9

1.3K 51 0
                                    

-

« عسّاف »
كان نايم ، نايم بتعب بعد يومه اللي قضاه بالبحر يغوص لوحده وما نام غير وقت متاخر لانها كالعاده استحلت تفكيره ، عقد حجاجه يحس بجواله اللي دوى صوته العالي يزعجه ومد يده يقفله وقام يعدل جلسته يرجع شعره للخلف ، يتثاوب بتعب ورجع ياخذ جواله يشوف الساعه وكثير الاتصالات وجميعهم من شغله يلتف نظره رساله وحيده من اخوه يدخل محادثته وليته ما دخلها يضيع نفسه وينتهي الكون امامه ، يرجع يقرا رسالة اخوه مليون مره يحاول يكذب اللي يقراه " عسّاف دانه بالمستشفى ، سوت حادث " انخنق يمسك عنقه بشده من توالت عليه احداث الحادث الاول اللي صار قدام عيونه وقبل ملكتهم بساعات بسيطه ، انهار داخله يقوم بسرعه لانه مستحيل يقعد لحظه هنا وهو ما يدري عن حالتها اخذ اغراضه يدخلها بشكل عشوائي ولبس ثوبه يركض خارج الفندق بعد ما اخذ اغراضه ، يركض بجنون وخـوف من عواقب هالحادث ، نزل يشوف التاكسي امامه وركب معاه يقصد المطار ، يفتح جواله وهو يدور رحـلات يحجز باقرب وقت ونزل جواله يسهى بالطريق وهو عقله ما وقف افكار ولا رحمه دقيقه ، هو مستعد يتحمل عدم تذكرها له ولا يصيبها اذى تنهد يهوجس فيها ما ينتبه للطريق اللي انتهى يوصلون للمطار ونزل ينتظر رحلته

« املج »
تنهدت من شافت الساعه تستوعب انها من امسها، من دخلت غرفتها ما عاد طلعت تحبس نفسها هنا ما تشـوفه ، ترفض لقاءه بعد اخر موقف بينهم هي للان تحاول تستوعبه لكن من تتذكر طريقته ولمساته يتقشعر جسدها وترفض الاستيعاب ، بلعت ريقها تلمس ثغرها بخوف منه ، من قبلته ومن نفسها من شعورها المستحيل اللي ما تركها من امسها ما تفهم ، وبنفس الوقت هي تغضب ، تغضب لانه جاءها بسرعه ما يعطيها وقت تفكر بعلاقتهم الغريبه ، وتغضب من ذاتها من شعورها الغريب ، زمت ثغرها تنزل انظارها لكفوفها اللي ترجف بشكل مرعب لانها تحبس دموعها وترفض نزولهم
-
لف بعيونه يناظر باب الغرفه وهي من بعد اخر موقف ما عاد طلعت ولا لمحها ، تعاقبه على فعلته بهذي الطريقه يعني ؟ تنهد يحاول يفهم ذاته ومشاعره الواضحه لكنه ينكرها لانها ما تشوفها والواضح بعد اخر موقف هي بترفض تشوفها وبتبعد وهذا اكثر شي خاف منه ، هو ما يدري كيف تسرع وقبلها لكنه عجز يمسك ذاته وهو يشوف القلق بعيونها عليه ولمن قبلها هي اخفت اي شعور ما تتركه يوضح عليها وبعدت عنه ، عجـز عجز يفهمها ، وقف يمشي للغرفه يدق الباب بهدوء : ساره ، اطلعي خلينا نتفاهم !
شدت كفها لثواني تسمع هدوء دقه ما تنطق بالحرف تحس برجاء نبرته ، وقفت تمشي ناحية الباب بتردد طال لكنها فتحته ترجع بخطواتها ناحية السرير ، تجلس وهي تمثل الهدوء تحس فيه دخل يقفل الباب خلفه يمشي لين وسط الغرفه يوقف وهي يضم كفوفه يشاهدها جالسه بهدوء وهو عارف هالهدوء زين : ساره ؟
ما ردت عليه تسكت وهي كل انظارها ناحية الجدار امامها يتنهد لثواني ، يرفع صوته لنطقها : وش تبي نتفاهم عليه ، ليش وش صار وش سـويت؟
ابتسم بسخريه يتكتف وهو يقترب منها : انا بسالك وش صار؟
لفت عليه ترفع حجاجها : اللي صار انك قربت لي بدون ما تخجل وبدون رضاي !
رفع حجاجه بذهول : اخجل ؟ تراك زوجتي ساره اذا كنتِ ناسيه بذكرك
هزت راسها بالايجاب بسخريه : ايه الزواج اللي بدون رضاي بعد
اقترب بغضب ينحني لها : وش هددك به ؟ انطقي وخلصيني
دفعته عنها توقف امامه : ما قالك للحين ؟ اكيد خجلان
سكت يستغفر يرجع عيونه لها من كملت : هددني بابوي يا ذياب هددني بسلطان لانه يدري اني ما اتحمل اي شي يمسه عشان كذا وافقت عليك ولا انا وانت ؟ مستحيليـن
سحب مسباحه من جيبه يشد عليها بقوه يشوف انفعالها امامه توضح عدم رغبتها فيه وانهم مستحيلين لولا تهديد ابوه ، صد عنها يناظر البحـر الواضح من قزاز الغرفه يبتسم بسخريه لانه هو بايش يحس وهي بايش الحين ، صدت عنه تحس بجرحها له تحس بتقدمه لها يمسك يدها بشده : ليش مستحيلين ؟ لو كانت الظروف احسن والزواج ما جاء بالتهديد كان حبيتيني يعني ؟
رفعت اكتافها يرجف قلبها من قالها بالصريح : يمكن بس خلنا بالواقع حنا مستحيلين وما بنكمل ذياب خلاص ابوك سوا اللي يبيه وصار وقت ننفصـ..
قاطعها يشدها اقوى ، يقربها لصدره يهمس بجنب اذنها : لا تنطقينها لانك تحلمين بها ساره !
رجفت كلها بين يده تحس بانفاسه على عنقها ، تغمض عيونها لثواني بتوتر تشد على نفسها توعيها ، دفعته عنها تهز راسها بالنفي : مو حلم ذياب مو حلم ، بننفصل
شد على مسباحه بشده اقوى يشوفها التفتت لجوالها اللي اتصل تاخذه : هلا حبيبتي
انهارت شادن وهي لتو سمعت الخبر وما لقت نفسها الا متصل على ساره : ساره ، يتكلمون عن دانه وحادث وهي مو موجوده
انهارت ساره ما تفهم عليها : وش صار شادن وش فيها دانه ؟ اهدي وفهميني
هزت راسها بالنفي شادن يسقط جوالها من يدها وانهار داخل ساره تحس بركض ونداء العيال وانهيارهم تنادي باسم اختها : شادن وينك ؟ لا تجننوني وش فيكم ؟
ما كانت تسمع رد تقفل جوالها ولفت لذياب بخوف : ذياب مدري وش فيهم ، تقول حادث ودانه وش فيها دانه مفهمت على شادن ؟
مسكها يشوف رجفت جسدها : اهدي عيني اهدي مافيهم الا العافيه
مسكت كفه تشوفه اخذ جواله يدخل لمحادثة زياد واللي كانت اخر رساله منه " دانه سوت حادث "
خارت قواها تسقط لولا يده اللي شدتها يستوعب انها قرت الكلام معاه يقفل جواله : ساره !
مسكت كفه ما تستوعب : ذياب دانه
هز راسه بالنفي يقبل كتفها : ما فيها الا العافيه اهدي
نزلت دموعها تلف ذراعها على عنقه بخوف تحس فيه يضم خصرها بشده يقبل عنقها ويمسح على ظهرها بحنيه مفـرطه لانها لاول مره هي تنزل دموعها امامه ، تبكي امام ذياب ما تهتم بشي ، تنهار بكي بحضنه بخوف تحاول الاستوعاب لانه دانه الان بالمستشفى ولا هي تدري كيف حالتها هل هي بخير ولا بين الحياه والموت ، ابتعد فكرها لعمها سلمان عن حادث دانه اللي تحسه مُدبر ، تركت ذياب تبعده عنها بانفعال وهي انعمت عيونها ما عاد تستوعب تصرخ بانفعال : سوا اللي يبيه ابوك ؟ مو كافي غصبني ؟
عقد حجاجه بعدم فهم : ساره ؟؟
هزت راسها بالنفي يعلى صوتها : ما كفاه يشوفني مغصوبه ، قال لازم اعذبها اكثر بعيال اخوانها ؟
ذُهل بشكل مستحيل لانها تحط سبب حادث دانه المكتوب بابوه ، هو يدري بابوه مستحيل يسوي هالشي ولدانه ؟ مستحيـل : اسكتِ ساره لانك ما تدرين وش تقولين ، جهزي شنطتـ..
قاطعته تمسك ذراعه بشده لانه ابتعد بيخرج قبل لا يحتد النقاش وينفعل ، ترجعه امامها بتنطق لكنه سكتها يلوي ذراعها خلف ظهرها بخفه ما يعورها ، ينطق بحده : قلت اسكتِ وجهزي شنطتك ، خلينا هاديين
سحبت كفها بحكم قبضته الحنونه عليها ، تدفعه عنها ومشت باستعجال بتطلع من الغرفه ، لكنه توقف خلفها يترك يده على الباب يقفله بشده تلتفت بخوف : تخوفني وخر !
غمض عيونه يتنفس بغضب يمنع عيونه من مشاهدة ملامح الخوف بوجهها ، ومنه هو : ابعدي هالملامح ساره لا تجننيني ، ادخلي جهزي شنطتك بنمشي
تراجعت للخلف تمسح دموعها وهي تسحب شنطتها تدخل اغراضها بعشوائية وقفلت الشنطه تطلع له وعكازها بيدها الاخرى ، والتفت لها ياخذ الشنط وطلع يركبهم تلف بعيونها لكامل الشاليه وهي تحس بدموعها تنزل خوف على دانه وخوف من الجاي ، سكنت كلها تنزل دموعها بغزاره من حست فيه خلفها يقبل راسها لثواني ورجع يبتعد يهمس بحرقه : ان شاء الله ما تكون الاخيره يا ساره ، نطلع ؟
بلعت ريقها ولفت ما تلتقي بعيونه تمشي وتنهد هو بشكل مطول يمشي خلفها وقفل الباب خلفهم من طلع يركب بجنبها وحرك بسرعه وهو يحس بالاختناق من هذا الطريق ومن الجو المشحون ، بس امنيته الوحيده انه هالطريق ما ينتهي لانه اللي جاي بعده ما يعـرفه

يا وطن قلبي وغُربة ناظريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن