكوك ارجوك سامحني..ل..لم يكن خطئي..طالما إعتبرتك مثل إبني..وأحببتك..أحببت لطافتك وأطعمتك بيدي في كل مرة..لقد كنت أهتم بك دائما..أحببتك جدا وإعتبرتك طفلي لم أنسى قط كم كنت بريئا ولطيف..."
قالت تبكي بينما هو ينظر لها من الأعلى ثم رفع رأسه للسماء يضحك بإستهزاء ثم لمح يوري تطل من النافذة.
"قفي إبنتك تراك..هيا إستقيمي ليس وقت الإنحناء جيروشي لازال الوقت مبكرا علا التوسل..وإن كنت تحاولين أن تتلاعبي بمشاعري لأسامحك فأنت مخطئة.. لست ذلك الطفل اللطيف"
وقفت الأخرى تنظر نحو النافذة لتتأكد من رؤية إبنتها لها لكنها لم تجدها يبدو أنها إختبئت.
"جونغكوك..أرجوك لا تؤذي إبنتي..سأفعل أي شيئ تريده..اي شيئ"
قالت تتوسله بينما هو يحدق في عينيها ببرود.
"طالما يمكنك فعل أي شيئ..أقترح عليك أن تعيدي أمي للحياة..هذا ما يمكنك فعله وسأتركك أنت وأبنتك وزوجك أيضا..فقط أعيديها لي..اخخ كدت أنسى عندما تعيدي أمي للحياة لا تنسي أن تعيدي الزمن للوراء..! عندما كنت في السابعة من عمري..هكذا سأعيش مع أمي وسأسامحك للأبد..أعدك إن فعلتي هذا ستعيشي بسلام وإن لم تفعلي ستتمنين السلام ثقي بي"
قال ببرود ينظر لعينها بينما هي ترتجف خوفا.
"جونغكوك ما الذي تقوله..أرجوك سامحني أرجوك..لا تؤذي إبنتي أتوسل لك"
وقعت أرضا تبكي بحرقة ثم الآخر تركها وذهب، لكنه عاد للوراء ونزل علا ركبته يحدق في عينيها.
"لا أريد أن أسمع أنك أذيت يوري..أقسم لك أنك ستندمين إن فعلتي..ستندمين في جميع الأحوال لكن لا تسبقي الأحداث"
قال يهمس في أذنها ثم ركب في سيارته وغادر.
ظلت الأخرى تحدق به بحقد لو كان بإمكانها قتله لفعلت ثم دخلت للمنزل الغضب يسيطر عليها تكسر كل ما وجدته أمامها،جعلت من أثاث المنزل حطام ثم صعدت لغرفة يوري تتحدث لنفسها كأنها فقدت عقلها كليا.
««يوري»»
أشعر بضيقة صدر قوية ولا أستطيع التحرك،جسدي يرتجف ودقات قلبي تتعالى شيئ فشيئ،سمعت صراخها وهي في أسفل الدرج،هي دائما ما تغضب لتفقد أعصابها لكن ليس كهذه المرة،ما الذي حصل بينها وبين السيد جيون لتغضب لهذه الدرجة!
"يوري!..أين أنت أيتها الساقطة؟"
دخلت الغرفة تصرخ ملئ حنجرتها،تجمدت الدماء في عروقي عندما رأيتها تتجه نحوي،إقتربت مني ثم شدت شعري بقوة إمتلأ المكان بصراخي وصراخها.
"ما الذي تظنين نفسك! تتجاهلي أوامري وتذهبي عند إبن العاهرة تلك!"
رمتني علا السرير وحاصرت ساقاي بين ركبتيها تصفعني مرة وتتحدث مرة وتعيد الكرة من جديد.
"هل فقدتي عقلك لتخرجي من مدرستك دون علمي وتذهبي معه؟ مع من؟ ذلك الأحمق الفاشل!؟"
أكثر من عشر دقائق مرت وهي تضربني مرة وتسقط أرضا لتتحدث إلى نفسها مجددا.
"لن تخرجي من هذه الغرفة وسأجعلك تندمين علا ما فعلته اليوم يوري"
قالت بهدوء بعد كل العاصفة التي أحدثتها ثم خرجت وأقفلت علي الباب من الخارج.
لم أستطع التحرك من فوق سريري الألم الذي أشعر به في جميع أنحاء جسدي لا يطاق الخدوش علا وجهي..الكدمات لحمراء التي بدأت تتحول إلى اللون الأزرق لا أستطيع النظر لشكلي.
بعد دقائق إستوعبت أنها ستحبسني هنا مجددا،ليس غريب بالنسبة لي فقد كانت تفعل هذا بي رغم صغر سني وتحبسني في الحمام أيضا.
لكن ليس هذه المرة لن أستطيع أن أتحمل هذا مجددا أفضل أن أعيش مشردة في الشارع علا أن أبقى مسجونة في غرفتي،تذكرت السيد جيون لا أمل لي غيره،نهضت من فوق سريري لآخذ هاتفي لكنني سمعت دقات قلبي المتعالية بعد أن تذكرت أنه رماه في البحر،من سينقذني الآن!
جلست فوق سريري أبكي مجددا أفكر في ما حدث وهل ندمت علا ذهابي للعمل مع أبي؟ وهل ندمت عن اليوم الذي رأيت فيه السيد جيون؟ لا ربما هو سبب خروجي من هذا السجن الذي ولدت فيه.
تذكرت كل لحظة منذ ان إلتقيت به،عندما دخلت مكتبه وعندما لم أعتذر،عندما كتب في مذكرتي لأعود من أجل إعتذار،عندما إهتم بالقط الذي رماه أبي،وعندما أخبرني أن أزور القط الصغير وأنني وصيته!
أخذت محفظتي أفتحها بسرعة أكاد أمزقها أخذت منها مذكرتي أقلب بين صفحاتها ثم وجدت تلك الورقة الصغيرة التي كتب فيها عنوانه!
حسنا عنوانه لدي كيف سأخرج من هذه الغرفة ليس لدي حل سوى تلك النافذة،لكن هل سأقفز من الطابق الثاني؟!مستحيل.
جلست أفكر لكن ليس لدي حل سواها لكنني لن أقفز.
أخرجت جميع ملابسي من الخزانة،أخذت الطويلة منها وقمت بتمزيقها الى أن شكلت حبال متينة،ربطتها ببعضها البعض إلى ان أصبحت علا شكل حبل طويل،تأكدت من سمكها وقوتها ثم ربطتها في حامل السرير هذا اثقل شيئ في غرفتي،ثم رميت كتلة الملابس تلك من النافذه.
"هيا يوري.. تستطيعين فعلها..طابقين فقط إنها لا تختلف عن الأنشطة التي كنت تفعلينها في رحلات المتوسطة..هيا يوري ثقي بنفسك!"
أخرجت ساقاي من النافذة،وتمسكت بالحبل جيدا ثبتت قدماي علا الجدار ثم بدأت انزل شيئ فشيئ الى أن إقتربت إلى الأرض لكن فتحت إحدى العقد التي ربطتها وسقطت أرضا،كدت أصرخ لولا أن تذكرت أن أمي ستسمعني فأكتفيت بالبكاء.
قمت أضع يدي علا ظهري أتأكد من سلامته،يبدو أنني بخير!
تمشيت مسافة بسيطة الى ان وصلت للشارع الرئيسي،حالتي لا يرثى لها وتذكرت انني لم أحضر معي أي مال لأستخدم وسائل النقل ويبدو ان منزل السيد جيون بعيد أنا لا أعرف هذا المكان حتى!
بينما أنا أقف علا الرصيف أتدمر وقفت سيارة سوداء بها إمرأة في منتصف العمر.
"ما الذي حدث لك؟ هل قام شخص ما بإيذائك؟إصعدي سآخذك للمستشفى..هيا بسرعة"
قالت تنظر لي بشفقة وحزن
ركبت بالمقعد الأمامي بجانبها ثم أعطيتها الورقة التي كانت في جيبي.
"أرجوك سيدتي خذيني لهاذ العنوان..لا أريد أن أذهب للمستشفى"
قلت بترجي
"لكن ما الذي حصل لك..هل حاول أحد الاعتداء عليك؟ أخبريني أنا محامية ويمكنني أن أتكلف بقضيتك سأجعله يندم"
قالت بغضب
"لا..لم يعتدي علي أحد..أشكرك سيدتي لكنني أريد ان اذهب لهذا العنوان..أحتاج مساعدة هذا الشخص..أرجوك"
أعطيتها الورقة أحدق في عينيها بتوسل،أخذت مني الورقة وقرأت العنوان،بدت ملامح تعجب عليها.
"قصر الجيون؟ هل تعرفين هذه العائلة؟"
قالت بدهشة لم اعرف ما اقول لها..هل أقول أنني أعرفهم؟لكنني اعرف شخص واحد وتعرفت عليه منذ يومين!
"لا..أنا لا أعرفهم لكن احتاج مساعدة منهم"
قلت بتوتر،أومأت هي بتفهم ثم لم تسألني مجددا رغم الفضول الذي أراه علا ملامحها.
وصلنا أمام منزل كبير جدا او ربما هو قصر كما قالت!
قبل أن أنزل من السيارة أعطتني بطاقة كتب فيها رقمها وعنوان مكتبها وأخبرتني أن أتصل بها إن أردت مساعدة،إنها إنسانة لطيفة حقا.
وقفت أمام الباب أتأملها لثواني ثم قمت برن الجرس.
فتحت الباب فتاة جميلة تبدو من ملابسها أنها تعمل في هذا المنزل.
"مرحبا..أنا.."
قلت بتوتر
"أنا آسفة..السيد جيون لا يقابل أحد دون موعد وهو لم يخبرنا أنه سيقابل أحد اليوم"
قالت ثم دفعت الباب لتقفلها لكنني دفعتها مجددا.
"أنا وصية السيد جيون..يوري أخبريه أنني يوري هان"
حدقت بي لثواني ثم أقفلت الباب ودخلت ثم عادت من جديد.
"تفضلي..أنا آسفة لم أتعرف عليك"
قالت الفتاة بتوتر
"لا بأس هذه أول مرة لي في هذا المنزل"
قلت أبتسم لها ثم تبعتها بعد أن أخبرتني أن ارافقها لمجلس الضيوف.
"تفضلي آنسة هان يمكنك الجلوس هنا دقائق وسيأتي السيد جيون"
قالت بلطف ثم ذهبت قبل أن أشكرها.
جلست أتأمل جمال المنزل ورقيه،لم أتخيل أن منازل بهذا التصميم توجد في كوريا الجنوبيه! تصميم المنزل كأنه يعود لزمن وبلد آخرين.
بعد دقائق لمحته قادم نحوي يرتدي قميص أسود وسروال أزرق فضفاض،ويقوم بتحريك شعره بغية تجفيفه ربما كان يستحم.
بعد أن لمحني هو أيضا أتى مسرعا نحوي يبدو وأنه لاحظ الكدمات علا وجهي.
"يوري! ما الذي حدث لك؟من فعل بك هذا أخبريني؟!!"
قال وهو يمسك بوجهي لم أستطع التحدث لقد أطلقت العنان لبكائي ثم قمت بعناقه بشدة أبكي بحرقة وألم بادلني العناق أيضا لم يقل شيئا،فصلت العناق أنظر لعينه.
"لكنك أخبرتني أنها لن تقوم بإيذائي ولن أتحمل العواقب لوحدي"
قلت أحدق في عينيه،يبدو مصدوما،ربما لأنه لم يتوقع أنها ستفعل بي هذا فقط لأنني خرجت معه،لكن هذا طبيعي فهو لا يعرفها جيدا.
"يوري..هل آخذك للمستشفى؟يبدو أن حالتك سيئة"
قال يمرر يده فوق الكدمة التي بوجهي.
"أجبني..لماذا أخبرتني أنني سأكون بخير؟لماذا؟"
قلت ألومه،لا أستطيع كبح دموعي.
"يوري إجلسي إرتاحي أولا..سأتحدث معك..أنا لا أفهم ما الذي حصل بضبط لذا إجلسي هنا سأحضر لك الماء وأعود"
قال يشير نحو الأريكة التي كنت أجلس عليها سابقا ثم ذهب مسرعا.
رأيت وجهي في زجاج الطاولة التي كانت أمامي،رغم أنه أسود،تلك الكدمات علا وجهي واضحه بشكل مؤلم.
دقائق معدودة ثم عاد بيده كأس ماء.
"إشربي أولا وارتاحي سنحل كل شيئ لا تخافي"
وضع كأس الماء أمامي يحدق بي بشفقة.
"لا تخبرني أن لا أخاف مجددا أرجوك"
قلت بإستياء
"بلى أنا أعني ما أقوله هذه المرة..دخولك من ذاك الباب يعني أنك أصبحت في ملعبي..لا أحد يستطيع إذائك..إن إخترتي أن تكوني تحت حمايتي ثقي بي لن يستطيع مخلوق إيذائك"
قال ينظر لعيني بينما أنا فقط أصرف كل ما كنت أخزنه من دموع.
"يوري سأسألك أسئلة مباشرة..وأجيبي بنعم ام لا"
قال بجدية يمسك يدي بين يديه الإثنتين.
"يوري إفعلي ما أقوله"
قال بإنزعاج
"حسنا"
قلت بإستياء
"هل أنت في منزلي لأنك خائفة"
طرح السؤال الأول
"ماذا..تقصد؟"
قلت بصوت متقطع
"أرجوك أجيبي بنعم أم لا"
قال بهدوء
ربما الجواب هو نعم،لن أنكر أنني خائفة مما ستفعله بي أمي
"أجل..أتيت لأنني خائفة"
قلت بتوتر
"يوري هان هل أتيت لمنزلي بنفسك وبإرادتك؟"
طرح السؤال الثاني
لما يسألني أسئلة يعلم جوابها!
"صحيح لقد أتيت بنفسي"
قلت أحدق في عينيه كأن ملامحي تسأله ما الغاية من أسئلته هذه.
"يوري هل أتيت لأنك خائفة من أمك؟"
طرح السؤال الثالث.
"صحيح"
أجبت بصراحة.
"يوري هان هل أمك قامت بإيذائك؟"
طرح السؤال الرابع
"هل أنت تلعب بي الآن ام ماذا ترى أنها اهلكتني ضربا وأتيت بنفسي لأنني أحتاجك ما الذي تحاول فعله؟!"
قلت أصرخ بغضب بينما الآخر لم يقم بأي رد فعل.
أنت تقرأ
Big lie
Romance"إن كنت تظن أنك تعلم كل شيئ عن عائلتك ومن حولك،عن صديقك وصديقتك،حبيبتك وحبيبك،فأرحب بك في رواية مليئة بالأكاذيب التي كنت ضحيتها أنا (يوري) وإبن ضحية أمي جيروشي! ماذا عن فتاة وقعت في حب إبن ضحية أمها؟"~~