Part "7"

77 3 6
                                    

«عقابك الفقدان»

- أخبروا الأشياء المتأخرة أن قدومها لم يعد مرحباً به فقد فات الأوان و أن مجيئها الان بعد إنطفاء الشغف لن يجعلنى التفت مهما بلغت من جمال ، فللإنتظار المفرط دائماً ضريبة .
                                            : احمد خالد توفيق .

                      ••••••••••••••••

- إستيقظت خديجة بنشاط غير معتاد منها ، حيث الإبتسامة تشق وجهها البشوش ؛ فاليوم ستتدرب بالمستشفى و هى لا تصدق ذلك إلى الان ، فأن يتحقق حلمك بعد طُول إنتظار شعور لا يمكن وصفه فى بضع كلمات لتكتب ، إنه شعور يجب أن تجربه بنفسك لتعلم ما الذى اتحدث عنه .

انهت خديجة روتينها اليومى من تجهيز نفسها و من فرضها اليومى و لا تزال تلك الإبتسامة على وجهها الراضى ، فعلاقتك بربك هى أول خطواتك للنجاح بالدنيا و الأخرة ، فلا تنتظر نجاح او راحة بحياتك و انت تغضب من يدبر لك بالفعل حياتك هذه .

كانت قد إرتدت خديجة فستان قماشى فضفاض بلون السماء و خمارها الذى يسترها من شعرها إلى نهاية جذعها العلوى و قد كان باللون الأبيض ، لقد كانت خاطفة للأنفاس فحتى خمارها و ملابسها لم تنقص من جمالها شيئا بل زادها جمالاً و تميزاً بين الأخرين .
لتنظر خديجة لنفسها بالمرآة برضى عن نفسها ، ثم أخبرت نفسها انه سيكون يوماً رائع فهى تشعر بالتفاؤل حقاً .

لتلتقط بعدها حقيبتها البيضاء الصغيرة و قد كانت واضعة بها هاتفها و إحتياجتها ، ثم ركبت سيارة أجرة لتوصلها إلى وجهتها بعدما إطمئنت على الجدة و جهزت لها فطورها .

•••••••••••••

دخل الممرض ليجد الأخر يستلقى على ظهره بينما يضع يده اليسرى خلف رقبته و يده اليمنى يمسك بها أحد الكتب الفلسفية خاصته واضعاً إياها أمام ناظريه .

ليقطع عليه لحظاته الهادئة صوت الممرض المزعج ناطقاً بملل ..
: اليخاندرو لديك زيارة .

ليعقد اليخاندرو حاجبيه بضيق فمن غيره جاء ليعكر عليه حياته المعكرة بالفعل ؟

ليضع كتابه جانباً ثم نهض من على سريره ذو الفراش الأبيض ، واضعاً يديه بجيوب بنطاله كالعادة ، ثم مشى أمام الممرض ببرود .
مما زاد من حنق الأخر عليه متوعداً له بتزويد شدة جلسات الكهرباء حتى يجن حقاً و يكسر كبرياؤه ذاك .

ليصل اليخاندرو إلى غرفة مدير المستشفى ، لينظر إلى الباب لبضع لحظات قبل أن يفتحه دون إستئذان .

ليجد كابوسه يجلس مع المدير مقابلاً إياه بينما يضحك بصوت عالى جعله يتمنى ان يفقد حاسة السمع قبل ان يسمعه ، فلقد كانت بالنسبة له ضحكة مقززة تمنى إختفاء صاحبها من على وجه الأرض ، و لكن ما باليد حيلة فلا أحد يصدقه .

«Seventh hell»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن