2:-والله لاخطفنك لو لم تكن ابي

331 21 3
                                    


" مراعي، حنون،متدين،وسيم،جذاب باخلاقه،يشتري لك الكتب ليراضيك، متدين، محترم،
أبي هل تتزوجني؟! "

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

كانت جالسة فوق المنديل المزخرف في  مزرعتهم، و الاشجار تحطيهم من كل جهة و الدجاج يصطادون النمل من الحفر.
اتت امها اخيرا وهي تحمل الشاي، فاضافته للاطعمة الموضوعة على المنديل.
نضرت الام لابنتها فوجدتها مركزة على روايتها الجديدة و هي تقرأها بشغف واضح!

لتناديها امها قائلة :-"باهية نزلي ذاك الكتاب و اجي نفطرو بعدة "( باهية ضعي الكتاب و تعالي لنأكل الفطور اولا )

اغلقت باهية الكتاب مبتسمة بعدما وضعت ورقة تُعلم اين وصلت في قرائتها، فاعتدلت في جلستها قائلة :
-" هه ناري ماما ما يمكنش دابة الناس تايقولو نولادهم حطي ذاك المشقوف و انت تقولي ليا حطي ذاك الكتاب! "(هه يا ويلي يا امي هذا لا يمكن الناس يقولون لاولادهم ضعو ذاك الهاتف و انت تقولين لي ضعي ذاك الكتاب!)

ضحكت امها على كلامها لتجيبها مبتسمة :-" انا عندي بنت مميزة و صافي هادا هو الفرق "(انا لدي ابنة مميزة وحسب و هذا هو الفرق)

ابتسمت باهية بفخر واعتزاز! لقد مدحتها امها للتو!
كم هو جميل مدح الامهات.

:-" تخيلي ماما شي نهار يطيح فيا شي واحد كافر؟!  ""(تخيلي يا امي ان يقع في حبي كافر يوما ما )

توقفت الام عن سكب الشاي للحظة فابتسمت بحنين متذكرة الماضي و ذكرياته..
اكملت سكب الشاي لتمده الى باهية قائلة :-" شكون الي عرف حيتاش انا صراحة عمري فكرت اشي نهار غادي ندخل نالاسلام! " (من يعلم لاني حقيقة لم افكر يوما اني ساعتنق الاسلام! )
اومئت لها باهية موافقة رأيها، فأمها ايطالية اصيلة و لكنها و قعت في حب ابيها المغربي الذي ادخلها للاسلام و جعلها تعيش معه في المغرب تحديدا.
كانت لأمها اعين عسلية جميلة و شعر بني طويل تغطيه بخمارها ،لازالت امها محافظة على رشاقتها مع انها في اواخر الثلاثينات!
تأملت باهية الطبيعة المحيطة بهم، كم تحب اوقات الصباح هذه! و خصوصا موعد فطورها هي و امها في المزرعة معا، و كانهن في نزهة.
وضعت الجبن على الغريفة لتتذوق طعمها اللذيذ فاصدرت صوت يدل على حبها لغريف امها، فضحكت امها على تصرفات ابنتها العفوية.

:-غريفة ديالك تفوززززز "

قالتها باهية و قد بلعت الغريفة و الجبن، فابتسمت امها بسعادة لتضيف :
-" عارفة! "
نفت باهية براسها مبتسمة، فابعدت احدى خصلاتها الذهبية عن اعينها لانها تعيقها في تناول فطورها، فنادتها امها مبتسمة :
-" باهية سيري جمعي الورد انصايب ليك واحد المشطة زوينة فشعرك " (اذهبي و اجمعي الورد لكي اسرح شعرك تسريحة جميلة )
-"طلباتك اوامر "
ابتسمت باهية بسعادة لتنهض من مكانها لتذهب من اجل قطف الازهار المتنوعة في الحديقة، جائت مسرعة بحماس محضرة معها ازهار جميلة ذات اشكال و انواع!
لتضع الازهار في حُجْرِ امها التي ابتسمت بقلة حيلة، فوضعت الازهار جانبا، لتجلس باهية بين اقدام والدتها، التي شرعت في تسريح شعر ابنتها مع ابتسامة جميلة تزين محياها..
استغلت باهية الفرصة لتكمل قراءة روايتها و امها تسرح شعرها فحبها للكتب و الروايات حب غير طبيعي تستغل اي وقت فراغ من اجل قراءة ولو كلمة فالوقت ثمين بالنسبة لها.
و كم كان مشهدا جميلا لطيفا..
جالسون على العشب كانهما في نزهة و الاشجار محيطة بهم و الدجاج يبعد عليهما بخطوات، و الام تسرح شعر ابنتها بحب بينما ابنتها تقرأ روايتها بشغف! و السماء صافية هذا اليوم تماما، و كم هو جميل نسيم الهواء الصباحي..
وضعت لمستها الاخيرة من زهرة الجربارة الوردية، لتردف بهدوء :

بين احضان ميلانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن