Part "1"

537 13 10
                                    

«قضية جديدة»

-كُنت اجلس على أرضية غرفة الرسم ذات الوجهة الزجاجية بمنزلى ، حيث كانت فرشأتى و الالوان مبعثرة هنا و هناك ، و انا .. انا كُنت انظر بتركيز إلى لوحتى المملؤة بالالوان المائية خاصتى ، كنت ارسم و ارسم إلى ان اهرب من واقعى المرير .. كنت اقول ما لم استطع قوله بلسانى عن طريق لوحاتى .

إلى أن قطع على تلك اللحظات المُقدسة بالنسبة لى صوت الطرق على الباب ، لأمسح يداى الملوثة بالالوان بالمئزر الابيض الذى ارتديه حتى احمى ملابسى من تلطيخها ، ثم ذهبت بعدها لفتح الباب بخطوات مسرعة غاضبة و ذلك لأن الأحمق الذى يطرق الباب اوشك على كسره و لانه بالطبع قطع لحظة سَكينَتى ...

فتحت الباب بغضب لأتفاجئ بريكاردو يقف امامى ،
فقولت له بحدة ..
: ماذا تريد ؟

فإبتسم لى الاخر بجانبية ثم اجاب بهدوء ..
: لا يجوز الحديث هنا .

ثم ابعدنى عن طريقه بيديه و اتجه إلى غرفة المعيشة و كأننى شبح امامه !

فأغلقت الباب بقوة اخرج به غضبى ، و إتجهت إلى ذلك الاحمق لأرى ماذا يريد .
لقد كان يجلس بإريحية على الاريكة و يمسك بجهاز التحكم الخاص بالتلفاز و يقلب القنوات بملل ، فجلست على الاريكة المقابلة له وانا اتابعه بعيناى ذلك الحقير و كأنه منزله هو !

لينتبه لى أخيراً و إعتدل بجلسته قائلاً ..
: حسنآ لقد حاولت الاتصال بك ولكنك لم تجيبى ولذا اتيت بنفسى .
فقلبت عيناى بملل ، فأنا غالباً اجعل الهاتف صامت لكى لا يزعجنى أحد ولكن يبدو ان هذا لا يجدى نفعاً .

ليُكمل كلامه بعد ان لاحظ نظراتى اللامبالية تجاهه..
: هناك مهمة جديدة لقد تم التحقيق فيها بالفعل و تم كشف الفاعل ولكن الرئيس يريدك ان تعيدى النظر فيها .
فإعتدلت بجلستى منحنية إلى الامام لأستند على ركبتاى وانا اسمع لما يقوله بجدية ، لأسأله بعدما انهى حديثه ببرود ..
: لما ؟

ليقول ريكاردو بجدية هو الاخر..
: حسناً سأصرحِك يشك الرئيس بأن السيد ميخائيل يحاول التستر على ابنه و أنه قد رشى احد الفقراء ليعترف بفعلته التى لم يرتكبها .

شردت وانا انظر للطاولة بتركيز ، ثم قُلت بعدها ...
: اريد سبب مقنع لما يقوله الرئيس ..لما قد شك بالامر هل هناك ادلة ؟ ، ام انه فقط يتهمه بسبب تلك العداوة بينهم ؟
أنهيت كلامى و انا ارفع حاجبى وانظر لريكاردو بشك .

ليقول ريكاردو بنفاذ صبر ..
: لقد علمنا ان الفتاة التى قُتلت لها علاقة بإبن السيد ميخائيل وانها قدمت بلاغ قبل الحادث بثلاث اسابيع ان فرانسيس ابن السيد ميخائيل تعدى عليها ضرباً و لقد كانت حبيبته السابقة وغير الادلة التى وجدت بشقتها
.
وقبل ان انطق بأى شئ اكمل ريكاردو قائلاً ..
: لا تحاولى الرفض لقد امرنى الرئيس بإقناعك مهما كلف الأمر .

«Seventh hell»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن