Distances in love || minsung

١٨

-

اخفَت السماء شمسِها وبرزَت اقمارِها وتبجحَت نجومها بالعلا مُعلِنة إنتهاء النَهار وتَعلي الليل عرشَ الفضاء،

وخلفَ جُدران ذلِك المنزِل إحتضن افرادَ العائِلة المُتجذِرة مِن عدة اُسرًا اُخرى، لَم يَرى اشخاصُ المنزِل يومًا خُليَّ مِن الخَوف والترقُب حتى رَمت الحياة ثُقلها على أكتافهُم.

بينَ طِفلة ظُلِمت في احضانِ ابوَيها ورجُلاً عاشَ حياتهُ وحيدًا يُصارِع وحشةً الدُنيا بِقسوةٍ خَلفتها المَصاعِب، حتى فتىً هشٌ لَم يعرِف مِن الحُب شيئًا ولَم يُبصر مِن السعادةٍ إسمها.

إلتفَ الجميع بينَ بعضهُم راغَبين أن تُقدِم الحياة لهُم فرصةً اُخرى يعَيشونها بينَ بعضهُم، املينَ بالاملِ البعيد.

إنسَدلت الستائِر وإنطفأت الشموع وتكدَس الظلام حُلك الغُرفة

"جاري مينهو، السَرير لَن يسعك فلتنزِل انت وسننامُ انا ومُعلمي"

إعتَلت الب  السَرير بِجوار الكفيف الذي إحتضَنها سَريعًا.

"غدًا سنجِد حلاً أخر وستَنتهي مهزَلة النَوم، اليز ستَندمين"
إلتقطَ مينهو وِسادته والغِطاء فيتسَطح على الأريكة يُتمتِم بِجميع الشَتائِم.

تَعالت ضحِكات جيسونق بِجانب طِفلته على الوضعِ البائِس فكونَهم يَنامون بِمنزِل مينهو وهو يتَخذ مِن الارائِكِ والارضَ منامًا.

وفي الصبَاح إستيقَظ جيسونق أولاً ولِحركتهُ المُفرطة بالسَرير إستفاقَت اليز كذلِك

دخل جيسونق الحَمام مُغلِقاً الباب خَلفه، يُجرب أيّ مِن المياه ساخِنة ناويًا إلاستِحمام فهو مُحبًا لإنتِعاش الصبَاح ورطُوبة خُصلاته البُنية، إلتمس البُخار الساخِن يعج الجُدران ليدخُل أسفله فتنزَلِق قَطرات المطر على جسدهُ الاملَس بِمثالية.

لَم تكُن عشرَ دقائِق حتى خرَج مُرتدياً المِنشَفة ورائِحة المياة الحارَة إمتزَجت بصابون الليمون خاصتَه.