Part "11"

62 4 2
                                    

«حرية؟»

- هل ستُحِبنى إن كُنت لا أملك شئ سوى روحى المُرهقة و أغنية ؟

________________

: سيدى لدى أخبار سيئة تخُص قضية ابنتُك .

نهض الاخر بفزع من على تلك الأريكة ذات اللون النبيذى ، ليُجيب على مُساعِدته التى كانت تتولى أمر تتبُع تحديثات القضية قائلاً ..
: ماذا ما الذى حدث !

لتنطق الاخرى بتوتر فهى تحفظ تصرفات سيدها عن ظهر قلب و تعلم أن الامر لن يمر بسهولة إطلاقاً ..
: لقد تخلت المحققة عن ملف القضية ، حتى لم توافق على إجراء مقابلة شخصية معى لإقناعها بالأمر .

لتمر لحظات صمت لا يُسمع بها سوى صوت أنفاس الاخر الحادة و التى علمت منها مُساعِدته أنه الان بإحدى نوبات غضبه ، وقبل ان تنطق بحرفٍ أخر أغلق خط الإتصال بوجهها .

ثم إستدار ليرمى بهاتفه على الأرض لتتناثر اجزاءه بكل مكان و بعدها قام بتحطيم تلك الرفوف الخشبية التى تحتوى على تُحف فنية غايةً بالجمال و الدقة و تفاصيلها التى تجعلك تدرك مدى إرتفاع قيمتها المادية .

ليتوقف فجأةٌ مكانه ثم توجه بظهرٍ مَحنى إلى الاريكة مرة أخرى ليرمى عليها ثقل جسده ، ليسمع طرقات منظمة على باب غرفة المعيشة ليسمح للطارق بالدخول كونِه يعرف ماهيتُه ، ليدلف شخص طويل القامة قوى البنية ذو ملابس سوداء بالكامل و الذى يتضح من خلال بنيته و ملابسه أنه حارسه الشخصى .

ليمرر الحارس بصره على تلك الفوضى التى أحدثها سيده ثم أعاد نظراته الهادئة لذلك الذى يجلس أمامه بإستسلام بينما يستند بمرفقيه على ركبتيه منحنى الرأس ، لينطق الحارس بنبرة ثابتة ..
: ما الذى حدث سيدى ليجعلك تخرج عن طورك ؟

ليرفع الاخر رأسه بينما يميلها قليلاً و على وجهه إبتسامة ساخرة ثم أجاب ببساطة ..
: تلك الحقيرة لقد تجرأت على رفض قضية إبنتى !

ليصدم الحارس و لكنه إستطاع إخفاء ذلك ببراعة خلف تعابير وجهه الجامدة ، و قبل أن يضيف حرفاً يواسى به الاخر ، نطق سيده بنبرة مهزوزة ..
: كيف تجرأت على ذلك ! ، كيف أمكانها ترك حق ملاكى البرئ يذهب مع مَهب الرياح ! ، لقد تركت إبنة اللقيطة الاخرى حرة و إبنتى ذهبت إلى خالقها دون أى ذنبٍ يذكر .

ثم نهض من على الاريكة التى شهدت مع الحارس على إنهيار سيدهم بتلك الطريقة البائسة لأول مرة بحياته .
ليعدل أزرار سترة بذلته السوداء ثم قال بنبرة هادئة ..
: سأجعل بنت السافلة تلحق بإبنتى لتستطيع أخذ حقها منها بالأخرة ، أما تلك المحققة اللعينة لن أتركها تنعم بلحظاتٍ مُسالمة فى حياتها اللعينة ...ستكون نهايتها على كفاى .

انهى كلامه و هو يطرق بجذمته الجلدية اللامعة على تلك الأرضية الخشبية تاركاً الغرفة و المنزل بأكمله ،
بينما الحارس المسكين يقف متعجباً من تقلُب مزاج سيده السريع ، ثم نظر خلفه تحديداً إلى تلك الفوضى العارمة و الغالية ايضاً ، فتنهد بقلة حيلة ثم إستدعى إحدى الخادمات لتنظف الغرفة .

«Seventh hell»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن