« ١ »

22.6K 724 31
                                    

~ في وسط شمال المملكة 🇸🇦 ~
رتب أغراضه في شنطته وهو في أعلى روقان , بيرجع للديرة ويخطب مُنى قلبّه , مُنى قلبّه الّي اختارها عقله قبل قلبّه ,  اخذ علبة المويه يشربها كلها , ضاق صدره من جاه شعور بيرجع للبيت الّي كل ذكرياته فيه , ثبّت شنطته على الأرض ومشى يطلع من شقته يركب سيارته وتوجه للديرة ..
-
ركضت لجدّتها تعطيها البخور وباست رأسها ورجعت ظهرها للخلف , ميّلت شفايفها بعدم فهم وهي تسمع جدتها تكلم أحد .
رفعت أنظارها ليال وتكلمت : جدة مين بيجي هِنا ؟
أبتسمت عهد ونطقت : بيجي سهّم من الجوف ويـ..
قاطع حديثهم الهنوف وهي تركض وتصرخ بشكل مزعج , جلست وهي تلهث ونطقت بعد مُعاناة : جدة شوفي جراح رمى عليّ الفهد الصغير وذا جرح يدي
عهد : تعالي أشوف
قربت منها وهي تشوف جدتها تتفحص الجرح , ميّلت عهد شفايفها لعمق الجرح وهمست : ليال جيبي خرجه ومويه
وقفت ليال : أبشري
أخذت حجابها بحكم أن مُمكن العيال موجودين في البيت , حطتها على راسها واخذت بخطواتها تمشي للمطبخ , أخذت الأغراض الّي تبغاهم جدتها ومشت تعطيها .
ليال : جدة انا بروح للحوش الّي برا ويمكن أروح للبيت
أبتسمت عهد ونطقت : الله معك يَ حبيبتي
أبتسمت بهدوء ومشت تاخذ عباتها وتطلع لبيتهم ..
-
صرخ بعُلو صوته على جارح الّي كبّ حليب النياق على ثوبه , همام : وجعه أنت ويّاه , نعمة نعمة
همس وهو يستغفر ربّه مايبي يعصب عليهم , رفع انظاره لغيّاث الّي قبّل راسه ونطق : حقك علينا يَ ابوي أنت
أبتسم له وطبطب على كتفه ونطق : دق لي على سهّم نبي نشوف وين دياره
سكت من صاحبته الذكريات , يدري انه ظلم سهّم ووجدان , يكره ذا الموال وأكثر , ندم وندم بشدة , مسح الدمعة الّي تورقت على خده واخذ علبة المويه يشربها
طلّع جواله من جيبه وصغر انظاره يدور رقم سهّم , اتصل عليه وعطاه لجده .
وصل لهم صوت سهّم وهو يقول : هلا ؟
همام : وش وقعك يَ سهيّم ؟
ابتسم سهّم من اللقب واخذ نفس يتهوىٰ , فتل شاربه وقال : نحمد الله ونشكره , أنت اخبارك عساك بخير ؟
أبتسم همام ورفع أنظاره بغيّاث الّي يأشر له يفتح كام , نطق سهّم بعد هدوء دام لمدة ثواني : وينك يَ جدّ ؟
مسح على لحيته ونطق : معك معك بس نشوف العقيد وش يبي
أبتسم سهّم وقال : بالله عطني هو
مدّ الجوال لغيّاث يعطيه , مسّك الجوال وحطه على اذنه : وين ديارك يَ المحامي ؟
سهَم : احسبوا لي نص ساعة وأنا بمجلسكم
ضحك بصدمة وقال : ولد تمزح ؟
وقف السيارة على جنب ونطق : لا والله ما امزح , مب تبوني ارجع ؟ برجع
وقف يطلع من الخيمة ويتوجه للأبل بـسُرعة فائقة , مسح على ناقته المفضلة له , اخذ نفس وقال : سهّم أحلف لي مابتبعد عن الديرة مره ثانيه ؟
سهَم : يَ ولد ليه تحلفني
حط الجوال سبيكر وصرخ : لانك حمار كل مازعلت ولا ضقت طلعت من الديرة ولا أحد يدري عن ديارك , اختك الّي هي اختك ماتدري وين ديارك !!
تنهد من الضيقة الّي جته من كلام غيّاث , أخذ نفس يطلع سيجارة من باكيته , شبّ طرفها وحطها بين شفايفه , قفل المكالمة لان بيدري غيّاث بيعاتبه ولا بيسكت , هو تعب من الموال الّي يجيه دايماً ولا يتوقف , بيرجع بشخصيته الجديدة ولا أحد يقدر يتدخل بحياته , بياخذ القرارات الّي يبيها ويكسر رقبة الّي يتدخل فيه !
حرك السيارة بضيق ومشى لطريق الديرة علطول ..
-
أبتسمت تتأمل الورد الّي زرعته نوال , تتعجب وكثير من شدة جماله , حسّت بيد على كتفها ولفت تشوف مين , ضحكت وجدان ونطقت : لا خير كنت ابي اخرشك !!
مدّت يدها تشيل الجيك من جنبها وحطته على الطاولة , طبطبت على مكان فاضي ونطقت : يويلك أن ماجلستي أزعل !
جلست وجدان بالمكان الّي تقصده وعبست وجهها : أنتي كل يوم ألقاك عند الورد
لفت أنظارها للورد وقالت : يخي وش اسوي أحبّه
رفعت يديها للسماء وهي تنطق : الحمدلله أن عمّتي نوال زرعته الحمدلله
ضحكت بعُلو صوتها , ضربتها وجدان بخفة وهي تنطق : اشش اشش اسكتي فضحتينا
نزلت أنظاره من حسّت بشعور ضيق , مسّكت قلبّها من النغزات الّي دايم تجيها , غمضت عيونها من حسّت الدنيا تدور فيها  , اخذت الجيك تصبّ لها وتشرب
اخذت نفس من رجعت لها الدنيا , رفعت راسها تاخذ كوب المويه تشرب منه , التفت لوجدان من نطقت : شفيك ؟
ابتسمت بخفة ونطقت : مافيني شيء لا تخافين
ورفعت انظارها للسماء المُغيمة وباين انها بتمطر , لفت لوجدان وقالت : تدرين سهّم بيجي ؟
ضحكت بذهول وعقدت حجاجها ونطقت : شدراك !
رجعت انظارها للسماء : جدتي قالت لي
وجدان : احلفي !
ليال : وربّ الكعبة !
راحت تمشي لعهد تسألها , اخذت الجواب منها وراحت لبيتهم علطول , عبسّت من شافت بيتهم مغبّر , محد دخله من خمس سنوات ويمكن أكثر ! , تنهدت تمشي لغرفه سهّم , فتحتها ورجعت لها كل الذكريات الّي يصاحبها سهّم , دخلت تفتح دولابه تشّم ملابسه , اشتاقت له وبالحيل , اشتاقت لروحه المرِحه الّي مستحيل يشوف احد متضايق ولا يواسيه أو ينسيه حزنه , مسحت دموعها تتذكر يوم كانت تذاكر له على سريره ..
-
عبسّت ملامحها تقول : سهّم كيف تحفظ ذا صعب !!
دخلها بذراعه ونطق : يَ حبيبتي ذولي ماتحفظينها ذولي تفهمينها
ابتسمت وجدان : يلا كم يوم وتصير محامي وتاخذ حقنا
تنهد سهّم ونطق : وجدان سامحيني لو ما اخذت حقنا
حاوطت وجهه بكفوفها ونطقت : سهّم لاتقول كذا , مستحيل اسوي كذا واخليك , لو ما اخذت حقنا ربّـي بياخذ حقنا بالآخرة
ابتسمت من قبّل خدها وضحكت بقوة , عقد حجاجه بذهول , سهّم : شفيك ؟
غطت وجهها بيدينها وقالت : يحظ الّي بتتزوجك !
ابتسم لانها ذكرته فيها : اي والله يحظها ويحظي فيها
صرخت وغطى فمها بيدينه يسكتها : عيب عيب اسكتي
وجدان : اخس اخس طلّعت تحبّ من وراي !
سهّم : شرايك بس ؟
وجدان : علمنا مين هي ؟
وجّه انظاره للورق وحط يده على فمه ونطق : سرّ !
-
بكت وتعبت كثير , تتذكر كانت آخر ليلة تجمعها فيه ومعد شافته من بعدها , رفعت راسها تشوف الساعة تشير لـ - ٥:٠٠ مساءًا - تذكرت الصلاة و قامت تمشي لدورة المياة تتوضى وفرشت سجادتها تجلس عليها على مايأذن ..
-
ابتسم من شاف اسوار الديرة تبان والأكيد له أن بيوصل بعد كم دقيقه , تذكر أن مادق على وجدان وأكيد انها بتزعل عليه , اخذ جواله يدق عليها , انتظر لثواني وميّل شفايفه من شاف الجوال - مشغول - وقف عند بيت همام , نزل ونزّل اغراضه معه ومشى يدخل البيت .
أبتسم يشوف جدته فاتحه ذراعيها تستقبله بالأحضان , مشى لها علطول وحضنها , مسحت دموعها ونطقت : الحمدلله على السلامة يَ أبوي
ابتسم برفع كفه يمسح دموعها ونطق : الله يسلمك يَ حبيبتي ولا عاد تبكين عليّ !
ابتعدت عنه : من الفرحة من الفرحة
تقدمت له وجدان تحضنه وتنطق : وحشتني مره !
مسح على شعرها يغمض عيونه : مايوحشك غالي
ابتسمت من منظرهم وسمّت عليهم بداخلها , ابتعدت عنه ونطقت بفرحة : أكيد انك جوعان ؟
خلل يدينه بشعره ينطق : ماني جوعان بس اذا فيه اكل حطي
راحت تمشي للمطبخ تحط العشاء الّي سوته له , شافت الهنوف تضبط شكلها بالمراية وماهي منتبه لوجود وجدان , تجاهلتها ومشت للمطبخ تحط العشاء وجابته للمجلس الّي يجلسون فيه دائمًا .
ابتسمت ونطقت : حيّ الله سهّم
رفع انظاره لها ونطق بابتسامة : الله يحيك يَ اوخيتي
نزلت العشاء على الارض وناظرته : جدتي وينها ؟
سهّم : قالت بتروح لبيت عمّي مِتعب
وجدان : عندهم شيء ؟
سهّم : مدري بس قالت اكلوا عليكم بالعافية
عطته الخبز وابتسمت تقول : يلا قيّم طبخي
اكل اللقمة ورفع يده يأشر - 👍🏻- , ضحكت وقطعّت له الخبز : بالعافية !
رفع راسه لها وقال : الديرة تغيرت
ضحكت بخفة : من بعد مارحت كل الناس تغيرت , ام حامد الّي تصير صديقه امي طلعت من الديرة
سهّم : خمس سنوات من رحت تغيرت وتغيرت كثير
تنهدت ونطقت بدون مقدمات : سهّم جدي يبي يزوجك !
عقد حجاجه ونطق بغضب : ايش ؟ مين بيزوجي هي ؟ اكل حلالنا ويبي يزوجني !!
صبّت مويه ومدت يدها تعطيه تقول : مدري بس سمعته يقول لعمّي يبي يزوجك عشان تقعد بالديرة
سهّم : ايوه ومين بيزوجني ؟
وجدان : ماسمعته زين
وقف ومسح يدينه : كثر الله خيرك يَ اوختي
رفعت انظارها له : ما اكلت !
سهّم : ماني جوعان بس الجايات اكثر ان شاءالله
نزلت راسها وهمست : ان شاءالله
تقدم يقبّل راسها ونطق : خلك على الساعة وحدة جاهزة بوديك مكان !
وجدان : قل تم !
سهّم : ابشري بي
وجدان : ناخذ ليال معنا , اليوم شفتها متضايقه وابي اوسع صدرها
ميّل شفايفه ونطق بعد تفكير : تم
مسّكت وجهه بكفوفها تقبّل خده , ابتسم وقال : انتبهي لنفسك بطلع ومثل ماقلت لك الساعة وحدة جاهزه
وجدان : ابشر
طلع يتمشى في الديرة ويشوف الناس ..
-
شربت فنجانها تشرب منه وتستمع لحديث جدتها وابوها ,
ابتسمت عهد تحط كفها على كف ليال : ان شاءالله اشوفك لابسه الابيض مع حبيبٍ توّدينه !
ضحكت بصدمة : لا لا يجدة بجلس مابي اتزوج لين اموت
متعب بحدة : بسم الله عليك !!
عهد : احس انك بتتزوجين قريب
رفعت انظارها لعهد : جده امانه لا !
ابتسم متعب ونطق : شفيه الزواج سنه الحياة ونصف الدين وحياة مليانه سعادة بإذن الله
ليال : احس فيكم شيء تبون تقولونه
عهد : للحين مافهمتي ؟
جمعت الحديث براسها و فهمت تلميحاتهم , ليال : جده !!
عدّل جلسته متعب ونطق : جدك يبيك لسهّم ولد عمّك وانا صراحةً موافق سهّم رجّال وشهم اقدر انام مرتاح وانتي بين احضانه
ليال : بس انا مابي اتزوج !
ابتسمت عهد وقالت : ليه طيب ؟
ليال : ما ادري بس ماني جاهزه اتزوج بذا الوقت
متعب : عندك وقت تفكرين فيه وعطيني جوابك
سكتت تفكر , هي مُمكن تتغير حياتها برفض او موافقه , قاطع تفكيرها اتصال بجوالها , رفعت جوالها تردّ
وجدان : ليالو حياتو
رجعت خصل شعرها لورا ونطقت : هلا ؟
وجدان : قولي تم اول شيء !
تأفتت ونطقت : ودّي اقولها بس اخاف تجيبين فيني العيد
وزعت انظارها للغرفة : كيفك راحت عليك طلعة !
ليال : تم
نطقت وجدان بحماس : بتروحين معنا انا وسهّم لمكان !
وقفت تروح لغرفتها : وجدان !
ناظرت الغرفة قدامها ونطقت : شفيك ؟
سكرت باب غرفتها وحطت الجوال على اذنها : وجدان لاتحرجيني مع سهّم !
جلست على سريرها تسمع وجدان تقول : لا ماعليك قلت له أن بتجين معنا
تأففت ونطقت : طيب وجدان يمكن مجهز لحالكم
طلعت عبايتها وعلقتها ونطقت وجدان : ماعليك يجهز لك معنا
انسدحت على سريرها ونطقت : طيب بشوف أبوي وأعطيك خبر
أبتسمت تقول : تمام انتظرك
قفلت الخط وتنهدت تقول : يعني خاطبني وفوقها بشوفه !!
غمضت عيونها تتخيل عالم غير العالم الّي تعيشه , تحبّ تتخيل وأكثر , مُمكن ماحصلت الحياة الّي تبغاها لكن تتخيلها حياتها , حياة سعيدة ووردية ..
-
ظلّ يتمشى لين وصل عند الدكان , دخل وشاف جراح يعدّد بالفلوس , أبتسم ينطق : سلامًا عليكم يَ قوم
رفع أنظارها وسرعان ما انذهل : أبو العزّ !
ضحك ينطق : بشحمه ولحمه
ترك الفلوس على الطاولة وتقدم يحضنه بكلّ ما آتاه بقوة , ابتعد عنه ينطق : وحشتنا يَ حيوان !
ابتسم يقول : مايوحشكم غالي
اخذ الكراسي وحطها على جنب ونطق : تبي شاي ؟
سهّم جلس على الكرسي : إذا فيه
مشى جراح يجيب الشاي ورجع , جلس وصبّ الشاي بالكاسات ونطق : ايوه قلنا وش اخبارك من بعد مارحت من الديرة
مدّ له الشاي واخذه يرتشف منه : ابد لقيت راحتي هناك
ضحك بصدمه : افاا !
نزّل انظاره للأرض ونطق : تخيّل أن مافي احد يتأمر عليك وتنام مرتاح وتشتغل وتطلع راتب من مجهودك ولا احد يتعرضك وترجع بالك مرتاح , تخيّل كل ذي النعمة وتبيني أرجع ؟
جراح : أحسدك الصراحه !
رفع أنظاره لجراح ونطق : جدّي ماعنده مناسبه ذي الفترة غيري
أخذ نفس جراح : والله مدري بس أتوقع انك المناسبة
سهّم : شكلي عيد مب مناسبة
كبح ضحكته واخذ كاسة الشاي يشربها وسرعان ماطشرها على الأرض , وقف يمسك ثوبه وهو يكرر : يَ وسخ يَ وسخ
اخذ المناديل وضربها برأس جراح : امسح
فتح علبة المنديل ووقف جراح : عنك
سهّم : أجلس أجلس
رجع ظهره لورا ونطق : آهخ يَ سهيّم
اخذ كميات من المناديل وجلس يمسح الشاي الّي على الأرض ونطق : اليوم تلقبوني بـ سهيّم
عدّل جلسته جراح واخذ نفس : نرجع لقب أبو العزّ
جلس على الكرسي ونطق : ايوه اخبار ؟
جراح : والله مافيه اخبار من الدكان للبيت واليوم الثاني بالعزبه وارجع البيت امي تستقبلني بعشاء ويجيك احلى سوالف
سهّم : وغيّاث وجارح ماعندهم روتين ثاني
جراح : نفس روتيني يوم بالعزبة ويوم بالدكان
سهّم : انا اداوم الصباح لين الساعة وحدة الظهر بالمكتب وارجع اذا كان عندي شغل أخلصه وأطلع اتمشى واشوف العالم
رفع يدّه يشوف ساعته الّي تُشير - ١٠ مساءًا - ورفع انظاره لسهّم : ترجع معي البيت ؟
سهّم : ايه
وقفوا ومشى جراح يتخذ مفتاح الدكان يقفله , سهّم بضحكه : الحين تاخذني جولة في الحارة
ضحك جراح : اكيد !
مشوا وهم يسولفون متجهين للبيت ..
-
ضحكت وجدان وهي تقول : عاد ليال كلّ يوم مسنتره عند ورد عمّتي نوال
ناظرتها ليال بطرف عين , نطقت نوال : فِدا لها
صرخت ليال وهي تأشر على وجدان وهي تقول : ي المسخرة !
تنهدت عهد وهي تكرر : اقصروا اصواتكم ي بنات
سكتوا من سمعوا صوت جراح وهو يقول : ي أهل البيت
رفعت عهد صوتها تقول : ادخل
لفت على البنات ونطقت : تغطوا بسرعه
سمعوا صوت جراح : ترا معي سهّم !
عهد : اجلسوا ي بنات مامن غريب سهّم ولدنا
رفعت حجابها على راسها وجلست جنب جدّتها تاخذ نفس , دخلوا سهّم وجراح يسلمون وجلسوا حول بعض , سهّم : اخباركم ي عمّاتي ؟
ابتسمت نوال : الحمدلله نسلم عليك
زيّفت ابتسامتها ونطقت لمياء : بخير
رفع انظاره عليها , متغيره ومحلوه أكثر عن قبل ! , هي ماعادها ليال ذات ١٨ عام , ابتسم بخفة من رجعت له الذكريات معها , يحبّها من هو مراهق ولا يتعب من هواها , هو رسم معها أحلام وحياة مليانه حُبّ , رفع أنظاره لعهد الّي تكلمت : شكل الديرة ماعجبتك !
تنحنح يقول : الا بس فيها تغيرات كثيره ماعرفتها ! ماعادها نجد الأوليه
هو يقصدها ويقصد ديرته بـأنها ماهي الأوليه , هي مُمكن نست ايامها معه يوم كانوا مراهقين , مغامرتهم , هواشهم مع بعض , حُبّهم لبعض
حطت نوال كفها على كف سهّم : وأنت بتزيدها حلاوة
ابتسم يقول : تسلمين ي عمّة
ضحك جراح : الحين الدلع كله يروح لسهّم
نوال : أكيد من لنا غير السهّم !
ابتسم بـاحراج يرفع أنظاره لها .
بلعت ريقها بتوتر من نظراته عليها , جلست تلعب بخاتمها تطلعه وتدخله بـاصبعها , رفعت انظارها لنوال الّي لفت عليها تناديها تجي معها
لف لعهد الّي تكلمت : اخبار الدوام معك ؟ 
سهّم : الحمدلله زين وآخر الأيام صاير تمام
عهد : بتقعد بالديرة وقت طويل ؟
نزل أنظاره للأرض ونطق : يمكن اجلس فتره طويلة وارجع هناك
تنهدت تدعيّ له بداخلها وتناظر حولها لمياء وسهّم وجراح ووجدان والهنوف .
عهد : جرّاح ليه رامي زمجر على الهنوف ؟
عقد حجاجه جرّاح : اليوم كله انا بالدكان ماجيت البيت من صلاة الفجر !!
انصفق وجهها وتوترت , ماهي عارفه وش تقول لو سألتها جدّتها , هي كذبت عشان ليال ماتسمع ان سهّم خاطبها , وقفت تمشي متجاهله مُناداة عهد .
صرخ سهّم بغضب : الهنوف ولعـنه جدّتي تناديك !
ضربته لمياء على كتفه تنطق : مين أنت عشان تصرخ على بنتي ؟
ناظر مكان الضربة وناظرها : مين أنتي عشان تضربيني ؟
ابتسمت بسُخرية : أنا عمّتك , أنت مين !
وقف ونطق : أنا ولد أخوك الّي مــ..
قاطعته عهد تقول : خـلاص ي سـهّم خـلاص !
استغفر ربّه وطلع من البيت وقابل غيّاث ,فتح ذراعيه غيّاث يستقبله بالأحضان , أبتعد عنه ونطق غيّاث : يبي لك قرصة أذن
سهّم : ليه !
مشى غيّاث يتجه لمجلس الرجّال ووراه سهّم , أخذ الفرش يفرشها ونطق سهّم : بتنام ؟
أخذ نفس غيّاث : ايه بتنام أنت ؟
جلس سهّم ورفع راسه لغيّاث : غيّاث ماكان ودّي أبعد عن الديار كنت مجبور أبعد عن الناس والدنيا و..
قاطعه غيّاث : كنت مجبور ؟ كنت مجبور تبعد عن الناس بس عشان ماقدرت تاخذ حقك أنت واختك ؟ سهّم استوعب مب  خمس سنين رايح الجوف بس عشان متضايق ! سهّم استوعب أنك رجّال ومقبل على زواج !!
صرخ سهّم بوجهه ونطق : غيّاث استوعب أن انأكل حلال ابوي وامي قدام عيوني !! , ماتبيني أرجع حلالهم وأخذ حق أختي ليه ؟ عشان واحد يُسمى بأنه جدّي وهو الّي ماكل حلال ولده الميّت ولا عبّر أحفاده من ولده , طيّب أنا مقبل على زواج تدري جدّك المصون بيزوجني بس عشان أجلس بالديرة ؟ ووحدة يمكن ما اودّها ولا أبيها ! محد بيعرف شعوري ولا ابي أحد يذوقه ! مبتغاي أعيش اختي بسلام وتنسى كلّ شيء صار .
غيّاث : محد بيجبرك تتزوج ! جدّي مارح يجبرك تتزوج وحدة ماتبيها , رجّال طول بعرض يجبرك تتزوج ؟ ضحكتني صراحةً
عدّل المخدة وتمدد ونطق : شف أنا الحين مالي خلق اتناقش معك خلها بعدين
فرش غيّاث فراشه وتمدد يتأمل السقف ينتظر النوم يداهمه .
تمتم سهّم بـأذكار النوم وآخر ماقرأه آيه الكرسي وغمض عيونه لعلّ يداهمه النوم وتروح عنه أفكاره ..
-
' لاتنسون النجمة ياحلوين 🤍'

أنتي الفُـؤاد ومَا حَـوىٰ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن