الفصل الرابع و الخمسون

4.9K 279 3
                                    

لم يستطع لوسيان التوقف عن التفكير فيما اخبره به روشان. لم يستطع التوقف عن تذكر عيني امه الحزينتين. لم يستطع التوقف عن تذكر شعوره عندما عانقته و الطريقة التي جعلته يشعر بالدفء و الامان. لم يستطع ان يفهم سبب هجرها له و لكنه فكر انها على الاغلب لديها سبب جيد. على الاقل هذا ما تمناه.

رائحة هازل الحلوة ملأت الهواء فجأة و جعلته يستدير و هو في السرير ليتمكن من رؤيتها. لقد غيرت ثيابها و ارتدت ثوبًا للنوم تاركة شعرها ينساب للأسفل بينما تسير ناحية السرير. هذه الايام تبدو و كأنها تزداد اشراقًا و هو يشعر انه قد وقع في حبها من جديد.

جاءت و جلست على جانبها من السرير مربعة ساقيها. لقد بدت سعيدة. "روشان و كلارا، أليس هذا رائعًا. انهما يبدوان مثاليين معًا."

اتفق لوسيان على هذا. لقد كان سعيدًا انها وجدت احدًا. انه لا يزال يستطيع تذكر الالم الذي كان في عينيها عندما رفضها.

"هل تشعر بعدم الراحة بوجودها هنا؟"

"لا. يبدو انكِ تحبين صحبتها."

"هذا صحيح." قالت مبتسمة. "انها صعبة في الاعتياد على الآخرين و لكنها ليست مزيفة."

هذا ما يعتقده بشأن روشان. انه مزعج و لكنه ليس مزيفًا. انهما ثنائي صادق.

استدارت هازل له و تفحصته بنظرة تضيء في رغبة.

"لا تنظري الي هكذا." قال لوسيان محذرًا.

هذه الايام اصبحت تشتهي الاشياء اكثر، سواء أكان الطعام ام الجنس. هي لم تكن تأتي له هكذا من قبل، بدون خجل. لقد تساءل ما الذي تغير.

"هل انت متعب؟" سألت و هي تدَّعي البراءة.

"اجل." قال فقط ليرى ردة فعلها.

اومأت له و لكن كان في امكانه رؤية خيبة الامل في عينيها. لم يستطع فهم سبب استمتاعه الشديد بهذا الجانب الجديد منها.

"تصبح على خير اذًا." اجبرت نفسها على الابتسام ثم وضعت نفسها تحت الغطاء مستديرة بعيدًا عنه.

"هازل .."

"نم اذا كنت متعبًا. سماع صوتك تحت الضوء الخافت يصعب الامر علي اكثر."

لم يستطع لوسيان التوقف عن الابتسام. لقد كان سعيدًا أنه ليس الوحيد الذي يعاني في السيطرة على نفسه احيانًا. لقد فكر في جعلها تمر بهذه التجربة لبعض الوقت. و لكن هازل كانت مضطربة. لقد ظلت تتقلب في السرير غير قادرة على النوم.

Return of the devil's son | عودة ابن الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن