البارت 23- الخاتمة

3.2K 38 21
                                    


اصابني سؤاله بهلع.. إلّا أن غريزة الأمومة عندي كانت أقوى.. ففرضتْ سيطرتها على أعصابي لأحمي اولادي.. وقبل أن انطق.. بشيء..

الضابط مبتسماً/ هل أصابتكم بلجيكا بالملل.. فقررتهم تركها ..!!


كأن الأنقاذ.. وصلني من السماء الآن.. رأفة بأبنائي لا لأجلي..

رحاب/ .. لا.. بالطبع.. لا.. لكن.. لأني لم أحدد بعد يوم عودتي.. فقطعت تذاكراً للذهاب فقط..


ابتسم الضابط بوجهي.. ثم ختم جوازي الكترونيا.. و جوازات ابنائي.. كذلك..


الضابط/ رحلة.. موفقة سيدتي..


تنفست الصعداء.. وانا اغادر شباكه.. الى صالة الانتظار الدولية الأخرى.. حتى يُنادى علينا الى الطائرة المخصصة لرحلتنا..

قلبي لا يزال يخفق بشدة.. رغم ابتسامتي مع ابنائي ألاعبهم.. وهم فرحين.. لا يعون ما يحدث حولهم..


لن يهداء لي بال.. حتى تقلع الطائرة من ارض المطار..

واخيرا.. سمعت النداء..


نظرت عبر الزجاج المطل على البوابات الخارجية بيأس.. لعلي المح مصعب.. فأودعه بدموعي..

لكن..
من مكاني . . يستحيل رؤيته..


ركبت الطائرة مع ابنائي..
مقعدي كان قرب النافذة..
وهم بجواري ..

انا الآن أستمع لتعليمات المضيفة الروتينية قبل الأقلاع..

الطائرة الآن .. على وشك الأقلاع..

أقلعت اخيرا !!!!

ترتفع في السماء..

وعيوني تنظر للمكان تحتي وهو يصبح ابعد و اصغر بمرور كل ثانية...

في هذه الأثناء..


يمر امامي شريط حياتي التي قضيتها في هذا البلد الغريب.. بشكل خاطف..


أدمعت عيناي.. اودع مرحلة من حياتي.. بما حملته من الم و دموع و حزن و معاناة.. و أنكسار...

وربما مرت بعض لحظات من الفرح.. وقليل من السرور..

اخيراً..
كان علي أن اودع كل شيء تركته خلفي..

الوداع...

الوداع...

الوداع يا بلجيكا ..!!!!








مصعب

بعد ان انزلتُ معها الحقأىب الثقيلة في التيرمينال.. شعرت بخفة فى وزني.. كأني مجوف.. خال من الاحساس.. والروح.. فارغ.. لدرجة اسمع نسيم هواء يتلاعب بأفكار عقلي!

لوهلة.. شعرت بأني مررت بهذا الموقف.. اصابني دوار الديجافو المعروف..

بعد ان حضنتني رحاب تبكي مودعة.. فوجئت بها تمسح دموعي بيدها.. لم أشعر بدموعي وهي تنزل؟؟ هل كنت أبكي؟

كان المفترض ان تقلع طائرتها في ال12 ظهرا..

انتظرت في مكاني قلقا عليها..
بعد أن رحلت عني مع أبنائها..

كأني أناء فخاري فارغ كبير..
وُضع مع زينة بناية المطار؟!

غريب ما يحدث لي.. لماذا لا أشعر بأي شيء.. كأنني متُ؟؟ أهكذا يكون شعور الأنسان حين يموت؟


لكني لا زلت أتنفس!!
ام سأظل محسوبا على الأحياء؟

غادرت رحاب.. ومعها الحياة عن روحي غادرت..
بل ان روحي معها قد فرّت وعني تخلت..

كدت اغيب في شرودي.. متسمر في مكاني.. فاقد للشعور بالزمكان.. حتى شعرتُ بيد تهزني.. !

احد حراس الأمن.. كان منتبها لوقوفي.. و بعد ان كلمني مرات عدة.. دون ان اجيبه.. هزني بيده..

مكسـور في الغربـةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن