السّابِع عشَر

299 30 3
                                    

كانت اللحظة مشحونة ، يشعر تايهِيونغ بقلبه الذي لا ينفك عن الخفقان بعدما حطَّت كلمات صديقه فوق مسامعه
يشعر بالكثير من المشاعر في آنٍ واحِد
يشعر بالغضب و يشعر بالخوف و اكثر ما يزعجه هو خفقان قلبه كأن شعوره بالحب لا مفر منه
شعر و كأن كل شيء ينفجر بداخله دفعة واحدة
و عاد خطوة للخلف
لأن الشيء الوحيد الذي كان تحت سيطرته في هذا الموقف كانت هذه المساحة الصغيرة
تبللت عيناه بدموع قام بمسحها قبل ان تغادر محجريه
" توقف جُونغكوك!"
صاحَ يشعر بقلبه يتمزق
"توقف عن التحدث و كأنك تعرف كل شيء
و كأن كل شيء يملك حلًّا!
اللعنة الامور ليست بهذه البساطة!"
تقدم جُونغكوك للامام متجاهلا محاولات تايهِيونغ لخلق المسافة
كانت عيناه تحملان العديد من المشاعر
يظهر الحب من خلالهما بوضوح و لكن الان اصبح يظهر بينهما الغضب ايضا
لعل تلك مرة تايهِيونغ الاولى في رؤية جونغكوك غاضبًا بتلك الطريقة
" انا لم ادعي بأنني اعرف كل شيء! لكنني على الأقل احاول ان اواجه مشاعري لأنني اعلم ان الهرب لن يوصلني لأي مكان! و بحلول هذا الوقت إفترضت انك علمت هذا بالفعل لكن خاب إفتراضي إذ انك لا تزال تفضل الإختباء خلف مخاوفك حتى ان كان ذلك على حساب سعادتك"

كانت عيناهما تشتعلان و عاد النقاش للتصاعد كما كان قبل مدة
" انا لا أختبأ يا جُونغكوك انا فقط اكون واقعيًّا!
أنا أحاول ان أريك أنه من الوهم ان تعتقد أن الحب وحده يكفي!"
كان وجهه قريبًا من وجه جُونغكوك يستطيع الشعور بأنفاسه الغاضبة و كانت اصواتهما ترتفع اكثر
" هل كل شيء بالنسبة لك هو حكم مسبق بالفشل؟ لما لا تحاول حتى أن تعطي ذلك فرصة بدلا مِن مقاومته بكل ما تملك!"
" لأن الفشل يعني نهاية علاقتنا يا جونغكوك! يعني انني سأخسرك كصديقي المقرب منذ الطفولة و ليس كحبيب فحسب!" تحدث تايهيونغ بعصبية
يداه ترتعشان و رأسه ينبض
" انا لا أخاف من المحاولة و الفشل، بل اخاف ان لا أحاول و اندم ، اندم على الوقت الذي اضعته خائفًا من افساد علاقة قد فسدت بالفعل منذ ان تخللتها المشاعر!" اجابه جُونغكوك لا يخفض من حدة صوته و الإصرار يزداد في عيناه
بينما غادرت بعض الدموع محاجر عينا تايهيونغ بغضب
" اذا ماذا تريدني ان افعل؟ أن امضي فقط متجاهلا ان فشل علاقتنا يعني خسارتك للابد؟"
" اريدك ان تتوقف عن الهروب! حتى لو كان ذلك مؤلما
حتى لو كان المستقبل مجهولًا تايهيونغ
فالمستقبل مجهول للجميع ، انت لا تعلم ان كنت ستكون حيًّا غدا او ان كنت انا سأكون حي ، هل تريد ان تضيع الحياة الواحدة التي سنعيشها خائفا و غير سعيد؟ "
" و كيف تعلم أن الحب هو طريقنا لتلك السعادة، الا تخاف من أن يسبب ذلك الحب المزيد من الألم؟ أن ينتهي بطريقة تدمر كلانا؟ "
" مجددا تايهيونغ! انت تتحدث عن الخوف مجددا! انا لا اعلم المستقبل لا اعلم عما اذا كان هذا الحب هو طريقنا للسعادة الابدية لكنني اريد ان احاول، اريد حياة معك..
كصديق و حبيب، لقد كنت احترق منذ ادراكي لمشاعري لأجلك، اتعتقد انك وحدك من اخافته تلك المشاعر؟ انه شيء جديد علي ايضا انا لا اغرم بأقرب شخص لي في هذا العالم كل يوم، لكنني لم أتمكن من الهرب منها، كان علي مواجهة تلك المشاعر و اخذ قرار بشأنها، و انا لم أكن لأخذ قراري بإخبارك ان لم اعلم انك تبادلني او على الاقل تملك جزءًا مما أشعر به داخلك "
زفر جونغكوك الهواء بعمق بسبب كم الجهد الذي اخذه منه ذلك النقاش
بينما مسح تايهيونغ دموعه بسرعة و تنفس بينما يحيط عنقه و حطَّت يدا جونغكوك على خصره بتلقائية بينما لا زالت ملامحه الباكية تعتلي وجهه بالرغم من كونه توقف عن البكاء و صمت لدقيقة و بضع ثوانٍ حتى تحدث اخيرا
" إذا في حال كنت تتساءل.. فأجل"
صمت قليلا يراقب ملامح وجه جونغكوك عن قرب
" انا احبك، أحبك كثيراً و أحب حُبك لي،
إن بضع كلمات منك كانت كفيلة بإذابة خوفي من كل مجهول.
ليس كل خوفي، لا يزال البادم يخيفني و لا تزال خسارتك احد مخاوفي العظيمة.
لعل ذلك سبب تهربي منك، انا احبك و أعلم انني ضعيف أمامك"
كانت عينا جونغكوك تلمعان و تعطيان جل تركيزهما لما أمامها من ملامح فاتنة
لقد كان واقعًا في الحب بشكل ميؤوس منه.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 4 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ⁱᵗˢ 𝑈𝑆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن