الفصل الثانى : "ما لم يكن متوقَع"

57 16 3
                                    

تنظر الأم إلى رأس ابنتها بعد أن مر ست سنوات على ولادتها ولم تجد برأسها شعرة وتتفاجأ الأم وتقول فى نفسها : لقد فرحت أن الله أنعم علىّ ببنت جميلة كى أختار لها فستان وأمشط شعرها بالفرشاة وأساعدها فى أختيار وسنة للشعر فالبنات يُعرفن بأنوثتهن وجمالهم ، فأين شعر ابنتى الصغيرة ، وتمر الأيام سنة ، سنتين ، ثلاثة بل عشر سنوات والبنت على حالتها لم ينمُ فى رأسها شعرة واحدة ، فيتعجب ويستنكر الوالدان من الموقف حتى أنجبا أخت لها وبدأت تكبر أختها ولكن لم تعانى نفس معاناة الأخرى فقد كان لديها شعر فى رأسها وتمر الأيام ويستنكر الوالدان من ابنتهما الصغيرة ويقول الوالدان فى نفسهما : ما سبب صلعها ، لماذا ليس لديها شعر؟! نحن نراها قبيحة ! من سيقبل بواحدة مثلها ، من سيتزوج واحدة ليس لديها شعر ويقبل بها !
اختها الصغيرة أجمل وأكنل منها شكلاً ، وكانت البنت تسمع هذا الكلام وتشعر كما لو أن سهماً جرح غلاف قلبها وأخترقه فقد كانت (روضة) جميلة الأخلاق ، تبر بوالديها وكانت تطيعهما ولا تسمع أمر منهما إلا تنفذه حباً فيهما وهما كانا يستنكران منها لشكلها وشبت (روضة) على نفس الحالة زرقاء العيون وردية الشفاه ، صلعاء الرأس ، ملامحها جذابة جداً ولكن بدون شعر ولازال الجميع فى المنزل يستحقرونها وشبت أختها الصغيرة على إستحقارها ، كانت (روضة) تشعر أنها وحيدة فيهرب الأصدقاء ، الأهل ، الجيران ، والجميع منها لأنهم يرون أنها ناقصة غير مكتملة فكيف لبنت أن تكون بدون شعر فى رأسها من سينظر لها ومن سيعجب بفتاة مثلها ناقصة المظهر

"فلا يعلمون أن نقص إنسان ما فى شكله قد يكون إكتمال آخر فى مضمونه أو صفاته " (يتبع) .......

"صلعاء المدينة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن