الفصل31

1.5K 70 28
                                    

بعد عدة أيام كانت هدى تجلس على مكتبها الصغير داخل حجرتها أمامها بعد الأوراق الفارغة فتسحب إحداها وتخط عليها بعض الكلمات، ثم تنظر لها بغير رضا فتمزقها وتلقيها بسلة المهملات وتعاود الكرة مرة أخرى وبعد عدة محاولات أنهت كتابة كلماتها فوق تلك الورقة، ثم نظرت لها وقرأتها فارتسمت ابتسامة رضا على شفتيها ثم أخذت تلك الورقة وخرجت مسرعة، وهي تشعر بفرحة عارمة إلى الشرفة حيث تجلس والدتها ووالدها.

هدى بفرحة:« ماما... يا ماما يا أحلى ماما عندي ليكى مفاجأة حلوة.»

فاطمه بتهكم:« ياما جاب الغراب لأمه مفاجأة إيه يا ست هدى؟!»

هدى:« إيه يا مامتي هو انتى على طول قارشة ملحتي كدا دا انتى بتعامليني ولا كأني ضرتك يا ولية أنا بنتك دلعيني شوية ما تقولها يا حمادة وفهمها إن أنا بنتها.»

فاطمة:«ولولوا عليكي بدري يا بعيدة عاوزاني أدلعك ليه يا أختي كنتى بتعمليلي إيه عشان أدلعك دا انتى مطلعة عيني من ساعة ما بترجعي من الشغل وانتى قاعدالي على المخروب اللي معاكي دا وما بتخرجيش من أوضتك عشان تقعدي حتى معانا شوية يا بت دا لو حرامي دخل بيتنا مش هتحسى بيه.»

حمادة بضحك:«إيه يا بطة ما تسيبيها تتدلع براحتها بكرا تتجوز وتشيل المسؤولية وساعتها هتعرف قيمتك يا بطاطا.»

هدى بطريقة مسرحية:«والله يا خوفي أكون مش بنتكم وتكونوا جايبيني من الملجأ عشان كدا بتعامليني بالقسوة دي يا بطة.»

فاطمة:« لا وانتى الصادقة لاقيينك جنب باب الجامع قولي يا بت واخلصي كنتى جاية مسروعة عاوزة تقولي إيه؟!»

هدى وهي تجلس على أقرب مقعد:«بصي يا ستي أنا بقالي كام يوم بحاول أتعلم الكتابة وبدأت أبحث على النت وأتفرج على فيديوهات كتير غير طبعاً إني اتعلمت حاجات من الكُتَّاب اللي بقرألهم بس أنا حابة يكون ليا اسلوبي الخاص مش عاوزة أقلد اسلوب حد منهم.»

فاطمة بضحك:« ودا هتعمليه ازاي إن شاء الله دا أنا يا بنتي بشفق على الطلبة اللي بتدرسلهم أموت وأعرف بتشرحيلهم ازاي وانتى أصلاً كنتى بتطلعي عيني في المذاكرة.»

هدى:« يا ماما يا حبيبتي الدراسة حاجة وإني أبقى مدرسة حاجة تانية اللي إحنا بندرسه للطلبة مالوش علاقة باللي درسناه في الجامعة وبعدين أنا بطور نفسي طول الوقت وبتابع كل حاجة جديدة بتنزل دا أنا حتى ببدع في أفكار توصلهم المعلومة بطريقة سهلة لدرجة إن أولياء أمور بيتحايلوا عليا أدى لولادهم دروس لكن انتى عارفة إن حمادة باشا رافض المبدأ ده، قالت جملتها وهي تنظر لوالدها.»

حمادة:« انتى عارفة يا هدى أنا إن كان عليا مش عاوزك تشتغلي أصلاً لكن بردو مش عاوزك بعد الدراسة دي كلها تقعدي في البيت وتفكيرك يبقى محسور في شغل البيت بس أنا عاوزك تبقي إنسانة متفتحة وعقلك كبير ودا مش هيحصل إلا لو تواصلتى مع الناس واتبادلتم الأفكار لكن حكاية الدروس دي أنا برفضها لأن مينفعش بنوتة زيك تمشي تلف على البيوت وبصراحة أنا ما أضمنش مين يكون موجود في البيت اللي تدخليه ولا أخلاقهم إيه وممكن يكون في شباب حد يعاكسك ولا يضايقك يبقى من البداية نتجنب المواقف دي كلها ها بقى كملي كلامك على موضوع الكتابة وفهميني ازاي هتعرفي تكتبي وإيه أصلاً اللي خلى الفكرة دي جت في دماغك.»

الكاتبة والفتوة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن