الثالِث عشر

628 24 1
                                    

بدا و كأن الامور قد عادت لنصابها بعد جميع الفوضى التي كانت عليها في الأسبوعين الفائتين
عاد جُونغكوك للتصرف بطبيعية
لم يأتي بذكر المشاعر و لم يعد يحاول ان يقنع تايهيونغ بالنظر في الامر
و توقع الاخير ان ذلك سيكون مريحا
و بالفعل كان كذلك، عدا الجزء الصغير داخله الذي كان لا يزال حيا لم يمت
الجزء الذي كان ينبض كلما مر رفيقه بجانبه و كلما وجَده ينظر اليه من حين لآخر
كلما لقي القليل من الاهتمام منه ، و في حين كان هذا الطبيعي
فلم يكن جُونغكوك يقوم بشيء فوق المعتاد
هكذا كان يفعل طوال الوقت و
لكن الفرق الوحيد الان هو ان تايهِيونغ يشعر بأشياء
غريبة كلما شهد فعلًا صغيرا من
رفيقه
و كان الامر يزعجه بالتأكيد ، و لقد فضل تجاهله حتى اخر لحظة
و التظاهر بأنه غير موجود،
و في الجهة الاخرى قرر جُونغكوك ان يصمت لفترة
و بقول يصمت ، اعني انه
ابتعد عن الإصرار و محاولة الحديث بشأن ايا ما كان بينهما
لأنه عرف تايهِيونغ جيدا و عرف انه ان اصر عليه
فسيقابله بالعناد و الإنكار،
لذا بقي يتصرف بطبيعية محاولا وضع الخطة المناسبة
و في الحقيقة لم يجد اي خطة بعد
كان التصرف مع تايهِيونغ صعبا و كانت مشاعره تجاه تايهِيونغ لا تساعده
فهي تجعله يفقد السيطرة على نفسه و ينسى امر خطته تماما
و يضيع في ملامح من يجلس بجانبه و ينعكس ضوء التلفاز على وجهه
جاعلا اياه اجمل و كأنه يشع في الظلام.
----------

كانت الفترة القادمة هي فترة امتحانات
لذا توجب على جُونغكوك ترك كل شيء جانبا و التركيز جيدا
و قد بدأ بذلك بالفعل ، ففي اليومين الفائتين بقي جونغكوك في غرفته اغلب الوقت ،
منذ انه لم يبقى سوى يومين على بدأ الإمتِحانات

لم يصطدم جونغكوك بَتايهِيونغ كثيرا في الايام الفائتة
لكن كل شيء كان طبيعيا على اية حال
فحتى في اللحظات القصيرة التي يلتقيان بها
يتصرفان بطبيعية ظاهريًا
و كل منهما يحاول تناسي مشاعره تجاه الاخر .
كان تايهيونغ مشغولا بالدراسة ايضا، 

كان ذكيا اكاديميًا للغاية
لكنه لا يزال يبذل اقصى جهده في كل مرة و لا يسمح لتفوقه الدائم ان يجعله مغرورا
او يستخف بالمواد

كانت الساعة الان هي الثانية صباحًا و لم يملك كلا منهما جامعة غدًا
كان تايهِيونغ يأخذ حيزا من المطبخ و يقوم بخلط الخليط في الوعاء الذي يحمله
و شعر بخطوات صديقه بجانبه و سمعه يتثاءب
بإرهاق " مالذي تفعله؟" تمتم جونغكوك بينما يسحب كوب القهوة و يضع فيه
البعض من القهوة سريعة التحضير
كان جُونغكوك قد غفى في اثناء مذاكرته لذا قرر ان يعد بعض القهوة لعلها ترجعه لصوابه
" اعد البانكيك"
عقد جُونغكوك حاجبيه بإستغراب " لما تعد البانكيك في الثانية صباحا تايهِيونغ "
" اه لا اعلم لقد شعرت بالملل و اردت اخذ راحة من المذاكرة لذا ها انا ذا"
اومأ جُونغكوك يتثاءب مجددا منتظرًا الماء حتى يغلي
و شاهد تايهِيونغ يقف على أطراف اصابعه محاولا الوصول إلى شيء في الاعلى
و في زاوية دُولابِ المطبخ ، و تنهد بإنزعاج حينما لم يتمكن للوصول له " لما تضع الاشياء بعيدا لتلك الدرجة جُونغكوك ضعها في الطرف و حسب "

ⁱᵗˢ 𝑈𝑆حيث تعيش القصص. اكتشف الآن