استقيموا فنحن سوى جنائز مؤجلة
🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿🌿
مرت الايام و الاسابيع و الشهور..
لتتأقلم باهية و والدتها مع حياتهم دون رجل المنزل..
لقد كان ذلك صعب بعض الشيء اذ صارت كوثر تذهب للسوق بسيارة ابراهيم الراحل الى شف شاون و تبيع الجبن لبعض المحلبات و التي معضمها يكون المشتري رجل، و تضطر الى التكلم معه و البيع له..
اما باهية فقد صارت منعزلة على نفسها و لم تعد تضحك بكثرة كما كانت و ابتسامتها تختفي تدريجيا و هذا كان يعذب امها كل يوم، اذ صار كل وقتها تقضيه في قراءة القرآن و الكتب و الروايات، هذا ما كانت تفعله في يومها مع زيارة والدها كل صباح بانتضام اكيد.
لقد صارت الحياة بالنسبة لهما بلا هدف...
صارت موحشة فجأة..
صارت مظلمة فجأة..
ولكن كل شيء قلب راس على عقب لما جاء كوثر اتصال من رقم مجهول و الغريب في الامر انه من خارج البلاد!فتحت كوثر الخط تحت نضرات باهية المتسائلة، لتقرب كوثر الهاتف الى اذنها لتقول بالانجليزية بتردد :
"مرحبا؟! "
لياتيها الرد بالايطالية :
"مرحبا ابنتي الحبيبة كاترين.. "
شهقت كوثر بخفة،فابتسمت بخفة فقد اشتاقت لهذا الصوت،لتنضر لها باهية بتساءل! فطلبت منها بهمس ان ترفع مكبر الصوت ففعلت ذلك تاركة باهية تسمع المحادثة..
فعقدت كوثر حاجباها بغضب مصطنع واضح لتجيبه بالايطالية المتقنة :
"ساتراضى عن نطقك لاسمي خاطئا للمعلومة صار اسمي كوثر! على اية حال كيف حالك ابي؟!"سمعت ضحكته بواسطة الهاتف فرفعت حاجباها بتسائل، قبل ان تسمعه يرد :
"اجل... اجل.. كوثر لقد نسيت،انا بخير الان كم اشتقت لكلمة ابي من شفاهك حبيبتي...همم كيف حال صغيرتي باهية؟! "
ابتسمت كوثر بخفة على كلام ابيها بينما ارتعشت باهية لما سمعت اسمها، باهية تتكلم الايطالية قليلا تستطيع ان تفهم ما يعني الشخص لما يتكلم و لكن يصعب عليها التكلم بها و تركيب جمل طويلة..فجرت قشعريرة في انحاء جسدها، هل سمعت اسمها للتو على لسان جدها؟! الذي ضنت انه نساها؟! بل سالها عن حالها ايضا!
فاجابته كوثر مبتسمة :
"انها بخير وهي تبلغ تحياتها لك.. "
ضهرت ابتسامة جميلة على محياه مضهرة غمازاته المحفورة، فباغتها بسؤاله :
"الا تنوين العودة لايطاليا؟!! "
مرت قشعريرة في جسد كوثر التي تجمدت بسؤاله المباغت، لم يتوقف هنا ليكمل كلامه :
أنت تقرأ
بين احضان ميلان
Romanceمقتطف ~~~~~~~~~~~~~~~~~ -"قلبي يناديك كآذان الفجر و لكن قلبك كافر لا يبالي " "سأغير قلبي إذن لكي يسمعك " ~~~~~~~~~~ ^رواية دينية نضيفة ^