" انَا اعدُك انَّني بخير" كانَ تايهِيونغ يحادِث والِدته عبر الهَاتف، و قَد كانَت ثانِي ليلَة له
فَي الحجرِ الصِّحي ، و كان هذَا رابِع اتصال من والِدة تايهِيونغ التي تتفقد احواله كل بضع ساعات
و قد كان تايهِيونغ قد سئِم من الاتصالات منذ انه كاره للمراسلات بِأنواعها و اكبر كاره للإتصالات الهاتفية
هو يجدُها مزعجة ان لم تكن لسبب مهم و طارئ للغاية
و يحب المحادثات وجه لوجه.
في اللحظة الحالية كان تايهِيونغ يستمع لنصائح والدته المُعادة للمرة التي فقد عدها
بينما كان هو فقط يومئ كأنها تراه في الحقيقة
كان يومِئ و يرد بَنعم و حاضِر
" تايهِيونغ عدنِي انك لن تفوِّت وجباتك، ستأكل كل ما ارسله لك حسنا حبيبي؟"
" حاضِر ماما، هلَّا عذرتِيني الآن؟ اريد الذهاب لأخذ المسكن و تناول العشاء "
" اذهب، و اعتني بنفسك حسنا؟ لا تضع هاتفك في الوضع الصامت فأنا اقلق كثيرا ان لم ترد "
" حسنا حسنًا، وداعًا الان سوف احادثك بالغد"
ودعته مجددا و اغلق تايهِيونغ الاتصال متنهدا
و ملقيا رأسه للخلف في سريره،
لقد ذهبت الحمى منه في اليومين الفائتين ، ولكن الإرهاق و التعب لا يزال يراوده
و يرى جونغكوك يبدو بخير تماما ، عدى السعال القوي الذي يأتيه احيانا
جُونغكوك يعتني به جيدا، و ذلك يشعره باشياء غريبة
مشاعر لا يعلم ان كان يحبها ام لا
لكنها لم تأتِه من قبل.
ازاح الغطِاء عنه و قرر الذهاب لأخذ حمام لعل ذلك يريح باله قليلا و يزيل ارهاقه.كان يسمع أصوات حركة في الخارج اثناء استحمامه و حينما خرج من الحمام وجد جونغكوك يبحث في غرفته عن شيء ما
" جونغكوك ماللعنة، مالذي تبحث عنه؟ لقد قلبت المكان رأسا على عقِب!"
رفع جُونغكوك رأسه و نظر اليه، نظر اليه لخمس ثواني و كان عقله قد غاب لمدة اربع ثوانٍ قبل ان يعي اخيرا
كانت بشرته محمَرَة و نضِرة، لا يزال الإرهاق الطفيف يظهر على ملامحه، و لكن ذلك بشكل ما جعله اكثر وسَامة، كان شعره الرطب ينسدل فوق
جبهته و انفه يحمل إحمرارًا طفيفًا
و الرائحة التي تصدر منه ، كانت رائحة
نظيفة، و حُلوَة
تشبه جوز الهند و الفانيليا
لا يعلم جُونغكوك كيف استطاع
تحليل كل ذلك من النظر لأقل من خمس ثوانٍ فحسب
" أنا .." استجمَع شِتاته و اكمَل
" أنا ابحثُ عن حاسُوبِك! لكنني لا أستطيع ايجاده"
ربما استغرقه الامر خمس ثواني ليرد لكنه تأمل الواقف امامه لأطول
من خمس ثوانٍ بكل تأكيد.
كان تايهِيونغ يجفف خصلاته بالمنشفة التي على رقبته بينما يتقدم لجونغكوك
" و لما تبحث عنه؟ اين خاصتك؟"
استدار جُونغكوك و اكمل البحث في الدرج بعقل شبه غائب
لم يكن مركزا حقا فيما يبحث عنه بعد الان بل كان يقوم بالشيء فقط
" حاسُوبي فرغ شحنَه و احتاج لإرسال بحثٍ في غضون عشر دقائق قبل ان يغلق البروفيسور النموذج"
تنهد تايهِيونغ و ضغط على كتف جونغكوك
" ابتعد " استطاع جُونغكوك ان يُحِس بالرائحة اقرب اليه
و ابتعد في غضون بضع ثوانٍ " هل اتهيأ ام ان استيعابك بطيء اليوم؟ يبدو ان المرض اثر على عقلك ، و كأن عقلك ينقص!"
استهزَأ تايهِيونغ اثناء فتحه لدرج معين
و اخراج جهاز الحاسوب منه
بينما جُونغكوك لم يرد على استهزائه حتى بل لا يزال في عالم اخر ينظر للارض و كأنها لوحة فنية تحتاج تحليل
مد تايهِيونغ الجهاز منتظرا ان يستيقظ جُونغكوك و يأخذه منه
" من الأرض على جُونغكوك؟ خذ الجهاز خلصني"
و سرعان ما عاد جونغكوك إلى ارض الواقع و تحمحم
" تبًّا لك انا فقط سرحت قليلا لم افقد عقلي"
اخذ الجهاز منه و جلس على الاريكة الصغيرة في الغرفة لكي يستعمله
" لمَ جلست الان؟ اخرج من الغرفة اريد ارتداء ملابِسي "
" لما سأخرج نحن نرتدي امام بعضنا منذ ان كنا في العاشرة مالذي تغير الان؟"
ابتلع تايهِيونغ " مالذي تعنيه؟ لقد كبرنا الان وهذا غريب، انا لا اغير امام احدهم الان"
همهم جُونغكوك و اكمل العمل على الحاسوب
" لا عليك لا اراك تركيزي مع الحاسوب"
" اوقف الهراء جُونغكوك و غادر الغرفة"
" لا "
" اخرُج!"
" لا اريد "
" هل انت تتوق لرؤيتي عاريا ام انك فقط تريد العناد؟"
" اجل"
" ماذا تعني بأجل؟!"
" يعني اجل" كان جُونغكوك مستفزا و كالجليد في ذات الوقت يعمل على الحاسوب بينما يرد
على الهائج امامه
كان بإمكان جُونغكوك المغادرة فحسب لكنه لم يرد ذلك، و لم يعلم السبب حقا
" اللعنة لم اعهدك مستفزا بهذا الشكل اخرج ايها البغيض"
اقترب تايهِيونغ يحاول إقتلاع الحاسوب من رفيقه
و دمه يغلي من كم البرود و السّخف الذي يتعامل به جُونغكوك
وضع كلتا يداه على شاشة الحاسوب و جره يحاول اقتلاعه على حين غرة
من جونغكوك لكن جُونغكوك رأى يداه تحط على الحاسوب و وضع كلتا كفيه فوق زِندا رفيقه و سحبه اليه
كانت الرائحة قريبة منه للغاية و وجه تايهِيونغ المحمر بغضب و بأثار الاستحمام بالمياه الساخنة
اقرب حتى، نظر جُونغكوك الى وجه تايهيونغ بغضب
نظر اليه نظرة جعلت تايهِيونغ يتوجس بعض الشيء
و لا يحاول مقاومته
لأنه كان ضائعا في عيناه اللتان تخفيان مشاعرا غير الغضب
لكنه لم يتمكن من معرفتها
ابتعد جُونغكوك بهدوء مفلتًا يدا رفيقه
و مبتلعًا، كانت ملامحه تظهر انه يشعر بالسوء
" انا اسف، كان الامر مزحة و محاولة لإستفزازك، هل آلمتك؟"
كان تايهِيونغ ينظر اليه يحاول معرفة ما اصابه حقا
" انا بخير، و لكن هل انت؟"
" انت شارد و لا تبدو على مايرام، تستطيع اخباري ان كان هناك مايجري معك"
بدا تائها و لا يحب حالته و استطاع تايهِيونغ معرفة ذلك من النظر لعيناه
لكن جُونغكوك اومأ على عُجالَة " انا بخير"
" ارتدي ملابسك، انتظرك للعشاء"
اخذ جُونغكوك الحاسوب و غادر الغرفة
تاركا تايهِيونغ في حيرة من امره عما اصاب صديقه المفضل
و الشخص الذي اصبح لا يجلب له سوى الحيرة هذه الايام
-------------------
أنت تقرأ
ⁱᵗˢ 𝑈𝑆
Humorلَطَالَما كانَ نَحن .. رَافَق إبنُ كِيم إبن جِيون لِفترة غَير بَسيطة من حياته فَهُما كَبُرا سَوياً .. بَلغَا سَويا ، و لا يزالانَ يكتشفان نفسَهما فِي مُنتصف عقدِهما الثانِي سَويا " إن بَلغنَا الثَلاثُون بِلا زَواج ، دعنَا نَتزوج بَعضنا..! "