٢٢-|لا يُفسَّر|

220 47 8
                                    

دموع متراكمة داخل جفونها وبعضها متساقط عشوائيًا على وجهها، غصة تتملكها وتمنعها من إبتلاع لُعابها وأخذ أنفاسها بشكل جيد، قلبها يرتعش قبل أصابع يداها، الحزن في أوجٍ حالاتهُ، يستحوذ على عقلها فكرة واحدة، مغادرة البلاد والعالم وقبل كل شيء مغادرة نفسها!
تتمنى في تِلك اللحظة لو تغادرها أنفاسها فتُرديها فاقدة الأنفاس، الشعور وربما بعض الحزن!
ربما عندها ينتهي الألم وتتوقف الذكريات عن الولوج لعقلها وجعله يستحضر أفكاره المُعتادة "بِما ينفع وجودي؟" "ما أهميتي لِمَن حولي أو على الأقل ما أهميتي لنفسي!"
خطان دموع سقطا تناغمًا مع حركة يد أمام عينيها تمنعها من إستكمال فقرتها لجلد الذات!

"ما بالها أميرتي حزينة؟ بل وتُرهق نفسها في البكاء أيضًا؟"
نظرت له بأعين تدمع ولم تُعلق بما يُرضي فضولهُ!

"حسنًا لا تحتاجين حديث ربما عناق يكفي!"

  ودون أن تعطيهُ وقت ليُكمل حديثهُ أرتمت بين أحضانه تكمل وصلة حزنها؛ ولكن بين ذراعيه.
أخذ يُربت على رأسها بتناغم وهو يُهدهِدُها بكلمات تارة تشجيعية وتارة مواسية.
بداخلها تعلم أنها ذات أهمية كبيرة وتأثير فَعال على من حولها ولكن هناك نُقطة سوداء بداخلها تدفعها دائمًا نحو الهاوية، وتخبرها بإستمرار أنها عديمة النفع والتأثير بل وأن وجودها من عدمهُ لا يلاحظهُ الناس!
حتى ولو كانت هي كعائشة تَعلم في قرار نفسها أهميتها ولكن يحتاج المرء دائمًا لمن يخبره أنه
جيد كِفَاية، ومفيد للحد الذي لا يتصوره أحد، وأنه نفسه كافي دون الحاجة لبديل.

"أبي لِمَ ولدتني؟!"
"أخيرًا تحدثت!" هذا ما تحدث به بداخله ولكن عندما أدرك ما قالتهُ تمنى لو لم تنطق أبدًا!

أخذ أنفاسه بتروي وهو يتمنى بداخله لو تكون تلك المحادثة بداية تَرميم علاقتهم، تنهيدة حزينة خرجت منه ثم تحدث:
"عزيزة أبيها عَائِشة
لطالما تمنيت منذ الصغر أن يكن ليَّ فتاة أُلاعبها وتُلاعبني، تنقطع أنفاسي من الضَحك معها والركض خلفها، أحملها فتتدلل عليَّ، أغضب منها فبرقتها وعيونها أخلف وعدي مع ذاتي بالمكوث غاضبًا!
أن تكون قرة عيني وأن أحميها من قسوة الحياة ومتاعبها، أن أَبعدُ عنها أطلال الحزن وتوابعهُ، أن تظل في كنفي وأمام أعيني وبين أحضاني طوال العمر!
أن أتفنن في مساعدتها لرسم مستقبلها وقبل كل ذلك أُشبعها من الحب ما يكفي؛ كيلا تسأل يومًا سؤال مشابهًا لما طرحته الآن، وأيضًا كيلا تُعاتبني على مجيئها للحياة!
ولكنَّي أظن أنني خلفت بوعدي مع نفسي ولم أُشبعكِ حبًا واِهتمامًا!"

——————————————————
البارت كان مكتوب بدموعي بجد!

شباب اللي مش فاهم اي حاجه في القصة أو في اي حدث غامض او شايفين اني موضحتوش قولولي.💙💙

رسائل لِـقلب أحببتُه «مكتملة»حيث تعيش القصص. اكتشف الآن