9:- لقاء صباحي

282 19 5
                                    

عندما يرزقك الله بداية جديدة
لا تكرر الاخطاء القديمة

🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿

انسدلت اشعة الشمس الذهبية على مدينة ميلان معلنة بداية يوم جديد و بداية جديدة..
اغلقت المصحف قائلة دعاء اكمال قراءة القرآن :

"سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك، وأتوب إليك"

وضعته في مكتبتها الصغيرة مضيفة اياه مع كتبها التي احضرتها معها من المغرب و التي اهداها اليها ابيها الراحل، تنهدت الصعداء لتتوجه الى شرفتها التي تطل على حديقة القصر و لاحظت ان فيها القليل من الازهار و النباتات الذابلة فالضاهر ان لا احد يهتم بها على الارجح، ضغطت على شفتها السفلى متألمة لمنظر تلك الازهار و النباتات من بعيد، فقررت ان تذهب لسقيهم،لتغلق باب شرفتها لتخرج من غرفتها بعدما عدلت خمارها..

تمشت في رواق القصر بحيوية و نشاط و اعينها العشبية تجول هنا و هناك متفقدة متأملة جدران القصر المزينة بالطلاء الذهبي الفاخر و الرسومات هنا و هناك و اللوحات تزين الحيطان؛ و لا ننسى التماثيل الموضوعة على الطاولات الصغيرة.. استغفرت ربها لما رأت وجوه التماثيل و اكملت مسيرها ملقية التحية على الخادمات اللواتي يتحركن كالنحل المنظم..

وصلت الى حديقة القصر حاملة معها ابريق المياه احضرته معها في طريقها، تنفست الصعداء و كم احبت الهواء النقي الصباحي! و كانت السماء صافية تماما الجو القابل للتنزه؛ ولكن ما عكر مزاجها هو منظر الازهار و النباتات الذابلة و الاشواك هنا و هناك و نباتات ضارة في كل مكان، وهذا ازعجها نوعا ما كيف لا يهتمون بنباتات القصر؟! اليس لديهم المال؟! اذا لماذا لا يوضفون بستاني مثلا؟!
كانت هذه هي التساؤولات التي طرحتها باهية على نفسها وهي تنظر الى هذا المنظر الذي جعلها تحزن نوعا ما فهي ليست متعودة على رؤية ازهار و نباتات ذابلة هكذا... ففي قريتها ازكى الازهار و اجملهم كانت تعتني بهم و تراهم كل صباح؛

"حسنا انتم مهمتي لهذه الصباح! منذ اليوم انتم خدمتي الآن... همم من اين ابدأ؟! "

وضعت الابريق جانبا، فعادت الى المطبخ سائلة الخادمات عن قفازات و ادوات الزراعة، فناولوها ما طلبت بوجه بشوش..
عادت الى الحديقة و معها المعدات مستعدة لازالة الاعشاب الضارة بوجه مبستم مستمتع!

"بسم الله! "

فشرعت في ازالة الاعشاب الضارة مدندنة باناشيدها المفضلة، و لكن بينما هي تعمل و غارقة في بحور اهتماماتها.. هناك اعين بنية تتبع كل تحركاتها بملامح مبتسمة مرتخية؛ اقترب بهدوء منها مستغلا شرودها ولكنها التفتت بسرعة فورما سمعت كسر غصن تم دوسه، لتتفاجئ بمايكل يقف خلفها ببنيته الضخمة و طوله الشاهق؛

بين احضان ميلانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن