7:-ساختار نفسي

181 12 0
                                    

وإذا عادت الاماكن من يعيد اصحابها؟!

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

"حد الان باقة ما تيقت انخرج من هاد الدار! "
|للان لم اصدق اني ساغاذر هذا المنزل! |

خرجت هذه الكلمات من باهية بعدما نزلت دمعة يتيمة من خضرتيها، وضعت كوثر يدها على كتف باهية مبتسمة لها مشجعة اياها بكلامها :

"هاد النهار كان ايجي ايجي، ولكن خصك تحاربي على ود الاحلام الكبيرة. ديالك الغزالة ديالي "
|لاطالما كان هذا اليوم سيأتي آجلا ام آجلا، يجب عليك المحاربة من اجل احلامك حبيبتي..|

أومئت لها باهية موافقة كلامها، فوضعت حقيبتها على سطح سيارة ابيها الراحل، فركبت السيارة و القت التحية على عمها حسن الذي كان يشغل محرك السيارة، فقد اقسم انه سيوصل زوجة صديقه و ابنته التي يعتبرها كابنته ايضا الى المطار و يراهم يدخلون له سالمين و قد اوصل الامانة الى صاحبها بدلا من صديقه ولن يسعه سوى الدعاء لهم بالوصول سالمين الى ايطاليا و العودة يوما ما..

جلست باهية بجانب النافذة واتكئت عليها، و هي تودع قريتها الهادئة بعيونها الدامعة، فالمعضم نائم الان فهم انطلقو بعد صلاة الفجر تماما، بعدما ودعا نساء القرية و اطفالها ليلة البارحة و كم تكره باهية الوداع و الشعور الذي يخالجها لما تودع احد! يشعرك كانك ستراهم اخر مرة! و يجعلك تراجع قرارك بشأن المغادرة مئة مرة اذ تقول بينك وبين نفسك
"مذا لو رجعت و لم اجد نفس السكان؟!! "
هذه الجملة التي تجعلك تفكر و تفكر بشأن قرارك! فالمغاذرة و الوداع ليس سهل..
لقد عادت باهية الى المغرب و عمرها سبع سنوات، و سكان هذه القرية تقبلوها كما هي و علموها لغتهم و لهجتهم، هي كانت تجيد العربية اذ كان ابيها حريصا على تعليمها لغة القرآن حتى وهم في ايطاليا، و قرر ان يعود لبلده و يحقق حلم زوجته التي كانت دائما تقول له انها تتمنى العيش في قرية بعيدا عن ضجيج المدينة، و كم فرحت كوثر لما فاجئها بمجيئها لهذه القرية البسيطة الهادئة محققا غربتها..
و الان هؤلاء السكان الطيبين ستغاذرهم ببساطة؟!
هذا صعب.. صعب جدا..
لقد صارت تخاف الفقدان بطريقة غريبة...
تخاف ان تتعلق بالشخص ثم يذهب دون عودة...
هذا لانها جربت فراق والدها الحبيب العزيز على قلبها دون سابق انذار، لقد كانت مغاذرته هذه صعبة صعبة على الجميع..
هي لم تتخطى فراقه، ولكنها ستحاول التضاهر بالقوة من اجل والدتها، فامها محطمة ايضا من فراق شريك حياتها لذلك لن تزيد الطين بلة بحزنها اللاداعي..
اختلست النظرة الى امها لتجدها نائمة فوق كتفها، فابتسمت بخفة فهي تشعر بالمسؤولية اتجاه امها، تجد انه من حقها الشعور بالسعادة و تعويضها عن حزنها، لذلك قررت ان تصبح قوية و تحقق النجاحات و تفرح والدتها و ابيها الذي في القبر، فاتسعت ابتسامتها متذكرة والدها و فرحته لما حصلت على اعلى نقطة على  صعيد المدينة الزرقاء..

بين احضان ميلانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن