عَلى حافَّة ذاكَ السور الخاص بالبِناية المُرتفِعة ، أجلِس
تتمَددُ قدمَاي تِجاه الشارِع ، وَ عينَاي مُعلقتَان صَوبه
أنَّاسٌ صِغار ، كَالنمل ، يَرُوحُون وَ يَجِيئون ، كُلٌّ يحوي كَونه وَ عَالَمه الخَاص ، دَاخِل جمجُمته
أنسَامُ آذَار البارِدة تتحركُ يمينًا وَ يسارًا مُحاوِلةً التَربيتَ عَلى فؤادِي
لَيست بارِدةً لهذَا الحدِّ ، إذ أنَّ الربيعَ بالفعل أوشكَ
رَبيعٌ تِلو رَبيعٍ وَ أنَا رُوحِي مُثلَجةٌ
و مَع هواءِ المَسا ، أرَى أضواءَ المَدينة تتلألأُ
أَم أنَّها مِياه مِحجرِي وَ لَيست الأضواء؟
النجُوم بالأفقِ الحالِك شاركَتها بالبَريق
وَ وَحدِي وَسطَ هَذا الضيِّ كُنتُ مُعتِمًا
أنَا و السمَاءُ استكَانت دَياجِيرٌ بِدواخِلنا
لَكِن ، حَتى هِي امتلكَت أنُجمًا ، و أقمَارًا تُضيئ لَها
وَحدِي مَن كَانَ منطفئًا ، وَسطَ احتفالاتِ الكَون
وَ وَحدِي مَن غَمره الصدأ بَين هَاته الألوانِ
وَحدي مَن كَان تَعِيسًا ، فِي عالَم السُعداءِ ذَاك
الذِي لَم وَ لَن أنتمِي لَه .-
مَساءُ لَيلةٍ بارِدة
عَلى سطحِ مَنزلكِ ، نَقف
أنَا ، وَ أنتِ ، وَ تِلك السمَاءُ النجميَّة
هاتِه الليلة ، ترصعَت بأنجُمها أكثَر مِن أيِّ يومٍ مَضى
و كَان القمرُ بدرًا ، لِينعكِس ضَيُّه عَلى خُصلاتِك المُشابهة فِي اللونِ
ابنةُ القَمرِ أنتِ ، أضفتِ فَوقَ الحُسن حُسنًا
آهٍ مِنها مُفرداتُ الجَمالِ أمامكِ تعجَزُ
وَ آهٍ لقلبِي كَم بَات مُرهفًاهُدوءٌ بَينَنا بَينمَا نَحتسِي القهوَة التِي تُحبِّين ، وَ التِي لَا أعلَم لِمَا أشرَبُها رَغمَ كُرهِي لَها
ليقطعُه الصوتُ الحُلو الذِي لَا ينتمِي إلَّا لكِ :" أردتُ أَن أشكُرك ، تَعلَم الروَاية ، أصدرتُها و نالَت إعجابًا كَبيرًا ، كُله بِفضلك . "
" إِن أردتِ شُكرِي ؛ فَطريقةٌ وَاحِدة لَا أقبَل بِسواهَا الامتِنان ... قُبلَة . "
تنقطِع ضِحكاتِي بالتدرِيج وَ يبدُو أنَّ مزحَتِي لَم تَكُن مُضحكةً ، فإذ أنَّكِ تُحدقين فِي دُون أَن تنبسِي ببنتِ شفة
" آسف كُنتُ أمزحـ ... "
تصنَّمتُ بِمكانِي فَارِجًا أحدَاقِي عَن آخرها
لأننِي وَ بِحقِ السمَاواتِ السَبع ، لَم أتوَقع شِفاهَكِ التِي حَطَّت عَلى خَاصَتِي
بدَأتُ باستِيعابِ الوَضعِ عِندمَا شَعرتُ بالمَسافة بَيننَا بَدأت تتسِع لأعَاوِد غَلقها مُجددًا مُغمضًا عَينَيَّ مُستشعِرًا جُل المشاعِر التِي تناقلناهَا خِلال قُبلتِنا
لَم يكُن اتصالًا بَين شفتَينَا ، بَل كَانتَ أرواحُنا هِي مَن تلاحَمتدَقيقةٌ لِيبتعِد كِلانَا مُحدقِّين بِبعضنا
أنفاسِي تثاقَلت مِمَا أنَا مُوشِكٌ عَلى قَولِه
وَ دُونًا عَن رَغبتِي ، هذِه حُروفِي تَنساب" Je t'aime , mon étoile "
" Je pense que ma réponse est déjà claire "
لَم أستغِرب إجادتكِ للفرنسيَّة ، فقد اعتدتُكِ مَليئةً بالمُفاجآت
وَ بدلًا عَن قَولِ حَرفٍ حَاوطَت ذِراعِي كَتفك مُقربةً إياكِ لِي
نُحدقِ بالأفقِ وَ نَشربُ المُتبقِي مِن مُحتوَى أكوابِنا التِي بردت بالفِعل
وَ لأولَى المَرَّات ، كَان لِمرارَةِ القهوةِ لذةٌ
وَ لأُولَى المَرَّات ، أرى قَوسَ قزحٍ بِمنتصف المَساء
وَ نُجومٌ تتَراقصُ مُعطية لليلِ أمسِيةمُتقاربَين ، سُعداء ، لا ينطِق أحدُنا كَلمةً
تَاركَين الصَمتَ بَيننَا يَحمِل جُلَّ الأحَادِيث .

أنت تقرأ
أَكـرَهُـكِ || جِيـون جُـونغكُـوك
أدب الهواة" رُبما كُرهُك كَان الوَسيلة الوَحِيدة لألَّا أتألَّم . " " لكِّنِي كُنت السيئ ، فِي حِكايتِي ، حِكايتِك ، وَ الجَمِيع . " _ جِيون جُونغكُوك -بدأت : ٧ يناير ٢٠٢٤م. - انتهت : ٢٧ أبريل ٢٠٢٤م.