٣ّ

2.5K 13 6
                                    

_______

فلُورِي وقَدرها المشؤُوم، البَارحة كَانت تعَانق والدَها غَير مُدركه أَنه آخر عنَاق، وتنَاولت آخر تُوست بالزبدَه غَير عَالمه بأنه آخر تُوست مِن صُنع والدَتها،

انتَهت مَراسِيم الدّفن، كَانت تجثُو عَلى رُكبتَيها، تَذرف دمعاً مِن مقلَتيها، وتمسَح فَوق تُراب قَبر وَالديها. '.

"أَين الوعود التي وَعدتني بِها ياأَبتي و الآن قَطرات دَمعي كالشلالِ على تُرابك وانتَ لاتبَالي" شَهقت بحُرقه

سَمعت خَطوات قَادمه نحوَها، لتَرفع مقلَتيها لتَجد رَجلا مِن الواضِح أنه فِي عقده الثَالث، مفتُول العضلاَت يرتدِي سُترة سودَاء وخصلاَت شعرِه سودَاء متسَاقطه عَلى جبهَته.

رَفع جبِينها بيدِه، ليتبَادلان النظَرات، عَينيها زرقَاء كاللازورد تسحَر ناظِرها، حدقت فِي أدعَٕج العَينين، مَسح دمُوعها بإبهَامه ودَاعب خدَها المتَورد.

"مَ.. مَن أَنت يَاسيد؟"

"عَمك يَاشقرَاء..."

ابتَلعت رِيقها ونبرَتها مرتجِفه،
"لَقد تُركت وحِيده، لَم يودعُوني حَتى، أنا بِدُون مَلجَا"
أطلقت شَهقه مِن بَين شَفتيها الكرزِيتان.

أَنا ملجَؤك يَاصفرَاء، تَوقفي عن البكاء، أَو سَوف أَلعن رُوحي."

"إنَني أتَألم، رُوحي تؤلِمني.." ارتَمت فِي حُضنه وغَرقت فِي بُكاء، بَكت روُحها المتألمه حَتى غفَت فِي أحضَانه،"

______________

َتحت عَينيها ببُطىء لتَجد نَفسها فِي غُرفه مجَهزه، لتستَعيد ذَاكرتها، وتمَنت لو أن كُل هذَا كَابوس مشؤُوم وسَيمضي.. لَكنها خاطِئه حَياتها انقَلبت رَأسا عَلى عقِب.

كَان العَم جَالسا علىَ طَرف السَرير، ويَتأمل جَمال البَاقعه بجَانبه، آهٍ لَو سَألنَاه عَليها،

كَان لَديها جَبْهة كالمِرْآة المصقولة، يزينها شعر ذهبِي، وحاجبين كأنما خُطّا بقلم، و أنف كحدِّ السيف،وَجنتيهَا كالأرجُوان، فمٌ كالخاتم ،تلتقي فيه شَفَتَان كَرزيتَان ،نتأَ في ذلك الصدر ثَدْيان كالرمَّانتين يخرقان عليها ثيابها،و لَها فَخِذَانِ ممتلِئتان.

عندمَا رَفعت مُقلتَيها لتحَدق بِه، ارتَعشت دَواخله بسَبب نظرَتها، لَديها عَينان زَرقاوان فِيهما لَون الغدِير.

نَطقت بِتردد، "لِماذا ظَهرت الآن، أَعني عِند وفَاة أَبِي."

"سُؤال وَجيه.. كَان هُناك خلَافات بَيني وبَين وَالدك لذَلك لَم ترَيني مِن قَبل، لَكن لَم استطِع أَن اتغَاظى عَنك ، أَردت حِمايتك."

اومـأت لَه، وأكمَل حدِيثه،"بالمُناسبَه، ادعَى آرثَر، في أَواخر عقدِي الثَالث، أَنا شَقيق أبِيك الاصغَر، افَضّل لَو تنَاديني آرثَر بَدلا مِن عَمي."

نَهض آرثر فِي طرِيقه للِمغَادره،
"إذاَ احتَجت أَي شَيء اخبِري احدَى الخَدم، ياصفرَاء."

"ا.. اشكُرك، "نطقَت بتَردد

....

______________

خَرج آرثَر مِن الغرفَه وتفكِيره مُشتت، بَين كَيف سيعتَني بِهذه الفتاَة وَحول أفكَاره القَذره التِي رَاودَته اثنَاء التحدِيق فِي منحنَياتها، لَعن نَفسه ليَركب سَيارته ودَاس عَلى الفرَامل دُون وِجهه محَدده.

وصَل إلَى الحَانه، وبالفِعل عِند دخُول اتجهَت جمِيع الأنظَار حَوله، هَالته خَاطفه لِلانفَاس، عضلَاته مفتُوله، يُغطيها قَميص مشدُود علَى جسَده، أزرَاره مفتُوحه بِعنايه،

ذِراعه مشدُوده ومملُوءه بالوشُوم، خصَلات شعرِه السودَاء منسدِله علَى جبهَته وأيضاً لَديه لِحيه تُناسب ملَامح وجهَه،

اتّخذ مكَانه، وأخذَ طلبَه المُعتاد، وبالفِعل لَم تَمر خَمس دقَائق علَى وصُوله إذ ارتَمت علَيه إحدَى الزبُونات،

ولـم يتَردد فِي مدَاعبتها وتبـادل أطرَاف الحدِيث بينمَا يحتسِيان الشرَاب، حتّى وصَلا إلى مرحلَه الثّماله صعَدا إلى الطّابق عُلوي،

حَيث تتوَاجد غُرف للزبَائن لقضَاء لَيلتهما هُناك، دخلَا لإِحدى الغُرف الفَارغه، وقضَى لَيلته الدنِيئه، ولسُوء حظّه خطَرت فِي بَاله تِلك الشّقراء،

ضَاجع تِلك المسكِينه بِوحشيه، هكذَا كَانت طرِيقته فِي تفرِيغ غضَبه، عُرف بأنّه زِير نسَاء، نَادراً يَدخل فِي أيه علَاقات، وحتّى إذاَ انتهَى به الأمر فِي إحدَاهم، يَعود السّبب لِتفريغ شهوَته ورغبَاته،

لِذلك كَان آرثَر سَيد أعمَال شَهير فِي لُوس أنجلُوس، عَازب، تتخَاطف علَيه النّساء، وهَل سَوف ينتهِي بِه قَدره مَع إحدَاهن، لَاأحد يدرِي،

عَاد إلَى المَنزل مَع حلُول خَامسه صباَحاً، خَطرت علَى بَاله تِلك الشّقراء،دَفع بِخطواته إلَى غُرفتها لِيتفقدَها،

لِيجد شقرَائه كمَا اطلِق عَليها غَارقه فِي نومِها،كَانت تبدُو نقِيه وبريئَه، غَير مدَنسه، لَم يمسٓها أَي سوء،

خَلخل اصابِعه بَين خصَلات شعرِها واشتَم رائحه عبقِها، ثمُ اقتَرب مِنها،

لَم يقَاوم.. بَل اطبَق شفتَيه علىَ شفَتيها، واغمَض عَينيه يتلَذذ بطَعم خطِيئته،

______________

نهَايه البَارت،

مَافي تسَارع بالأحدَاث، الفصُول القَادمه أطوَال، وفِي أحدَاث حِلوه، إنجُوي!

صفࢪَاء. Where stories live. Discover now