مازال صوتك في ثنايا سمعي
و الشوق في صدري يفتت اضلعي
و الله ان الشوق فاق تحملي
يا شوق رفقا بالفؤاد الا تعي؟!🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
مرت هذه الايام الخمس كخمس قرون على باهية..
لقد فقدت والدها...
لقد مات!
لن تراه مجددا..
ضحكاته، غزله المتواصل لها، اهتمامه بها، حنانه و عطفه عليها،..
كل هذه التفاصيل البسيطة اشتاقت لها..
اشتاقت الى ابتسامته! اشتاقت غمازاته! اشتاقت لرائحة عطره الرجولية! اشتاقت للسانه المعسول! اشتاقت الى ملامحه! اشتاقت الى نصائحه، اشتاقت الى شخص لن يعود...
فبين كل هته القبور الهادئة...
هناك روح احبتها...
احبتها حبا جما...
روح جميلة و طيبة..
بكت فوق قبر ابيها رافضة ان تتركه وحيدا رافضة ان تتركه وحده..بعدما غاذر اخر اصدقائه حانيا راسه بحزن و اسى،بينما امها كوثر لا زالت تحت الصدمة فقد كانت مصدومة غير متوقعة لا تستطيع تخيل حياتها دونه، لقد غاذرها حبيب قلبها و اول رجل احبته بصدق... كم تمنت ان تموت قبله ان تموت قبل ان تعيش هذا الحزن و الفقدان و الاشتياق لشريك حياتها الذي كان صديقها و اخاها و اباها قبل ان يكون زوجها، كان رفيق دربها..كان رفيق حياتها.. الان ستنام دونه، ستنام دون سماع صوته،ستنام دون حضنه،دون شم عطره، دون سماع قصصه الكثيرة!..
ستنام وحيدة...
استغفرت ربها لتبدأ بترتيل القرآن و تدعو له الثبات :-﴿والذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون اولائك يسارعون في الخيرات هم لها سابقون و لا نكلف نفسا الى وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق و هم لا يضلمون بل قلوبهم في غمرة من هذا لهم اعمال من دون ذلك هم لها عاملون حتى اذا اخدنا متر فيهم بالعذاب اذا هم يجئرون و لا تجزوا اليوم انكم منا لا تنصرون قد كانت اياتي تتلى عليكم فكنتم على اعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا اتهجرون افلم يدبروا القول ام جائهم ما لم يأت ابائهم الاولين ام لم يعرفو رسولهم فهم له منكرون ام يقولون به جنة بل جائهم بالحق و اكثرهم للحق كارهون﴾
سورة المؤمنين
:-"اللهم اسكنه جنات عدن تجري من تحتها الانهار "
قالت كوثر بعدما نزلت دمعة يتيمة من عينيها العسلية التي كان يمدح ابراهيم جمال هذه الاعين كلما التقت اعينهما معا...
فأمنت باهية وسط شهقاتها قائلة :
-"امين "
-"اللهم تبثه "
:-"امين"
-"اللهم اغفر له ذنبه و ارحمه و قه من عذاب القبر و من عذاب النار "
:-"امين "
:-"اللهم انهم الراحلون و نحن اللاحقون.. يارب اجمعنا بعبدك في الجنة فهذه الدنيا قصيرة و دار الاخرة هي اولى.."
:-"امين "قالتها باهية بصوت منكسر بعدما وضعت زهرة اللوتس التي شبهها بها ذاك اليوم على قبره، فوضعت كوثر اناماها على كتف ابنتها تدعوها للنهوض و المغاذرة.
فاستجابت لها هذه المرة لتغاذر مقبرة القرية برأس مطئطئ نحو الارض...
فتحا باب المنزل الذي اصبح موحش فعلا بعدما غاذره والدها الوسيم كما تدعوه الى الابد..
لن تراه مجددا كل صباح، لما تفتح الان الغرفة في الفجر لن تجده يرتل القرآن! لن تقرأ سورة الكهف معه مجددا.. لن تصلي معه مجددا...
لانه مات...
رحل عند الله...
انه في مكان افضل.
ابتسمت باهية بحنين متذكرة ذكرياتها مع والدها و متذكرة اذكاره كل صباح و هو يدعو بحسن الخاتمة! و هاقد لبى الله طلبه و مات في يوم الجمعة المبارك و في صلاة الضهر ساجدا الى ربه...
أنت تقرأ
بين احضان ميلان
Romanceمقتطف ~~~~~~~~~~~~~~~~~ -"قلبي يناديك كآذان الفجر و لكن قلبك كافر لا يبالي " "سأغير قلبي إذن لكي يسمعك " ~~~~~~~~~~ ^رواية دينية نضيفة ^