أضواء كاللؤلؤ تملأ المدينة وشجرة الكريسماس وشخص يرتدى (سانتا) يوزع الهدايا على صغار المدينة ، الجميع فرحين عدا (روضة) بقيت فى المنزل تبكى بكاءً شديداً حتى كادت دموعها تملأ يديها وتنفذ من بينهما كقطرات ماء السماء فى يوم عاصف . يحتفل الأم والأب والأخت وهى وحدها فى المنزل . جلست (روضة) وهى تقول فى نفسها : لماذا يحدث معى كل هذا فأنا لم أعامل أحد بشكل سئ فأنا أبرُ بوالديّ وأعطف على الفقير وألعب مع الأطفال وأمزاحهم فلماذا ، لماذا خُلقت هكذا ولماذا لا أحد يتقبلنى فبالرغم من عدم وجود شعر برأسى لكننى جميلة الملامح ، يهرب الجميع منى ، أنا لست قبيحة ، أنا لست قبيحة ... ، ووجدت أن البكاء لا فائدة فيه وأحاديث النفس لا جدوى منها ، فالواقع سيظل واقع لن يتغير شىء ونظفت المنزل وطبخت الطعام حتى عاد الجميع للمنزل . أخذت الأم تحكى عن جمال الأمير وعن خطيبته والملك وكرمه وعن مغادرتهم التى انتهت بشىء لطيف وهو توزيع هدايا ثمينة الثمن على الجميع . تسمع (روضة) ما قالته والدتها فى حزن وتتمنى لو أنها حضرت وقد منعها والديها من الهدايا ، فقالت الوالدة لها : أنت لست بإنسانة ذات قيمة حتى نهاديكِ بما هو أكثر قيمة منك وتضحك بسخرية .
تلعن (روضة) حظها وتتمنى الموت لوجود أم وأب بهذه القسوة ، كيف لأم أن تكون قاسية لهذه الدرجة وكيف تستنكر ابنتها لمجرد عدم وجود شعر فى رأسها ، وفى إحدى الليالى الهادئة فى وقت ساحر ليلاً خرجت (روضة) من المنزل تمشى بهدوء فرحة بنسيم الهواء والأجواء العطرة فى المدينة حتى اقتربت من حديقة تشبه الريف أخذت تنظر لورود الحديقة وتقول فى نفسها لماذا لم أُخلق جميلة مثل هذى الورود فهى أجمل منى وأكثر اكتمالاً منى ، ويا ليت لدى أشخاص تتقبلنى مثل ما أنا وترعانى مثل ما يرعى الساقى الورود لتظل حية فالمحب يعتنى والمعجب يقطف ، فالمحب ساقى يعطى الحياة أما المعجب أو العابر قاطف ينزع الحياة ، ومشيت (روضة) بعد أن قالت كلامها وغادرت الحديقة وما أن مشيت حتى تعثرت فى شىء أثناء سيرها فى الطريق.
(يتبع) ....
أنت تقرأ
"صلعاء المدينة "
Genel Kurguعن فتاة تعرضت لعيب خُلقى والجميع كان يهرب من التعامل معها إلى أن صادقت ماسة فى طريقها كانت هذه الماسة سبب فى تغيير حياتها ...