part 6

58 3 3
                                    

          " أخبروا القبور أننا نشتاق لأصحابها "

______________________________________

                               4:31 pm

في مكان حيث دفنا فيه أحبابنا المكان الذي فرقنا عنهم المكان الذي صنع مسافات بين احباءنا...

تجلس علي الأرض مسندة ظهرها علي أساس قبر تضم رجليها لصدرها تنظر للسماء و كأنها تشاهد أمها وهي تلوح لها من فوق...
دمعه خلف أخري تابعته شهقات تدل علي ألم صاحبته و كم عانت في كتمانه ...

"إشتقت لكي ...... "

أردفت كلماتها وهي تنزل رأسها واضع إياه ما بين  ركبتيها ...
تبكي بحرقة من كثرة الإشتياق لأمها ...

" أمي ..... العالم مشين بدونك ............
عندما كنت بالثانوية رأيت الأمهات وهي تأتي لتصتحب أطفالهم ....تمنيت ولو للحظة أن تكوني بجانبي ....... حسدتهم ؟؟؟ ...... نعم.... تمنيت أن أكون مكانهم ؟ ..... أجل .... "

"أشعر بالٱختناق "
أخبرتها بصوت باكي بدأت بالصراخ كان روحها تستنجد لكي يأتي أحد ويخرجها من آلامها صرختها كفيله بإخبار العالم أنها تحترق من الداخل كفيله بجعل أي شخص يراها يعلم أنها عانت كثيراً تخرج ما في قلبها علي هيئة صراخ كاتمته بيديها الصغيرتين التي أحمرتا من شدة برودة الطقس

" أمي ... قلبي يؤلمني "

نطقت وهي تمرر يدها علي مكان قلبها ليخف الألم

بدأت أنفاسها تسلب منها و الرؤية أصبحت غير واضحه تقاوم حتي تفتح عينيها تحاول أن تلتقط أنفاسها ولكن بلا جدوى فالوضع يسوء .....

وقعت علي الأرض  مستسلمة ولازلت عسليتاها تظرف الدموع ..
تتمنا  في داخلها أن تموت في فقط ...

تسمع صوت يحاول أن يوقظها تتمنا أن تبعده و تصرخ به دعني أموت بسلام ....

___________________________________

                                6:01pm

جسد مستلقي علي السرير خائر القوي في غرفة بيضاء لا يسمع بها غير قطرات المحلول التي تنزل  بهدف دخول جسد النائم علي السرير .
تفتح صاحبة هذا الجسد عينيها وأغلقتها بسبب عدم تعوده علي قوة الضوء الذي يحيط بها .
ترمش حتي تعتاد عينيها علي الضوء .

تنهض بجسدها العلوي تحول أن تستوعب أين هي ؟
ومن جلبها لهنا ؟
أستغرق تفكيرها جزء من الثانية حتي تجد الإجابة علي سؤالها الأول ولكن الثاني ......

قاطع حبل تفكيرها صوت فتح الباب و دخول أحدهم إلي الغرفة .

توجهت أنظارها إلي القابع أمامها شخص عرفت من ملابسه أنه طبيب ....
إنتقل بخطواته إلي جانب السرير يفحص جهاز المصل الخاص بها  ، وهو يردف لها .
"كيف تشعرين الآن ؟ "
نطق طارح سؤاله عليها ....

" بخير "
أردفت المقصودة بكلامه مجيبة علي سؤاله وهي تنظر بعسليتاها نحو زاوية الغرفة غارقه في أفكارها .

توقف عن ما يفعله ناظر لها وهو يدون ملاحظاته في الورقة التي بين أنامله .
"هل تعاني من اي أمراض مزمنة ؟؟ "
"لا "
"هل يحدث هذا الشيء معكي دائما ؟ "
" لا لم يحدث هذا من قبل "
عم الصمت لدقائق فقط لتكسره بسؤالها
" كيف اتيت لهنا ؟"

أردفت وهي تحول ناظريها إليه منتظره إجاباته بفارغ الصبر .

" شخص من الماره وجدك فاقدة الوعي فأتي بكي إلي هنا "

أردف مجيبها عن سؤالها له ....
" أنصحك بأن تذهبي لطبيب نفسي آنستي "
أردف ناصحاً لها ....
"تستطيعي الذهاب بعد نفاذ المصل "
أردف وهو متوجه ناحية باب الخروج بعد أن همهمت له كإجابة .

عادة للتسطح علي السرير ناظره لثقف الغرفة بشرود
تفكر في اللاشيء مجرد أفكار عشوائية ليس لها أي معني ولا تفسير .....

______________________________________

                         في مكان آخر

منزل شبه مظلم بسبب خفوت الإضاءة التي به لنتوجه بأنظارنا نحو الضوء الأكثر وضوحا في المنزل لنكون أكثر وضوحا في غرفة المعيشة ....

آثاث باللون الأسود لوحات ثمينه معلقة علي جميع الجدران الأربعة بحيث تناديك كل لوحة لتتأمل جمالها .. أرضية بيضاء تلمع من نظافتها ..
منضدة زجاجية توجد في منتصف الغرفة لتزيد من فخامتها ..

أصوات تآكل الحطب في المدفئة الذي يزيد الجو دفء مرغوب به ...

هناك حيث يجلس بطلنا متربع علي أريكته مرتدي النظارات الطبية بهدف رأية الكتابة .
يمسك بين أنامله أوراق يركز بها و يقرأ كل جزء منها حتي تنتهي بها الحال بتوقيع يعلن به موافقته علي محتوي هذه الأوراق و تنضم إلي سابقتها ...

يرمش بأعينه السوداء خالع نظاراته داعكا ما بين حاجبيه ساند رأسه علي الأريكة من كثرة الإجهاد الذي تعرض له هذه الفتره ....

يفكر بأحداث اليوم ويتذكر أوجه تلاميذه فيتذكر وجه محدد من بينهم ويتذكر تعبير وجهها ...

لقد كانت واضحة جداً بتصرفاتها كانت كل ما تفكر به يظهر من خلال تعبير وجهها ..

مرة أخري إبتسامة حمقاء ليس بسبب التفكير بجمالها بل بسبب وقوعها أمامه كل الحمقاء ...

رفع رأسه بعد أن إكتفي من التفكير بالحسناء الصغيرة يحرك رقبته مصدره صوت يدل علي مدي إرهاق صاحبها ...
نهض من مجلسه بدأ بترتيب أوراقه الخاصة بعمله مدخلاً إياها في الحقيبة المخصصة لها.
وضع الحقيبة في مكانها وإتجه بخطواته نحو المطبخ ليبدأ بتحضير وجبة العشاء الخاصة به ..

ليسمع صوت رن جرس المنزل ترك ما في يديه ذاهب ناحية باب المنزل ليري من الطارق ...

______________________________________


By MA




Vailon Strings حيث تعيش القصص. اكتشف الآن