-
« العـصر ، الشـركه »
كان جالس بجنب جده اللي يوقع على بعض الاوراق بهدوء ويتفاهم مع رماح عن الصفقات ، ينطق بعدها : سهم وين ؟
رفع اكتافه رماح : قبل شوي طلع !
هز راسه ينزل القلم عن يده ويريح ظهره على الكرسي : تعبتني اليوم وانا جدك !
ابتسم يقبل كتفه : اسفين يا طويل العمر بس تراكمت علينا
قاطعهم العمان اللي دخلو وخلفهم سهم وعناد ، يرفع حواجبه سلطان من ملامحهم : وش صاير ؟
اقترب فهد من ابوه يجلس بجنبه يمسك كف ابوه : يبه عمي سلمان اليوم رجع من الامارات !
عقد حواجبه بغضب ينفض يده من كف فهد : اعقب لا تنطق اسمه ما عندكم عم بهذا الاسم !
اقترب سعود ينحني عند رجل ابوه : هد يبه الله يخليك واسمع فهد
اخذ نفس بغضب يلف لبكره باستماع ، : اتصل علي يقول بيجينا بكرا يبي يشوفك !
وقف سلطان بسخريه : وانا مابي شوفته لا يجي توه يتذكر انه عنده اخ ؟ ولا راجع يسرق حقي من جديد ؟
تنهد فيصل يقترب من ابوه يهديه : طيب انت هد لا يرتفع ضغطك ! بعدين نتفاهم زين
رفع كفه : مافيه تفاهم لا الحين ولا بعدين وعلموه عمكم هذا مابي شوفته لا يجيني ! وما جاء غير قبل زواج تركي يخرب الافراح كالعاده
وابتعد يطلع عنهم بغضب وتنهد زياد يرفع جواله اللي نور باسم « عمي سلمان » : يتصل علي!
تافف خيال بغضب على اخوانه : قفل جوالك بعدين كيف عنده ارقامكم؟؟
رفع اكتافه : شعرفني!
وقف فهد بتعب يطلع عنهم وخلفه اخوانه ، يرفع حواجبه عساف وهو يلف لرماح اللي رفع اكتافه بعدم معرفه : ما اعرفه !
اقترب زياد يجلس بجنب عساف : هذا عمي سلمان من زمان وابوي مقاطعه لانه سرقه
وسع انظاره رماح : ليش راجع الحين طيب؟
رفع اكتافه زياد : يبي شي الله يستر بس
وقف عساف بتنهيده يطلع من المكتب يشوف سهم اللي رجع مكتبه بعدم اهتمام ، فتح الباب يطل عليه : ابو عساف !
ضحك سهم يرفع نظره له : يا هلا بو سهم
ابتسم يتكي على الباب : مطول شغلك ؟ ودي اطلع باليخت تخاويني؟
هز راسه سهم يوقف وهو ياخذ اغراضه : امش والله ياني مشتاق لليخت !
ضحك يمشي بقربه : يعني بتقنعني انك ما تاخذه ؟
رفع اكتافه بعدم اهتمام : اكيد اطلع فيه بس من زمان عنه !
ابتسم يدفعه لباب السياره : اركب اركب!
ركب يلف لعسّاف اللي ركب بجنبه : البيت اول ؟
هز راسه يشوف جواله من طرى عليه تويتر حقها يدخله وابتسم يشوف تغريدتها الجديده كانت صوره لفطورهم الصبح مع زياد وصوره اخرى لفوضى مكتبها تكتب اعلاه « عشوائيات » يبتسم وهو يترك جواله بحضنه يرجع راسه للخلف يغمض عيونه من زاره طيفها بالامس وفستانها الكحلي ، تعبته ما عاد يصبر اكثر هو يبيها باقرب وقت تصير معاه تحت سقف واحد لكن يرده نسيانها له ، اخذ نفس يلف لسهم اللي وقف السياره داخل المزرعه ينزلون : لا تتاخر !
ابتسم بسخريه عساف : انا ولا انت ؟
ضحك سهم يدخل البيت وهو خلفه ، يبتسم من وجود جدته بالصاله تمسح على شعر ساره اللي تقرا كتابها بهدوء ، يقترب من جدته يقبل راسها وكفها برقه تبتسم هي باتساع تمسح على شعره : الله يعزك يامي
ابتسم عساف يجلس عند رجلها وسهم بجنبها ياخذها لحضنه: كيف جوهرتنا ؟
ضحكت تمسك خده بكفها : انا بخير دامكم قبال عيوني !
ابتسموا تلف لساره اللي قامت تعدل جلستها : يعني سهم وعساف عندك ماعاد تشوفينا شي؟
ضحك سهم يلمس انفها : تغارين انتي ؟
كشرت تبعد يده عنها يبتسم عساف وهو يقوم يقبل راس ساره اللي ابتسمت باتساع تحضنه : احسك اخوي عساف مو ولد اخوي !
ضحكو من تعبيرها تخجل هي ، ابتعد يشوفها تاخذ كتابها وتطلع للحديقه وسهم ابتعد من جاه اتصال مهم ، تمدد بجنب جدته يترك راسه بحجرها يبتسم : امي وين ؟
مدت كفها تمسح على صدره : تتجهز هي وحرم عمك فيصل بيروحون زواج !
هز راسه يغمض عيونه فقط وابتسمت تنطق بنبره واضحه : عقبال يحضرون زواج عيالهم نقول امين ؟
تنهد يفتح عيونه : امين يا الجوهره امـيـن !
ضحكت تقبل جبينه : قابلتها ؟
هز راسه يسرح بذكراها : مرتين وبكل المرتين تسلبني نفسي تتوهني تضيعني ! حـلـوه كثير
ابتسمت بحنو : الله يكتب اللي فيه الخير !
هز راسه يتمتم بامين فقط يعض ثغره من صوت ضحكاتها اللي بالمدخل من شادن اللي تهاوشها ، وقفت شادن قدام امها بغضب : امي شوفي دانه
ابتسمت تشوف دانه اللي دخلت بضحكه : ما سويت شي ماما جوهره هي بسرعه تعصب !
ابتسمت الجوهره تشوف نظرات دانه اللي انتقلت منهم لعسّاف اللي متمدد على جدتها ، تتذكر كلام قمر لها بانه ولد عمهم فهد الكبير وكان مسافر بالخارج وتوه رجع ، تتامل هدوء ملامحه تطري عليها ذكرى قديمه لكنها مغبشه تمسك راسها بدوخه ما تسمع كلامهم ، تراجعت للخلف تقطع كلام جدتها وشادن اللي التفتت تمسكها بخوف : دانه !
فتح عيونه يلف لها بخوف يشوفها نزلت يدها لصدرها تحس بالكتمه ينتبه لشادن اللي تعبث بشنطتها تدور البخاخ ، ما اهتم بكل هذا يفز وهو يقترب منها بسرعه يطلع البخاخ اللي يحرص انه يكون بجيبه كل يوم ينحني لها يترك بين ثغرها يبخ وهو يمسح على ظهرها بحنيه يساعدها تتنفس : بالهون !
وسعت انظارها شادن بصدمه تناظر في عساف تستوعب انه البخاخ معاه : اوميقاد نويه!
ابتسمت الجوهره تتاملهم بحب وهي تدعي لهم بصدق ، تتمنى حياتهم تتيسر وياخذها حلاله ، بعد دقايق بعدت كفه عن وجهها تستند بكفها على كتفه وتوقف بعدم اتزان تشوفه وقف يساعدها لكنها بعدت : وخر عني !
رفع حاجبه يبتعد ومسكت شادن اللي مشت معاها لغرفتها وهي بذات صدمتها ، لف لجدته اللي ابتسمت تهز راسها له تطمنه وابتسم لها وهو يروح لغرفته يصادف عُدي اللي نزل يدندن بروقان يتوقف لثواني ببتسامه : حي اخو عُدي حي قلبي!
ضحك بخفه يرفع راسه من اقترب عُدي يحضنه : وين طالع ؟
ابتعد بذات ابتسامته يرتب جكيته الرياضي : مو واضح يعني ؟
ابتسم يهز راسه بياس : الله يعين على سباق السيارات ، انتبه على نفسك زين ؟
هز راسه بطاعه لاوامره ينطق بمزح : اي اوامر ثانيه طال عمرك ؟
ضحك يضرب كتفه : ابد بس انقلع !
وسع انظاره عُدي يمثل الالم : اح وتقولها بالصريح بعد ؟ انتو ما تحبوني انا تاكدت انا مو ولدكم
قلب عيونه بملل يصد عنه وهو يطلع الدرج يسمع حلطمة عُدي بالخلف ، يدخل غرفته يتجهز
-
دخل غرفة امه وشنطته بيده ينزلها بجنب الباب يدور امه بعيونه ، وابتسم يشوفها واقفه بغرفة ملابسها تعدل فستانها الضيق باللون الاحمر اللي بين نحفها رغم انها حملت وجابت الا انه جسمها ما يتاثر ، اخذت الحلق تميل ويميل شعرها الاسود معاها للجنب ، تلبسه بهدوء والتفتت من انتبهت لعسّاف : هلا ابوي !
اتسعت ابتسامته يقترب وهو يحاوط امه يسلم عليها : حلوه ام عساف تاخذين العقل !
ضحكت من مديحه ومن انه اقترب يقبل خدها : حبيبي وين عُدي ؟
عدل وقفته يبتعد عن امه يتركها تتجهز براحتها : طلع ما مرك ؟
هزت راسها : الا وصدع راسي وهو يتحلطم يبي سياره جديده !
ضحك يجلس : تراك تدلعينه كثير
ابتسمت تمسح على شعره : تغار منه ؟ ترا ادلعكم كلكم
ضحك بذهول يناظر بابتسامتها : امي !
رفعت اكتافها تكتم ضحكتها وهي تقبل خده تنتبه على ملابسه : اليخت ؟
نزل انظاره لملابسه بفهم يهز راسه : ايه قلبي بروح مع سهم !
التفتت له تلبس عبايتها : مع اخو الخطيبه ؟
ابتسم بخفه يرفع حواجبه : امي ؟
ضحكت ترفع كفوفها : خلاص خلاص آسفه انا بطلع مع ام خطيبتك !
توسعت انظاره تتعالى ضحكاتها يقاطعهم جوالها اللي اتصل ترد وهي تتركه سبيكر : دودي ؟
عُدي ببتسامه واضحه : مسموح ياعيني دام الدلع منك !
ابتسمت تعدل خصلاتها : ايه وينك فيه ؟
رفع اكتافه يتذكر بالم : رحت المستشفى امي
تركت عطرها تاخذ جوالها بيدها : بسم الله عليك قلبي فيك شي ؟ باي مستشفى ؟
كشر ينطق بنبره حزينه : رايح احلل DNA واتاكد اني ولدكم !
ضحك عسّاف بذهول يشوف ملامح امه المصدومة تضحك تنطق بتهديد واضح : طيب رد على فهد !
عض ثغره يفهم تهديدها : نو بليز كلش الا فهد
ضحكت تفصل بوجهه تلف لعسّاف : مو صاحي اخوك
ابتسم يهز راسه بياس من عُدي يقوم يلحق امه اللي خرجت
« بنت النور »
تمددت بسريرها تتغطى باللحاف تاخذ نفس عميق لصدرها تزفره ، غمضت عيونها تفكر فيه الشخص اللي تحلم فيه كل يوم هو دائما يطلع باحلامها مغبش وجهه ما يوضح لها لكن ظهره وهيئته تذكرها بولد عمها فهد الكبير هي حتى اسمه ما تعرفه ، وكل ما حاولت تناظر بوجهه تدوخ وتصدع ما تتذكره هي بدت تشك لانه الوضع مو طبيعي بالنسبه لها طرت فبالها فكره تقوم بسرعه وهي تاخذ جوالها تفتحه ، تدخل الصور وهي تروح فوق مره ، تجذبها صوره كانت راكبه الخيل وبوسط البحر وفيه ولد امامها يسبح يعطيها ظهره وهي تصوره ، صغرت عيونها تلاحظ انه ظهر الشخص ذاته تصدع ، غطت ملامحها تبكي فقط بقهر من ذاكرتها اللي خنتها وقهر منه هو ، رفعت راسها من دق الباب تدخل ساره : دنو !
قطعت كلامها تشوف ملامح دانه الحمراء تبكي بانهيار ، عجلت خطواتها تجلس بجنبها : بسم الله على قلبك شفيك ؟
دفنت دانه راسها بحضن ساره تفرغ داخلها كله وتركتها ساره لين هدت ، ابتعدت تمسح دموعها وتبتسم لساره المرعوبه : انا بخير سوسو لاتخافين !
ناظرتها بسخريه : كل ذا الصياح وبخير ؟ انطقي وش صاير ؟
اخذت نفس تشتت انظارها لثواني ورجعتهم لساره :احلم بشخص من سنتين لكني ما اشوف وجهه يكون اسود بكل حلم تعبت حيل ! ما يوضح غير جسمه وظهره
سكتت لثواني تلف كلها لعمتها : تخيلي انه نفس شكل ولد عمي فهد الكبير ! تكفين ساره علميني مين هذا ؟ ليش ما اذكره ؟ ليش اذكركم كلكم الا هو ويقول انه شخص مهم بحياتي ؟؟ علمينـي
تنهدت ساره تمسح على شعرها : نامي انتي تعبانه الحين بعدين تتذكرينه !
وقامت بتوتر تخرج عنها مستحيل هي اللي تذكر دانه بعسّاف تقلق من الكارثه اللي بتصير ، ابتسمت بسخريه دانه تتاكد شكوكها انه كان شخص مهم بحياتها بس محد راضي يذكرها فيه ، ما كان عندها حل غير ابوها تسحب جوالها وهي تكلمه ومن رد عليها يخبرها بانه تحت هيّ قامت تاخذ وشاحها بتخرج ، لكن من فتحت الباب صادفته قريب الدرج جاي لها ، رفع راسه يشوفها طلعت يبتسم وهو يقترب يفتح ذراعه : هلا بحياتي !
ابتسمت بارهاق تقترب وهي تحضن ابوها بشده تجتاحها رغبه بالبكاء لكنها تماسكت تبتعد عنه وهي تاخذه داخل غرفتها ، تمددت على سريرها تاشر له يجي جنبها : تعال !
جلس بجنبها ياخذها لصدره يقبل راسها بقلق لانه شاف رجفتها : شفيك يا بابا ؟
غمضت عيونها تشد على حضنه : بابا !
مسح على شعرها يقلق كله : امريني ؟ تبين عيوني ؟
ابتسمت بتعب تهز راسها بالنفي : ابي توضيح لاني تعبت !
هز راسه باستماع : وش صار ؟
رفعت عيونها تناظر عيونه لثواني تشرح له كل شي تحسه غريب ترمي كل شي على ابوها بتعب ، شد على كفه فيصل يشتت نظراته لكل الغرفه ما عادها لثواني يتنهد ، تسمع تنهيدته تدمع عيونها لانها عرفت انه موضوع كبير وما بينقال بالساهل وهي ناسيته كذا ، رد عيونه يمها يبتسم : ما ودي اضغط عليك يا بابا !
نزلت راسها تخفي ملامحها بصدر ابوها فقط ، يداهمها النوم بعد مده