٣٢-|ربما لم تتواجد البداية قط!|

210 38 25
                                    

في جلسة مَغمورة بالدفء والهدوء وراحة البال -على غير العادة!- يجلس ذلك الشاب وَضح المُحيَّا مع زوجتُه الغانِيَة يتناقشون وربما يجدر بنا أن نقترب من مكان جلوسهم؛ لإيضاح الموقف وتعديل اللفظ وقول يتعاركون! يتنازعُون ربما؟
"ماذا تقصد بأنكَ سوف تُغادر البلاد للعمل؟
وماذا عني؟ ماذا بشأننا نحن؟"
تنفسّ بعصبية شديدة ثم ألتقت أنفاسُه واحدة تلو الآخرى وكأنهُ في مارثون!
"لا أعلم يا عائشة! كل ما حضر في ذهني عندما أخبرني الشيخ أبي عبيدة بالعمل أنها فرصة عمل جيدة! لم أفكر جيدًا وقتئذ!"
صراخ شديد كان سببًا في مُغادرة الطيور عِشُها  وإصابتُه بالصرع كان بالرد المناسب!
"ماذا تقصد بهذا الهُراء؟"

تحدث بذُهُول جليّ:
" أكملي يا خديچة لما أوقفتِ قراءة؟ "
نظرت له المعنيّة بالحديث بغرابة ظهرت في إنطفاء أعيُنها:
"إنتهت مذكرات جدتنا يا نائل! أين التكملة؟
لماذا لم تسرِد باقي قصتهم!"

"مهلًا ماذا تقصدين! من أين سنعرف بقية القصة وأبطالها في القبر الآن! ثم ماذا يعني هذا يا خديچة؟ هل جدي مؤمن غادر البلاد بعد زواجُه بجدتنا عائشة وتركها!"
قذفت بالمذكرات أرضًا وببؤس قُذِف من فمها هرتلت:
"لا أعلم يا نائل ربما غادروا البلاد معًا فمِن أين أتَينَا نحن إن إبتعدوا هُم! 
يالَـ حظي التعيس كنت أتحرى شوقًا لأعلم ما  هو السِر في العُلّية!"
لمعت أَعيُن الآخر وكأنه سَيجِد أسباب إنثقاب طبقة الأوزون مثلًا:
"ربما يَجدُر بنا أن نبحث بأنفسنا مثلًا!"
ربما لن يستطيع إيجاد الأسباب بالفعل؛ لأنه يبحث في علم الفَلك والفيزياء!
"أين نبحث يا نائل وفي ماذا! هل جُننت إن أجدادنا قد أَكل القبر عِظامِهُم وصاروا أَكلةَ شيطانٍ! وأباءنا قد لحقوا بهم! أين سنبحث يا ترى!"
ربما لم يكن يجدر بكَ يا نائل أن تتحمس فأنتَ شُعلة من نار وجِواركَ تسونامي قد يُرديك قتيلًا بأيّ لحظة!

——————————————————
احمم من غير زعيق بس!
خلينا نتفاهم بكل تحضر وهدوء تمام؟ 😭

رسائل لِـقلب أحببتُه «مكتملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن