السَادِس - six

592 26 11
                                    

عاد والد جُونغكوك للجلوس وسط الجميع مشاركا في احاديثهم بين حين و اخر و في اثناء ذلك ينظر لجونغكوك. كان تايهيونغ مراقبا للوضع برمته.
اقترب وقت العشاء بل و تأخر وقته بسبب الربكة التي كانت بين الاب و ابنه و بغضون العاشرة مساءًا ذهب تايهِيونغ للمطبخ يرتب الاطعمه التي اغلبها كانت محضرة جاهزة من قبل والدته و والدة جُونغكوك و حتى ميناتُوزاكِي و لم يشعر بالحاجة لمناداة جُونغكوك منذ انه يحاول الحديث مع والده اخيرا. لذا كان تايهيونغ يرتب الأطبَاق بينما يهمهم و شعر بأحدهم يقف بجانبه و يناوله الملاعق و الصحون و التفت جانبا و اذا بها سومين تبتسم بلطف، لم يعتقد تايهِيونغ انها لطيفة حقا فقد كانت إبتسامتها متصنعة كاللعنة و بوضوح. كان وجهها يغضبه و ابتسامتها تجعله يغضب اكثر. لكنه تجاهل ذلك و ابتسم لها مجامِلاً اياها ثم شاهدها تحاول بدأ حديث " منذ متى و انت تعرف جُونغكوك؟"
و قرر تايهِيونغ الرد باختصار بأكثر قدر ممكن لأنه بالكاد يحتملها اساسا " منذ إثنا عشر عامًا"
" وااه ذلك الكثير من السنوات حقا " كانت تحاول بشدة ان تكون ظريفة و تايهِيونغ كان كاشفا لذلك بوضوح.
للعشر دقائق الاتية استمرت سومين تتبعه اثناء ترتيبه و لا تسأله حتى ان كان يحتاج المساعدة بل تسأله اسئلة غبية عن جُونغكوك و يرد بإجابات مختصرة. و احيانا يرد بإجابات خاطئة عن عمد.
شعر تايهيونغ بشخص اخر ينضم للمطبخ غير سومين و رفع نظره ليجده جُونغكوك. سرعان ما ابتسمت سومين و احاطت ذراعه بإبتسامه " جُونغكوكي! انا و تاي كنا نتحدث عنك. كيف اصبحت الان؟" لقد كان تايهِيونغ يكره حينما يختصر احد اسمه و خصوصا ان كان ذلك الشخص متصنعا و مريبًا و غبيا مثل هذه الفتاة و لم يعلم تايهِيونغ كيف لجونغكوك ان يكون غبيا لدرجة ان لا يعي ذلك
" اوه، انا افضل الان شكرا لسؤالك"
زمت سومين شفتيها " هل كنت مستاء لان تايهِيونغ فعل شيئًا لم تريده؟ "
تحمحم جُونغكوك و بدأ بمساعدة تايهِيونغ في حين كان تايهيونغ صامتًا " الأمر ليس هكذا بالضبط "
ابتسمت سومين " لا عليك قل لي الحقيقة فأنا استنتجت هذا بالفعل! تايهيونغ ما كان عليك اغضاب جُونغكوك اتسائل مالذي فعلته فهو شخص لا يغضب بسهولة "
كان تايهِيونغ يكبت رغبته بسحب شوكة و طعنها في عينها بصعوبة، تلك الفتاة تغضبه اكثر و اكثر . لقد تجاهلها تايهِيونغ ولم يرد عليها في حين كان يأخذ الاطباق للخارج و جُونغكوك يناوله اياها بينما يرد على سومين يحاول ان تتكون عداوة بين الإثنان " لا تقلقي سومين لقد تم حل الامر "
همهمت سومين و تبعتهما للخارج و تحدثت لتايهيونغ حينما ذهب جُونغكوك لمناداة الجميع على العشاء " تاي-شي عليك ان لا تُغضِب جُونغكوكي اكثر اتفقنا؟ انه طيب و يحميني و لا يغضب علي لذا لا تؤذيه"
طفح الكيل هذه المرة و التفت عليها تايهِيونغ ينظر لها بعينان كما لو كانتا تشتعلان مثل افلام الكرتون
" يالجُرأتِك! من انتِ لتخبريني كيف اتصرف حول جُونغكوك؟! انا اعرفه من قبل ان يعلم انك حية في هذا الكوكب فمن انتي لتتحدثي بتلك الطريقة، لقد طفح كيلي منكِ، لا اهتم ان كنتي حبيبته او زوجته حتى لكن لا توجهي لي اوامر او تخبريني كيف اتصرف مع شخص اعرفه منذ دهر كما اني لست مهتما بأسئلتك ولا بنصائحك حول جُونغكوك فَلا تغضبيني اكثر هذا ليس في صالحك ثقِ بِي"
نطق تايهيونغ ذلك بإنفعال و لم ينتبه حتى على نبرة صوته و لا على جُونغكوك الذي قدم حينما سمع صوته المنفعل، هل يمكن ان تسوء الليلة اكثر من هذا؟
تراجعت سومين للخلف و مدت شفتيها للامام بحزن و مسحت الدموع التي لا يراها احد سواها على مايبدو " اسفة، لم اعتقد انني ازعجك لهذه الدرجة" انحنت سومين و اعادت شعرها للخلف " اسفة سأغادر الان " نظر جُونغكوك لتايهيونغ بعتاب ثم لحق بسومين يحاول اقناعها بالبقاء
و نظر تايهيونغ لميناتوزاكي التي صفرت اثناء همسها له " يالها من ليلة مليئة بالدراما "
شِخر تايهِيونغ بسخرية و الإنزعاج واضح في نبرته
" حدِّثِ ولا حَرَج!"
دقيقتان و كان الجميع يجلس على المائدة عدا جُونغكوك و سومين لذا تنهد تايهيونغ للمرة الالف لهذه الليلة و ذهب ليرى ماللعنة مع جُونغكوك الان. لقد افسدت سومين مزاجه بامتياز.
حينما ذهب لغرفة المعيشة وجد المكان فارغ لذا ذهب لغرفة جُونغكوك و وجدهما هناك ، كانت سومين تبكي بينما يربت جُونغكوك على كتفها و يخبرها ان تهدأ، من تكون ملكة الدراما بجانب جونغ سومين؟ ناجى تايهِيونغ الرب ان يلهمه الصبر و لا يتقدم ليصفع سومين و يقوم بطردها خارجا.
وقف بجانب باب الغرفة بحيث يمكن لجونغكوك رؤيته بينما هي لا، و اشار له ان يأتي لذا أخبرها جُونغكوك انه سيذهب للحمام لدقائق و يأتي
" ماذا تنتظر حتى تأتي للعشاء؟ اتنتظر ان تحصل على دعوة رسمية؟!"
تنهد جونغكوك و ابعد تايهِيونغ قليلا عن الغرفة حتى لا تسمعه سومين " ما مشكلتك اللعينة مع الفتاة؟ هي لم تفعل شيئا لما قد تصرخ عليها هكذا" قلب تايهيونغ عيناه و تكتف قائلا
" لانني لئيم شرير عديم رحمة و بلا قلب، هل ستأتي الان؟"
" اعتذر لها اولا"
" في أحلامك اللعينة! تلك الحمقاء لا تستحق اعتذاري"
نظر له جونغكوك مطولاً و إقترب من وجهه هامسا له بترجي
" ارجوك! دع الليلة تمر و سأعوضك من ثم انت تدين لِي بمعروف أنسيت؟"
" و ما شأن سومين بمعروفك؟ انت تتصرف كوغد الان جُونغكوك"
فكر جُونغكوك و عاد للنظر اليه " حقيقةً لا اعلم مالرابط لكنك صرخت عليها لذا اعتذر و دعها تعود"
حينما بدا و كأن جُونغكوك لن يتوقف عن طلبه ان يعتذر و لن يرى سومين كالشخص الذي اخطأ معه تنهد تايهيونغ و اومأ ثم ذهب بإتجاه غرفة جُونغكوك و التي تقبع فيها سومين.
دخل تايهِيونغ الغرفة و رأى سومين جالسة تلعب بأصابعها، 'اظنَّت ان من دخل هو جُونغكوك؟ تلك العاهرة المتصنعة' فكر تايهِيونغ بسخرية ثم ذهب و وقف امامها
" اعتذر منكِ يا سومين " رفعت سومين عيناها عليه و اعادت شعرها للخلف بلطف ثم رمشت تنظر إليه زامَّةً شفتيها " حقًّا؟ انت اسف؟ اسامحك و لكن" صمتت تبتسم له و تضع يدها على كتفه " عليك ان تسيطر على مشاكل غضبك، لا يصح ان تصرخ على ضيوفك" رفع تايهِيونغ حاجبيه بعدم تصديق للهراء الذي سمعه من فمِ تلك المجنونة.
نظر اليها ثم ازال يدها من فوق كتفه " اوتعلمين ماذا؟ انا لست اسفًا. لقد استحققتي كل كلمة وجهتها لك و حتى بعدما استمعتي لكلامي فأنتي ما زلتي بليدة و تتدخلين فيما لا يعنيك لذا اسحب اعتذاري. ان اردتِ الحصول على العشاء بصفتك رفيقة جُونغكوك فأنا لا اطردك لكنني لن اعتذر لشخص مثلك" ابتسم اليها تايهِيونغ و التفت مغادرا الغرفة بعدما قلب عينيه و شتمها تحت انفاسه بينما كانت هي لا تزال هناك واقفة بصدمه، و تبعت تايهيونغ مغادرةً الغرفة بعد دقائق لكنها لم تذهب لغرفة الطعام بل غادرت المنزل و حقيقةً تايهِيونغ لم يعطي لعنة لها و لكنه كان سيضطر لتحمل هراء جُونغكوك.
حينما وصل لغرفة الطعام وجد الجميع جالسا من ضمنهم جُونغكوك و يتناولون الطعام اثناء تبادل الاحاديث. و كان جُونغكوك الجالس من ضمنهم قد رفع رأسه لينظر لتايهيونغ " اين سومين؟"
رفع تايهيونغ كتفاه بعدم اهتمام ثم ابتسم و جلس بجانب مينا على المائدة " اظن ان عمل طرأ لها "
نظر اليه جُونغكوك يخبره انه يعلم انه يكذب لكن تايهيونغ تجاهل ذلك فقط و بدأ بتناول الطعام اثناء الحديث و القهقهة مع الباقين.
---------
بعد انتهاء العشاء بدأ تايهِيونغ في جمع الاطباق في حين تولى جونغكوك مهمة غسلها
حينما دخل تايهِيونغ الى المطبخ و اراد وضع الاطباق في حوضِ غسيل الأطباق امسك جونغكوك بيده و نظر اليه مضيقًا عينيه
تنهد تايهيونغ لأنه علم مالقادم حينما التفت جُونغكوك اليه " ماذا قلت لسومين "
" لم اقل شيئا "
كان جُونغكوك مستاءًا " لقد اتفقنا انك ستعتذر لها "
" حسنا تلك كانت الخطة و كنت سأقوم بها بكل سرور ان لم تكن حبيبتك سليطة اللسان و لم يكلف والداها انفسهما عناء تربيتها و لو لساعة"
جذب جونغكوك تايهِيونغ اقرب اليه كي لا يسمع البقية في الخارج " ما رأيك ان تذهب و تعلن انها حبيبتي للجميع؟ اصرخ اكثر تايهِيونغ هل تريد مكبر صوت؟؟" هسهس جُونغكوك بغضب لأنه تايهِيونغ كاد يفضحه في حين تكتف تايهِيونغ و تنهد " انت من سألني اولا لذا تحمل"
ابتعد تايهِيونغ للخلف و اخذ حبة من بسكويت الزنجبيل و حشرها في فم جونغكوك ثم حمل الصينية لأخذها خارجا برفقته " اغسل الصحون و تعال للجلوس معنا فقد اقترب العد التنازلي للعام الجديد" ثرثر بذلك اثناء مغادرته المطبخ و سماعه لجونغكوك يتحدث بفم ممتلئ بالبسكويت.

ⁱᵗˢ 𝑈𝑆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن