Part "5"

74 5 1
                                    

«عقاب منتظر»

أوقف ريكاردو سيارته امام المقابر ، ليترجل منها و كذلك اكاليا التى تتبع خطواته بصمت .

ليتوقف ريكاردو أمام رجل كبير بالسن يقف هنا منذ زمن طويل حتى أصبح كل من يأتون لزيارة موتاهم يعرفونه ، ليشترى منه أزهار عباد الشمس التى كانت تعشقها امه و كذلك أبيه ، ليلاحظ أنظار اكاليا المتركزة على أزهار التوليب الزرقاء ، ليبتسم بخفة ثم قال..
: بالتأكيد لن نشترى توليب من متجر بالمقابر !

لتؤمى له اكاليا بخفة ، ثم أكمل الإثنين سيرهم إلى ان وقفوا امام قبرين لوالدى ريكاردو ، الذى زفر بعمق لعل الهواء الخارج من رئتيه يخفف من ذلك الثقل الذى يتمركز بصدره !

لتلاحظ اكاليا انه فقط يحاول عدم البكاء بينما يجلس على ركبتيه بلا حراك ، لتقول له بمواسأة ..
: سيكونان بالجنة و لن يسعدوا لحزن إبنهم الوحيد ، وأقسم لك انى سأعمل إلى ان أخذ حقوقهم و الان سأتركك قليلا معهم وسأنتظرك بالسيارة .

انهت اكاليا حديثها بهدوء ثم همت بالرحيل إلى ان اقفتها كف ريكاردو الدافئة التى إحتضنت كفها ، لتنظر له اكاليا بتساؤل ، ليكتفى فقط بقول ..
: شكراً لك ..شكراً على كل شئ و لأنك لم تتخلى عنى .

لتكتفى فقط اكاليا بالإبتسام و التمليس على كف يده برقة ، ليترك ريكاردو يدها لتذهب الأخرى للجلوس بالسيارة منتظرة إنتهائه من زيارته .

••••••••••••••••••••••••

كنت أشعر بذاك الثقل الذى لم يختفى منذ سنوات أشعر به يزداد اليوم ، ربما لأنها ذكرى ذلك الحدث الذى قضى على ؟
بعد أن شكرت اكاليا لانها تستحق ذلك و أكثر ، تنهدت للمرة التى لا أذكر عددها لأقول بعدها بصوت مهزوز..
: أشتقت لكما ، أشتقت لأحاديث أمى و تشجيعها لى طوال الوقت و عندما تأتى لإيقاظى و لطعامها اللذيذ ولإبتسامتها الدافئة لحبها اللانهائى ، ولك كذلك أبى لنكاتك السخيفة و مقالبك الدائمة فى أمى أشتقت عندما تخبرنى انى أملك بالحياة و انك تثق بقدراتى اشتقت لكما ، سوف أعود لزيارتكما مرة أخرى فى القريب العاجل ، لأن الان فتاتى فى إنتظارى ، لنجعله سرآ بيننا ربما اعود فى المرة القادمة و انا اخبركم ان زوجتى الصغيرة بإنتظارى .

أنهى ريكاردو حديثه بضحكة خفيفة ، ثم بعدها نهض من على الأرض لينظف ملابسه التى تناثرت عليها حبات التراب ، ثم وزع الزهور التى إشتراها لوالديه و تقدم من شواهد قبريهما ليقبلها بخفة و انهى زيارته لهما بتوديعهما بإبتسامة حزينة بعض الشئ .

•••••••••••••••••••••••

توجه ريكاردو إلى سيارته ليجد اكاليا لا تجلس بها ، لينظر حول السيارة بقلق و لكنه لم يلمح لها اى أثر .
فتوجه فوراً إلى بائع الزهور الذى كان يقف محنى الظهر يسقى ورداته الملونة ، ليسأله ريكاردو و القلق يسيطر على ملامحه ..
: معذرة سيدى الم ترى الفتاة التى كانت معى أين ذهبت ؟

«Seventh hell»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن