36

1 0 0
                                    


تستطرد مخاطبة تحت شهقاتها المتعالية تباعا لبكائها: "وجوده بقربي وحده يجعلني أشعر كأنني مراهقة واقعة في الحب، أستطعم حلاوة الفراشات ببطني و تسارع دقات قلبي داخل قفص صدري، آه كم أصبحت خائرة لا أقوى على مقاومة هذه إضطرابات التي يصحبها لي بقدومه فقط،يجعل دم يتصاعد لوجنتي لتحمر في ثانية، فيغازلها و يمدحها فتزداد حدة خجلي، يزهر بي جنة من أزهار بشتى أنواع بنظرة و يحرقها بعدها بإشاحة أو تجاهل، تأثيره علي ليس بطفيف البتى.
أستوعب مدى غرقي، أدرك كم سأندم على قراراتي بلهاء وراء سعادتي المحدودة للحين، أعرف تماما كيف سأتذوق دموعا مالحة بسببه، كيف سأستشعر وقعها على بشرتي و هي تنزل قطرة قطرة من عيني إلى خدي، أراهن بفطر قلبي الأبدي مقابل لحظات معدودة واهنة بجانبه
كيف لي أن أربط جم أحاسيسي و خوالجي به بلا هوادة هكذا؟ و كأني أرمي بنفسي للهاوية بعيون مغمضة كليا، كيف جلعني مهووسة، ثملة، مدمنة به هكذا بكل بساطة! يجعلني أكره نفسي لتعلقي به، يجعلني أمقت مقدار غبائي عندما يتعلق أمر به و بمشاعري إتجاهه و تشبثي بها بكل ما أقدر عليه من قوة
لكن جميعها تهون بأبسط حركة منه، بإيمائة أو نبس بنت شفة، كافية حركاته هذه لتحركني لأعاود رجوع لنقطة الصفر من جديد، أرضى بأبسط شيء منه، رغم جوعي الغير المشبع و رغبتي الغير المحدود و اللانهائية له
دخوله حياتي كان سلسا و حلوا، لكن إستئصاله خارجا منها محال و مستحيل، ورم وصل إلى أخر مراحل التخلخل بي، أحبه، و كم أحبه، لا يمكنني مضي قدما خطوة واحدة بدونه، لن أتمكن من أن أتخطي جايمس أبدا،صدقيني عندما أقولها، أبدا أبدا." لتختمها بتنهيدة مطولة، أثقلت كاهلها، حبست بخاطرها، لتشرد ببالها كعادتها بحزن يكسو معالم ملامحها الرقيقة، لمكان لا أحد يدري أين يقع غيرها هي

Sunflower حيث تعيش القصص. اكتشف الآن