Part "10"

79 3 0
                                    

«إنتِحارٌ مِن الماضِى»

- ماذا لو نسى العصفور كيف يطير ؟

___________________

: أريد أن نغير موعد التسليم او أن نُلغِيه .
انهى ڤيتوريو جُملتُه و هو يُدخِن إحدى سجائره التى لا تفارق أنامله الطويلة المزينة بالخواتم الفضية غريبة الشكل .

ليُجِيبه الطرف الاخر بهدوء ..
: بُنى لا نستطيع لقد وضعت البضائع بالباخرة الكبيرة الراسية على الميناء و ستدخُل بالموعِد المحدد .

إعتدل ڤيتوريو بجلسته حيث فتح قدميه على وسعهما سانداً بمرفقيه عليهما بينما يرفع يده اليمنى إلى أذنه الممسكة بالهاتف .
هو لا يريد أن تأتى البضائع بوقتها المحدد لأنه عرف ان اكاليا ستحضُر إلى صقلية تحديداً باليرمو و هذا لا يريحه البتة ، حيث سيتم تسليم البضائع أثناء المزاد الذى سيقام هناك .

إستفاق ڤيتوريو على صوت الاخر الذى أعاده للواقع ، لينطق بنبرة ثقيلة بينما يعقد حاجباه بخفة ..
: لِيكُن ، ولكن شدّ الحراسة و تابع أمور تنظيم المزاد و الحفلة التابعة له و أريد ان أعلم من يدخل لهُ و من لا يدخل أفهمت ؟

ليرد عليه الاخر بطاعة ..
: كما تريد بُنى ، ولكن متى ستعود ؟

ليقول ڤيتوريو و هو ينفُس دُخان سيجارتُه ..
: اليوم ، موعد الطائرة بعد ساعتين بالفعل .

ليسأله الرجل الذى يدعى "إيزيكل" بهدوء ..
: ماذا فعلت بأمر تلك الفتاة التى حدثتنى عنها ؟

اطفأ ڤيتوريو سيجارته بمطفئة السجائر ، ثم مسح على وجهه ليجيب بنبرة هادئة ..
: لا أعلم ايها العجوز الأمر معقد ، إن فتاتى رأسها أصلب من الحجر .

ليضحك إيزيكل بخفة ثم أردف قائلاً ..
: لا بأس ربما ذات يوم تعود المياه لمجاريها ، سنتحدث أكثر عن الأمر عندما تعود .

همهم له ڤيتوريو بهدوء ثم اقفل الإتصال بعد ان قام العجوز بتوديعه ، هو حقاً تائه لا يعلم ماذا يفعل لها ، و لماذا هو بالأصل يُعاقب على أخطاء غيره !

رمى ڤيتوريو هاتفه على الطاولة الموضوعة بجانب السرير الذى يجلس عليه ، ثم إستلقى عليه بإرهاق واضح على ملامح وجهه ، هو يعلم بالفعل نهاية هذا الطريق الذى يسلكه فهل من الممكن ان يتم تغير مصير هذه المسرحية التى يُكمل بها ؟

•••••••••••••••••••

انهى ريكاردو إعداد الطعام ثم توجه لأعلى حيث غرفة اكاليا ليطرق الباب ثلاث مرات ولكن ما من إجابة ، لذا فتح الباب و دخل ليجدها متكورة على نفسها لا يظهر منها سوى نصف وجهها العلوى بسبب الغطاء الذى تُدثِر نفسها به .

فإقترب ريكاردو من سريرها ليستلقى خلفها بهدوء ثم امسكها من خصرها ليُقربها إليه فأصبح ظهرها ملتسقاً بصدره الصُلب .

«Seventh hell»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن