Part "8"

54 3 3
                                    

«نقطة الصفر»

-تستمر بالهَرب لأنك مُشمئز من هذا العالم ، تهرُب فى كِتاب او فيلم او أُغنية او فى النوم ، تهرُب لأقصى الحدود المتاحة ثم يصفعك الواقع أنك لازلت مكانك .
                                                      : مجهول .
                       ____________

: نقف الان أمام المبنى الذى تم إرتكاب الجريمة الشنيعة التى حدثت منذ قليل به ، حيث تم إطلاق النار على سيدة مُسنة بمنتصف العقد السادس ثلاث رصاصات متفرقة ، و الان يتم التحقيق و تجميع الأدلة و لكن يمنع الدخول إلى مسرح الجريمة و سنُتابع معكم سيداتى و سادتى أخر التحديثات .

اغلق ريكاردو التلفاز بينما يفرك برفق ما بين حاجبيه ، فالتفكير و القلق سيأكلوا عقله حتماً ، فإعتدل بجلسته على ذلك الكرسى الحديدى المغطى بجلدٍ أسود ثم جلس يتأمل اكاليا التى كانت تنام على سرير المستشفى بهدوء .

حيثُ كانت لا تزال فاقدة لوعيها و يحتضن كف يدها اليسرى موصل للمحلول المغذى الذى أصبح على وشك الإنتهاء ، اما ريكاردو يحتضن كف يدها الأخر بيده اليمنى و يتكئ بذقنه على كف يده الأيسر منتظراً إستيقاظ اكاليا من غفوتها التى لن تدوم طويلاً و قد كان بداخله يدعى بألا يعودوا إلى نقطة الصفر مرة أخرى . 

••••••••••••

كان يمشى ذهاباً و إياباً بغرفة المعيشة الخاصة بتلك الشقة الصغيرة ، بينما يُدخن سجائره بشراهة منذ ساعة تقريباً عندما علم بنقل صغيرتُه إلى المشفى ، و لأول مرة منذ سبع سنوات يأكل الندم دواخله من جديد !

قطع عليه تفكيره اللامتناهى صوت الطرق على الباب ، فذهب مسرعاً بخطواتٍ غاضبة لفتحه .

و ما إن فتحه حتى لكَم الطارق على وجهه بقوة جعلته يفقد إحدى أسنانه الجانبية ، و قد اصابه الدوار من تلك الضربة المتوقعة بالمرة فترنح بوقفته وكان على وشك السقوط لولا يد الاخر القوية التى كان يمسكه بها من مُقدمة قميصه مثبتاً إياه بموضعه .

ثم سحبه للداخل بينما أغلق الباب بقدمه ، فقال الاخر بفمٍ ينزف و آلم من تلك اللكمة ..
: لقد نفذتُ الأمر بالفعل فى مِيعادُه ما ذنبى الان يا زعيم !

إبتسم الاخر بجانبية بينما يمرر لسانه على أسنانه الأمامية البيضاء ، ثم تغيرت معالم وجهه لأخرى أكثر حدة و ظلمة و لكَم الأخر مرة أخرى لتخِر قواه و سقط أرضاً من قوة الضربة ، ثم نطق زعيمه بنبرةٍ قوية غاضبة ..
: اُصمت ايها اللعين ، اللعنة عليك و على تلك الحقيرة التى تأخرت بالمعلومات عنى سأقتل كلاكما أقسم .

ثم اقترب من ذلك المُلقى على الأرض بخطاً ثقيلة و هادئة بينما يرفع اكمام قميصه إلى مرفقيه ، ليجلس امامه مقرفصاً ثم امسكه من شعره رافعاً رأسه لتصبح فى مرمى عينيه المظلمة ، لينطق بنبرة حادة يمكنك إستشعار التهديد فيها ..
: ستفعل ما سأخبرك إياه بالحرف الواحد و إلا ستلتقى بعائلتُك اللطيفة فى الجحيم .

«Seventh hell»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن