الفصل العاشر

374 16 17
                                    

فى تلك اللحظة كان يجلس عمها وبجواره زوجته على ركام منزلهم الذى قصفه الاحتلال الصهيونى ... قالت بتول باسى وهى تضرب كف على كف .
- المنزل قصف ويافا لا نعرف لها أثر .

رد عليها مسعود زوجها بإيمان ، وهو يشاهد حطام منزله .
- باذن الله كل شىء سيحل .

قالت بتول بوجع .
- قلبى يتمزق الحزن شديد والألم غائر اريد ان اصرخ اتكلم .

تنهد مسعود بالم ، ثم قال أخيرا بصوت حزين .
- صلى على الحبيب النبي .

قالت بتول بإيمان يملائه الوجع .
- عليه افضل الصلاه والسلام .
ساد صمت طويل ، قبل أن تنظر إلى زوجها وأخذت تهذى بالم .
- أنا لست جاحدة ولكن قلبى يتمزق مما يحدث لنا . اين العرب من كل هذا ، اين عروبتهم . اين هم العرب من كل هذا . لا يشاهدون ما يحدث لنا ولا الأطفال التى تموت . سنوات وسنوات نسأل عليهم وهم مشغولون عنا . أنا قلبى يصرخ . اريد أن اعيش كانسانة طبيعية . ولا يافا التى فقدت كل شىء واعتقلوها بدون اى ذنب . ويعلم الله ماذا يحدث معها الان هل جعانة واو شبعانة .

اغمض عينيه وهو يبتلع الغصة المؤلمة بحلقه ، ثم رفع وجهه إليها وهو يقول برجاء .
- استهدى بالله يا بتول .

رفعت بتول عينيها الزائغتين اليه ، قبل أن تهمس باكية .
- ونعم بالله ، والله ياربى لست قاصدة ولكننى اريد ان اخرج بركان الحزن الذى بداخلى .

هزا رأسه بالم ، قبل أن يقول بياس .
- يلا يا بتول ننزح .

قالت بتول بخفوت مرتعش .
- رحمتك يارب على الناس .

ساد صمت طويل قبل أن يقول بفتور ميت .
- انكتب على فلسطين الوجع ونحن راضيون ... حملوا أمتعتهم ونزحوا إلى الجنوب ...

**********
فى تلك اللحظة كانت ايليزيرا تتحدث مع ابن عمها الذى لا يعى مقدار تصرفاته الهوجاء ، فهم أسرى ولا يوجد مكان لتفاهاته .
رفعت ايليزيرا وجهها إليه صامتة لعدة لحظات قبل أن تقول بعنف .
- تبا لك ، هل انت مدرك ماذا تقول .

قال جون بصدق .
- مدرك ولكن ماذا افعل فى قلبى .

قالت ايليزيرا بحزم .
- النهاية ستكون مغايرة عن الأفلام التى تشاهدها .

رد عليها جون برجاء .
- اصمتى يا از .

مطت شفتيها وهى تنظر إليه طويلا ، ثم قالت ببرود .
- ساصمت لاننى مللت .

رفع جون وجهه وقال بهدوء وهو يدس يديه فى جيبي بنطاله .
- لا اعرف ماذا يحدث لى عندما اقف أمامها .

نظرت إليه ايليزيرا مصدومة ، ثم هتفت بعنف .
- هذه فلسطينية ومسلمة مستحيل .

قال جون بصوت صارم لا يقبل الجدال .
- دعينى اعيش مشاعرى بأريحية .

رفعت ايليزيرا حاجبا مغتاظا وهى تهتف بحنق .
- تلك المشاعر ستقضى عليك نهائيا .

نظر جون بعيدا للحظات شارد ، قبل أن يقول ببرود .
- هل أصبحت بخير .

عشق تحت القصفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن