Part "12"

27 2 0
                                    

«بداية النهاية»

- المثير للدهشة أن تكون فلسفتك حزينة ووجهك بشوش ، وتحب الصباح ولا يفوتك سهر الليل ، قلبك يغلي وأفعالك باردة .

: دوستويفسكى .

___________________

كان يسير بخطواتٍ متهملة بينما يضع يده اليُمنى بجيب بنطاله الأسود و يده اليُسرى تحتضن يد حقيبة ظهره السوداء ، يتأمل كل إنشٍ بأعين لامبالالية بتلك المدينة التى تملؤها الضوضاء الغير محببة له .

ليقطع عليه شروده صوت سائق السيارة التى تسير خلفه ببطئ ، ليفسح له الطريق بملل متجاهلاً تلك الشتائم البذيئة التى تُصدر من فمه الكريه ، ثم مضى إلى أحد الأزقة ليقع بصره فيها على مبنى سكنى كان هو وجهته .

ليدخل إلى ذلك المبنى المتهالك صاعداً على تلك الدرجات الخشبية التى تصدر أصواتاً مزعجة حتى وصل إلى الطابق الثانى ، ليطرق على ذلك الباب الخشبى بطرقاتٍ متفاوتة ، حتى فتح الباب ببطئ ليظهر منه رأس رجل كبير بالسن يرتدى نظارة طبية ، ليمعن النظر قليلاً ليعرف هوية الطارق ثم أدراك أنه .. أليخاندرو !

••••••••••••••

فتحت أكاليا أعينها العسلية التى سرقت لونها من أشعة الشمس التى داعبت جفونها للتو ، لتشعر بشئ ثقيل فوق خصرها و لم تكن سوى يد ريكاردو التى تحيط خصرها بقوة و كأنها ستفر منه للأبد .

لتقلب عينيها بملل ، فلقد كانت تنام على الأريكة بعد شجارها معه بالأمس ، فلقد رفض النوم على الأريكة فقررت ان تجارى عقله الطفولى و تنام هى عليها فكيف جاءت إلى جانبه الأن ؟

لتبعد اكاليا يد ريكاردو ببطئ حتى لا يستيقظ و لكنها شعرت بتصلب يده فوق خصرها لتعرف انه قد استيقظ ، لتقول له بهدوء ..
: أبعد يدك القذرة عنى أيها الوغد المنحرف .

ليدفن ريكاردو وجهه بعنقها الذى يغطيه شعرها الناعم ثم قال بصوتٍ متحشرج ..
: صباح الخير لك أيضاً إكليلتى .

ثم نهض ليجلس فوق السرير بينما يعبث بشعره و يدور بأعينه فى الغرفة بحثاً عن الساعة ليجدها الثانية عشر ظهراً ، تباً الرحلة فى الثانية لم يجهز اى شئ تقريباً !

ليقفز ريكاردو من فوق السرير بينما يهرول يميناً و يساراً ليجمع مقتنياته و يبحث عن سترته ، بينما أكاليا تجلس مستندة على ظهر السرير و تناظره بأعين مستمتعة ، لتقرر أخيراً الحديث عندما وجدته يرتدى حذاءه ، قائلة بهدوء ..
: لقد جهزت كل شئ أيها الأحمق المتأخر دائماً .

ليتوقف ريكاردو عن إرتداء حذائه متسائلاً بإستغراب ..
: ماذا كيف و متى ؟

لتنهض أكاليا بينما تمدد جسدها بكسل ، ثم إرتدت خفها المنزلى متوجهة ناحية الباب لتفتحه ، و لكن قبل خروجها من الغرفة أجابته ببرود ..
: ببساطة لأننى أكاليا التى تجيد كل شئ .

«Seventh hell»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن