A

14 4 4
                                    

أعَالِي الرَّف المُغبَّر ، أبحثُ عَن الصُندوق الخَشبِّي الذِي أحتَفِظُ فِيه بالمُستندَاتِ المُهمة
تَقدمتُ عَلى وَظيفةٍ أُخرَى ، لِذا كَالجَرو الحَائِر أُفتِّش عَن مَلفِي الذِي لَا أشكُّ أنَّه تَحنَّط فِي صندوقِه

أسحَبُّ المُجسَّم البُني لأهُمَّ بِفتحه
حَمدًا للرب أننِي وَجدتُه ،
وَ قَبل أَن أُعيدَه فِي موضِعه
استَرعَى أنظَارِي المُجلَّد أسود الغلافِ بِنقُوشه الفِضيَّة عَلى سَطحِه :

" ن . ج ، حَتَّى تَفنى العَوَالِم "

أفتحُه ليتدفقَ أمامِي وَابِلٌ مِن ذِكرياتنا
ألبوم الصُور الذِي نَقشنا عَليه أولى أحرُفنا

يتجَمَّدُ بَنانِي فِي مَوضِعه لتُثبَّت أعيُنِي عَلى هَاتِه الصُورة

طَيفِي الأبيَض ، كَفراشَةٍ تتَوسطِين أعشَاب الحَقل
وَ أورَاقُ شَجَرةِ الكَرزِ أعلَاكِ ، تسَاقطت لتستَقر عَلى خُصَيلاتِك وَ كَتِفَيك المَكشُوفَين

-

هَاتِه النُزهة التِي اقتَرحتِ
تجلسِين أسفَل الشجرَة التِي كَتبنا عَليها أسماءنَا مَع وُعودٍ بِالبَقاء
رأسِي تَموضَع عَلى ساقَيك
تُحركِين خُصلاتِي
وَ أُنظِّف عَدسة كَامِيرتِي

" نَابِي! "

نَادَيتُ لتنظُري لِي
وَ ..
' كِليك! '
صَوتٌ دَلَّ عَلى الصُورةِ المُلتَقطة
ثوانٍ للتستَكِين رَاحتَيَّ الوَرقة السودَاء التِي مَا لَبِثت تتضِح مَعالِمُها
أولُّ صُورةِ بُولارويد لكِ بِواسطتي
كُنتِ سَرمَديَّة
كُنتِة تَضحكِين
وَ مِن بَين كُلِّ الألوَانِ فِي الصُورة
كَانَ بَياضُك مَا يأسِر عَينَيَّ ،
دَائِمًا وَ أبدًا .

أَكـرَهُـكِ || جِيـون جُـونغكُـوك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن