37

2 0 0
                                    


يقول بعد أن ينفث دخان سيجارته من شفتاه مسترسلا: "قد أمثل عدم المبالاة بها و كأنني لا ألاحظ ما يحدث لكني فقط أوهم نفسي بذلك، جديا أصبحت نبض وريدي قبل أن أدرك حتى
كيف لها أن تأسرني بتصرفاتها العفوية و البريئة، تخدرني بلا مجهود يذكر من طرفها، بعقدة حاجب بسيطة، بطريقة مناداتها لإسمي و تفضيلها للقب جايمس على ليام، التفاصيل التي تبديها بوجهها عند قراءة كتاب ما أو سطر إقتباس يلامسها، تقليبها للأوراق بأناملها الرقيقة، بإبتسامة تعلو على محياها لتزين ثغرها و تظهر بها غمازتها المنفردة على خدها الأيمن لأقع كلي شاردا متأملا بها، غارق في جمالها الشكلي و الروحي الأخاذ، خلابة هي بنظري بكل ما تعنيه الكلمة
جعلتني بها مهيم و متيم، أقدر بلهائي على مشاعرها، حنوها، إهتمامها و حبها نحوي إلا أني أسوء من أن تهدر هذه الخوالج علي، سافل مثلي لا يستحق مثل مودتها و حنينها، لا معرفة لي كيف أحبها دون أن أؤذيها من غفلة مني و لا أعرف كيف أجعل من نفسي أفضل و أجدر بها. أشفق علينا و على قدرنا معا، نحاول بيأس الشفاء من مرضنا رغم نفي الأطباء جميعهم بإمكانية ذلك و إتفاقهم على إنعدامية نسبة النجاح.
لما؟ لما يصعب جمعنا معا بسعادة؟ كل مرة يمزق قلبي إدراك حقيقة أني سبب حزنها، دموعها،إكتئابها، شحوبها و شرودها" ليتكئ بعدها على حائط بوهن تحت خفوت ضوء القمر بعد أن قص على رفيقه البعض مما يجول بذهنه

Sunflower حيث تعيش القصص. اكتشف الآن