أخذت عيناي القرمزية الرؤية في البدر وحسب، كأنها خُلِقت لأجل تأمل البدر المُضيء وكم تمنيت وجود أعين بشرية في مقلتاي غير أعين الأسطورة اللعينةأخذت سانيو التقرب مني بخطوات بطيئة حتى وقفت ورائي بينما تنظر لجثة الأسد بإعتيادية وكأنها ترى ذاك المشهد يوميًا
سيّدي ..
تبًا ، كنت غاضبة بشكل هادئ مما أربكها ، لكن مهلاً .. سيدي ؟ ألا زالت تعتقدني فتىً؟ هذا مرهق ..
إلتفت بشكل غير كامل لها وأنا أتنهد بخفه
سانيو ..
أردفت مما أجفلها قليلاً ، لقد كانت أول مرة تسمع فيها صوت "سيدها" .. بالنظر للأمر ، لقد كان صوتي هادئًا بدرجة حنجرة رجالية قليلا ، لا ألومها حين تعتقد أنني فتى ..
سيّدي ، ليس من الآمن وجودك هنا ، رجاءاً عُد للكهف بالجميع في الغابة سوى رفاقي لا يعلمون أنك حيّ للآن ..
أردفت بينما بيننا بضع سانتيمترات ، أعدت بنظري نحو القمر المكتمل وقلت بهدوء
سانيو ، أنا فتاة ..
هاه؟ خرجت منها دلالة على تفاجؤها..
حسنًا ، لقد أيقنت أنها تعتقدني فتى ، هذا يجرح أنوثتي قليلاً لكن لا بأس .. فالحقيقة لا أعتقد أن لي أنوثة بالواقع ..أنت .. ماذا ؟
أنا فتاة ، سانيو ..
ألم تكن تعلم أن ورثاء "وحشها الأبيض" يمكن أن يكونو فتيات ؟، لا علينا .. لا أعلم حتى كيف تمكنت من النطق بالرغم من سني ، صحيح أنها كبرتني بالجسد والعمر لكنني كنت رضيعة ، الآن أنا بالرابعة ..
آسفة على عدم تفهمي ذلك سيّدي، لقد إعتقدت أنك فتىً
أردفت بهدوء وهي تحني رأسها، زفرت بهدوء وأنا أنزل رأسي نحو جثة الأسد الضخم المملوء بالدماء ، لقد كنت كذلك إذًا .. لقد كنتُ كذلك فـلمَ لم أستدركهُ؟
إنني وحش ..
سانيو
أجل، سيّدتي
أخبري جميع من في الغابة، أن الوحش الأبيض قد عاد!
جفلت سانيو لوهلة ، لكنها ركضت بعد ذلك مُسرعة إلى الكهف بعد أمري الأول لـ"ـأتباعي" الذين لا أعلم كيف أصبحو أتباعً لي .
مشيت بهدوء بعد رحيل سانيو نحو الفأس الصدئ، وقفت أمام جثة الأسد مباشرةً وجلست متربعة أمامه
ظللت أحدق في الآفاق بينما قد جفَّ دم الأسد في قميصي الفضفاض
أنا لعنة؟
أنتِ لعنة ، منذ ولادتكِ الفرق هو أنك قد أدركتي ذاك للتو.
لا، لا يمكن أن يكون ذلك صحيحًا!
أوو، وما تفسير الدماء عليك عزيزتي؟ هل تطورت الغيوم لدرجة بُكائِها دماءاً؟
توقف صراع عقل وقلب الفتاة، وأخذت فأسها سريعًا وراحت تركض للكهف الحالِك مجددًا
ظلت تسقط مع ثوبها الطويل الملوث، لكنها وصلت سريعا وهي تلهث ، وجدت جميع الذئاب والأسد الذين قابلتهم موجودون وعلى مايبدو ينتظرونها
"سيّدتي، لقد حاولتُ جمع جميع الكائنات في الغابة لكن لم يستمع أحد لي، إنهم غير واثقين بي الآن."
تحدثت سانيو وهي تقف أمامها وتحني رأسها ، نظرت لها ببرود وأدارت مقلتها نحو الذئاب الذين ينحنون وينتظرون أمرها التالي.
فتحت فمها وهي تنظر لهم بهدوء ، .. تشوش رأسها وأختارت كلماتها بصعوبة
" ..دُليني على المكان الذي ندهتم به"
رفعت سانيو رأسها ومرت بهدوء من عندها ، إلتفتت سانيو وأمرت الجميع أن يتبعوها
مشت الفتاة وسطهم وسانيو أمامها ، أطالوا حتى وصلوا وسط الغابة ، حيث كانت هناك صخرة كبيرة ومكانٍ فارغ تملؤه الاشجار حوله
وقفت سانيو ونظرت نحوها ، تقدمت بهدوء وقفزت للوقوف على الصخرة الكبيرة ، عادة مايُسمع كلام من يقف عليه لكن لم يستمع أحد لسانيو حين ندهتهم
تنهدت بهدوء ورفعت عينيها قبل أن تصيح بصوتٍ عالٍ
"إستمعوا إلي يا كائنات الغابة! ، أنا الوريثة .. وريثة الوحش الأبيض! سأحكُم غابتهم وأَعدل بينكم! الأسد الهجمي الذي حكمكم بوحشية قد توفى! لاتجعلوا أي أحد ، أي أحد أن يحكمكم بغير عدل! هذا كلام الوريثة ، وريثة الوحش الأبيض!!"
ندهت وصاحت بصوت مرتفع ، إجتمعت الحيوانات والحشرات حول الأشجار وصُعقوا لرؤيتها .. نفس الشعر .. نفس العينين ونفس الكلمات .. الوريثة ، المنتظرة!
_____________________
أنتهت.
545 كلمة.
نجمة.
"الوريثة المنتظرة''
أنت تقرأ
"قـوة مُمـيتـة"
Aksiyonماذا ستفعلين انتِ! إذا إعتقد الآخرين أنكِ وحشٌ ولعنة حُلت عليهم؟ من المؤسِف هذا ، لكِنهُ تمامًا ما حَدث مع وحشِتِـنا البيـضاء.