١

1.1K 79 30
                                    

٧:٤٠ صباحًا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

٧:٤٠ صباحًا

رذَاذ المَطر يُلامِس تُراب الارض واسطُح المَنازِل مُولداً عِبق يُرسل الالَفة بِقلوب مَن يُلامِسه.

ضَجيج سُكان هذَا الحَي مِن لعِب الاطَفال وضحِاكتهُم لِمناقشاتِ كِبار السِن على الارصِفة، رائِحة المُعجناتِ المَخبوزة حَديثاً، الثُنائيات يَجرونَ هاربينَ مِن تِلك المياه الضئيلة، كلٌ مِن النِساء اِستقرت بيدها حقيبةً جِلدية والاخُرى مِظلة.

الاِصغاءُ لِعذوبة لحنِ العُصافير وثَرثرةِ السُكان، تََنسَّمُ اريج المَطر يُلامِس الارضَ فَيُنعِش عِبق التُراب المُتراكِم في الارصِفة والنباتات في الشُرفاتِ والطُرقات،

رغبتهُ بإحتِساء القهوةِ الدافِئة لَم تَزداد اِلا لهَفة..تِلك القهَوة التي نَثرت فَوحها السَاخِن على المَارة تقودَهم لِذلك المَقهى.

مَسؤلاً عنهُ عَجوزًا مُسِن اِتخذت مَواجِع الحَياة مِن وجههُ ضَريحاً يُظهر آثارَ التَقدُم بالزَمن، شَاركت كفهُ بأحتِواء البَعض مِن تِلك الاضرُح.

دَفع البَاب الزُجاجيّ يَتقدُم بِجسدٍ شِبه مُرتجف فهذهِ طبيعَته في دخول الاماكِن الجَديدة، يتلَمس الاثاث المَقاعِد والطاوِلات مُتجنِباً السَقوط على الارَض، اِتخذ كُرسياً بالقرب مِن النافِذة يَقبع هُناك، وضعَ حَقيبته الصَغيرة بالاسفَل.

طلَب كوباً ساخِن مِن القهوة مَع قُطعة مِن كعكِ الشُوكولا، يحتَسي قهوتهُ المُحلاة ويأكُل قَضماتٍ صغيرة مِن الكعكِ مُتأنِساً بالاصِغاء لِلحن المَطر يهطل على النافِذة، رائِحة تُراب النباتاتِ الرطِب امتَزج بِإحتِرافية مع اصواتِ تكسُرِ الخشَب في المِدفئة.

شعوراً بِداخِله كانَ خائِفاً مِن المَدينة الجَديدة لكِن الآن هو يشكُر ربَ السَماء لإختياره.

طَبيعتهُ ولَدت لديهِ بعض الطِباع والامور التي تَرعرعت في جوفه، مُحب للعُزلة والهدوء مُولع بالقيَام بهِوايته.

تَلمس جَيب بِنطالهُ يُخرج مُفتاح المَنزل، بإنامِله النَحيلة تَحسس مكانَ القفل ليوجه المُفتاح صوبه مُصدراً صوت انحِلال الاقفاب الداخلية.

Distances in love || minsungحيث تعيش القصص. اكتشف الآن